حتى الانتخابات في فلسطين مقاومة
لا يعتقد عاقل بأن عملية الانتخابات الفلسطينية للتشريعي وللرئاسة والمجلس الوطني ستمر بسهولة ويسر، أو كباقي الحالات المستقرة -هذا إن تمت أصلاً- وفق الحد الأدنى من شروط (الديموقراطية الإجرائية).
ولكن هذا لا يعني بالمطلق سيطرة التردد وعدم المضي قدماً في اقتحام (أهوال) الانتخابات فهي “مقاومة وطنية فلسطينية” من نوع آخر. نأمل أن تكون هذه المرة مقاومة راشدة على منهاج العقلاء الشجعان تهدف للاقتحام وتحقيق الهدف ثم العودة إلى القواعد بسلام، دون أن يكون الاستشهاد هذه المرة على الأقل هدفاً بحدّ ذاته. واحتمالات نجاح هذا الأمر معقولة وليست مضمونة.
عقبة الاحتلال الكأداء كافية لإحباط أكبر وأصغر عملية انتخابات ديموقراطية ، وهي مبرر لامع ويبدو مقنعا للوهلة الأولى ل”عبثية التجربة” ، وتبرز هنا أهمية أن تجري وتمضي الانتخابات وتصمد -كعادة الفلسطينيين- أمام ورغم إجراءات الاحتلال التعسفية، والأدهى والأمرّ أن هذه الإجراءات قد تتناغم وترقص بمهارة وإتقان مع رغبات ومصالح شخصيات وقوى فلسطينية محدودة عددياً، ولكنّها مؤّثرة ومتجذّرة وقد تعاظم شأنها مع استمرار الانقسام والتعاون الأمني البغيض.
قد تكفي عقبة الاحتلال الحقيقية لتبرير الحكم المسبق على الانتخابات بالفشل، ولكنّ هذا هو العجز بعينه، وعدم “البحث عن بدائل بذاته الذي بررّ “ضمان” استمرار الوضع المستحيل الذي تعيشه القضية الفلسطينية، والذي يسعى المسار الوطني الأخير للخروج منه من خلال المعادلات الصعبة.
لأن الانتخابات مقاومة من الكثير من الجوانب، ولأن التجربة الفلسطينية وخاصة انتفاضة الأقصى أظهرت ضرورة التخطيط والتنسيق والتعاون الوطني إن لم نقل الشراكة الوطنية في ترتيب عملية المقاومة الضروس؛ فلا بدّ هنا من تعزيز التوافق الوطني لأقصى درجة ممكنة قبل وأثناء وبعد الانتخابات، لأن هذا التوافق هو البديل شبه الوحيد الذي يستطيع أن يواجه وأن يصمد أمام عواصف الاحتلال ومخاطر التنسيق الأمني.
إنَّ معركة الانتخابات الحقيقية كما هي “حرب إنهاء الانقسام” هي في الواقع بين فريقين، ليست بين فتح وحماس، بل بين قوى وطنية تقدمية تؤمن بالشراكة الوطنية وبين قوى لا تؤمن بها، بل تطرح الصراع المستمر وهي ما زالت تصرّ “ورغم فشلها” على خوض غمار حروب الإقصاء ومعارك القضاء على الآخر حتى في ظل قصف الاحتلال الجوي ومناوراته البرية في قلب الوطن أو ما يسمى بحروب “مبم”.
قد نستخلص مما سبق التالي:
1.إن عملية الانتخابات هي مقاومة من نوع آخر لا يقل صعوبة عن المقاومة المسلحة وغيرها.
2. كلما زاد فهم وإدراك حجم العقبات في وجه الانتخابات الحرة والنزيهة كلما زادت حاجة شعبنا وقواه الوطنية للتوافق والشراكة لمواجهتها، وإلا فالبديل هو الفشل فيها، وفي المسار بأسره.
3. كلما أدركنا مأساوية استمرار الوضع الحالي “الانقسام والعجز” على القضية الفلسطينية، كلما عملنا بجدّ وشمرنا عن السواعد لتعظيم إمكانات النجاح من أجل الخروج من هذا الوضع، حتى بمعادلة غريبة بعض الشيء وهي الانتخابات كمقدمة للمصالحة والوحدة وليس العكس.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
المقاومة الإسلامية ف العراق تقصف 3 أهداف للاحتلال الصهيوني
بغداد - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، أنها استهدفت فجر اليوم وأمس، ثلاثة أهداف للاحتلال الصهيوني. وقالت المقاومة في...
بالتعذيب الوحشي .. 18 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أكد نادي الأسير الفلسطيني، ارتقاء 18 معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ ومعسكراته جرّاء جرائم التّعذيب والجرائم...
عدنان البرش.. الطبيب الإنسان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...
شهيدان من غزة بسجون الاحتلال أحدهما الطبيب عدنان البرش
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الخميس، استشهاد اثنين من معتقلي غزة، أحدهما رئيس قسم...
هنية: وفد حماس إلى القاهرة لإنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام اتفق إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن...
المرتزقة في جيش الاحتلال.. والدعم الغربيّ المباشر للعدوان على غزة
المركز الفلسطيني للإعلام كشفت العديد من التقارير الصحفية المنشورة خلال الأشهر الماضية، مشاركة الآلاف من المرتزقة من جنسيات مختلفة في صفوف جيش...
عدد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال منذ بداية العام يرتفع إلى 58 شهيدًا
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام ارتفع عدد الشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى 58 شهيدًا منذ بداية العام، 10 منهم ارتقوا خلال شهر...