عمر الحوراني.. الهروب من درعا انتهى بمعاناة وادي غزة

لم يتوقع عمر الحوراني أن أسرته التي هربت من أتون الحرب في سوريا سيحط بها المقام في حجرة صفيح قرب مجرى وادي غزة ويزيد البؤس فوق الفقر معاناته مع أطفاله.
تحل القوارض والحشرات ضيوفاً ثقيلة على أربعة أطفال لم يتجاوز أكبرهم سبع سنوات، وتشتد الحرارة صيفاً في المنزل، وتنساب المياه من شقوق حجرات الصفيح شتاءً.
وتعاني أسرة الحوراني من الفقر وعدم وجود منزل يؤويها، فاضطر عمر وأسرته المكونة من 4 أطفال وأمه وزوجته للسكن في منازل مؤقتة حتى ساءت أحوالهم، ووجدوا أنفسهم قرب مجرى وادي غزة.
وكانت أسرة عمر لجأت لغزة بعيْد بدء الحرب في سوريا، وتنقلت في عدة منازل حتى منحتها الحكومة بغزة قطعة أرض قبل 4 سنوات، وعندما استعادتها وعدتهم بمنحهم شقة من مشاريع الإسكان الخيرية دون أن يحصلوا على شيء حتى الآن، وفق العائلة.
معاناة يومية
مكثت أسرة عمر 3 سنوات في حجرة صفيح متنقلة تعرف محلياً بغزة باسم (الكرفان)، وعندما استعادت الحكومة قطعة الأرض التي كانت تقام فوقها نقلوها للسكن في (الكرفان) ذاته قرب مجرى وادي غزة.
وتقول زوجة عمر أم محمد لمراسلنا: “معاناتي صيفاً وشتاءً؛ القوارض والحشرات تملأ البيت، وتسببت في أمراض جلدية للأطفال، والقوارض تداهمنا من شقوق الأرض وجدران الكرفان المهترئة، ورائحة وادي غزة تزكم الأنوف، وهي السبب الرئيس في قدوم القوارض والحشرات”.
وخلال جولة قصيرة في الكرفان الصفيحيّ الذي يتكون من حجرتين وحمام ومطبخ أطلّ الفقر بهامته فوق فراش وملابس وأثاث البيت في حين انشغل أطفال عمر الأربعة بالرسم والتلوين غير مدركين عظم المشكلة.

أطفال الحوراني
المناخ في حجرات الصفيح التي تخترقها رائحة الوادي وحشراته مضطرب للغاية؛ فالحياة فيها حارّة جداً لدرجة غير محتملة في الصيف في حين لا تحميهم الحجرات من أمطار الشتاء.
عجز وفقر
ولا تملك أسرة الحوراني أي أوراق ثبوتية؛ فقد هربت من الحرب بسوريا، ودخلت غزة من الأنفاق الحدودية، حيث كانت أحوالها سيئة، ومن يومها لا تستطيع التنقل خارج غزة.
ويؤكد عمر الحوراني (31 عاما) لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه حصل على فرصة عمل مؤقتة، لكن اشتداد الحصار قبل سنتين أفقده أي مصدر للدخل، وهو الآن عاجز عن توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية.

null
حصلت العائلات اللاجئة من سوريا لغزة على شقق سكنية من مشاريع الإسكان، وبعضها على بدل أجرة سكن من (الأونروا)، لكن أسرة الحوراني لم تحصل على شيء، وعاشت شهوراً طويلة دون تيار كهربائي.
وتكررت زيارة زوجة الحوراني وأطفالها الأربعة لأطباء الجلدية والصدرية، فأكدوا لها أن معاناتهم هي من رائحة وحشرات وادي غزة الذي لا يبعد عنهم سوى 15 متراً.
الأطفال
“نحتاج إلى بيت يحمي أطفالي وفرصة عمل للحياة ” هذا هو حلم عمر الحوراني الذي يقف كل يوم عاجزاً أمام مطالب أطفاله الصغيرة.
يقول عمر: “سنوات من المعاناة وأتمنى أن أحصل على أي فرصة عمل أو أي مكان مناسب للسكن يحمي أسرتي، أنا مستعد للعمل في أي شيء حتى أوفر طعام الأسرة”.
وتعاني والدة الحوراني التي تسكن معهم في حجرة الصفيح من سقوط في أعصاب اليد، وهي بحاجة لأدوية وزيارة متكررة للطبيب شهرياً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...

القسام تبث مقطع فيديو لانطلاق سلسلة عمليات أبواب الجحيم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم الأربعاء مشاهد مصورة ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم" شرق مدينة رفح....

الاحتلال يعترف بإصابة 4 من جنوده بانفجار عبوة ناسفة برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت مصادر إسرائيلية، إن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا اليوم الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة في رفح جنوب قطاع غزة. وذكرت...

حماس تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف مسلسل الإرهاب الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس، بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف المسلسل الإجرامي، وردع حكومة الاحتلال "الإرهابية"، التي تمعن في ارتكاب...

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد صحفي بمجزرة إسرائيلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، اليوم الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مطعماً شعبياً غربي مدينة غزة،...

32 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء مجزرة دامية غربي مدينة غزة أسفرت عن 32 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط...