الإثنين 12/مايو/2025

مواطنو الضفة: نهج الحياة مفاوضات أثبت أنه عبثي بامتياز والمقاومة هي البديل

مواطنو الضفة: نهج الحياة مفاوضات أثبت أنه عبثي بامتياز والمقاومة هي البديل
بعد أيام من خطاب محمود عباس والذكرى الخامسة لوفاة ياسر عرفات بدأ مواطنو الضفة الغربية يتساءلون عن جدوى المفاوضات وما نادى به وبشَّر “كبير المفاوضين” الدكتور صائب عريقات، المسؤول عن ملف المفاوضات مع دولة الاحتلال، من أن “الحياة مفاوضات”، فللمرة الثانية خلال أسبوع يعلن عريقات عن فشل النهج التفاوضي الذي انتهجته قيادة سلطة رام الله و”منظمة التحرير الفلسطينية” منذ عام 1991م، وهو ما يشير إلى قرب نهاية مرحلة، وبداية مرحلة جديدة.
 
عريقات: ثمانية عشر عامًا من الفشل
وكان الدكتور صائب عريقات قد صرح خلال اجتماع له مع السفير الأمريكي “ديفيد هيل” قبل أيام بأن “استمرار النشاطات “الاستيطانية”، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، وفرض الحقائق على الأرض، وخاصة فيما يتعلق بمدينة القدس الشرقية وما حولها، ومحاولات تثبيت الاحتلال من الحكومات المتعاقبة، كل ذلك يُشكل تدميرًا لخيار الدولتين، ولا يترك مجالاً سوى للدولة الواحدة”.

كما قال عريقات لوكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ (11-11): “لقد جاءت لحظة الحقيقة ومصارحة الشعب الفلسطيني أننا لم نستطع أن نحقق حل الدولتين من خلال المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عامًا”.
 
المواطنون: المفاوضات عبثية بامتياز
عن ذلك يقول المواطن عبد الله النتشة من مدينة الخليل: “ما قاله عريقات ينسف منهج السلطة القائم على أن الحياة هي مفاوضات، ويصل بنا إلى قناعة لا ترقى إلى الشك في أن هذا النهج لم يحقق أي من أغراضه، وأنه فشل فشلاً ذريعًا، وأن مراجعة نقدية لسنوات من المفاوضات ترينا أنها كانت عبثية بامتياز”.

وأضاف: “تكبدت القضية الفلسطينية ثمنًا باهظًا من خلال المفاوضات العبثية، حيث كانت النتيجة المزيد من “المستوطنات”، والجدار، وتحويل الضفة إلى “كانتونات”، وتهويد القدس، وذبح المقاومة إلى سنوات قادمة في الضفة”.

ويقول المواطن سائد صادق من مخيم العروب قرب الخليل: “عريقات صرح أيضًا أن اللجنة الرباعية فشلت في إلزام “إسرائيل” بوقف “الاستيطان” أو تنفيذ أي من الالتزامات المترتبة عليها من المرحلة الأولى في خارطة الطريق، أي أنه بعد قمع المقاومة، وهي أعمال بحسب القانون الثوري لمنظمة التحرير تعتبر خيانة عظمى، لا يحصل عباس على شيء مما كان ينادي به طيلة حكمه من إقامة الدولة الفلسطينية!!”.

المواطنون: السلطة ستواجه شعبها عما قريب

يقول المحامي علاء محمود من رام الله: “عريقات يقر بفشل 18 عامًا من المفاوضات مع الاحتلال، وهذا معناه إفساح المجال لخيارات أخرى وعدم الوقوف في وجهها، وأعني خيار المقاومة، ولكن ما سيحصل هو أنه ستتصدى السلطة و”أجهزتها الأمنية” للمقاومة مكابرة وغلوًّا وصلفًا، وهو ما يجعلها في مواجهة مع شعبها عما قريب”.
 
المواطنون: عريقات يراوغ ويضلِّل
من جهته يرى المواطن فوزان خليل، من مدينة رام الله، أن عريقات يراوغ من خلال القول أنه بات من الصعب قيام دولة فلسطينية، وهو بذلك يتوجه إلى الحديث عن العودة إلى خيار الدولة الواحدة، وهو بهذا “إنما يحاول أن يفرض تصورًا جديدًا في قضية الصراع، وينسف بذلك منهجة “الحياة مفاوضات”، وهذا معناه أنه يستخف بالشعب الفلسطيني”.
 
وأضاف: “عريقات اعتبر بشكل أو بآخر ألا وجود لأي شكل من أشكال العلاقات مع العدو سوى المفاوضات، وفشلها بعد 18 عامًا يعني أن كل ما كان يقال عن تقدم في الملفات التي يتم التفاوض عليها ليس سوى نوع من الخداع والتضليل، فهل يا ترى سيتم ملاحقة من تسبب في تضييع القضية في متاهات المفاوضات؟ وهل سيتم على الأقل الاعتراف بذنبهم وتقديمهم الاستقالة”؟!”. 
 
المواطنون: المقاومة هي البديل.. والحياة ليست مفاوضات
بدوره يقول الطالب سمارة شاهر من جامعة بيرزيت: “إذا كان خيار “الحياة مفاوضات” قد فشل أو وصل إلى طريق مسدود فما هو البديل؟ الجواب بسيط هو العودة للمقاومة، وحلُّ السلطة الفلسطينية، ولكن هذا لن يحصل؛ لأن هناك مجموعة من المنتفعين تتضرر مصالحهم إن تم حل السلطة، وهم من علية القوم فيها”.

 

وأضاف: “في المحصلة، ليس من الحكمة أو الإنصاف أن نختصر الحياة بأنها مفاوضات، فأغلب نشاطات الإنسان ليست مفاوضات، ولا تحتاج طرفًا آخر للتجاذب معه أو لمفاوضته، فلا حاجة للمقاومة للتفاوض مع الاحتلال؛ لأنه لا يفهم غير لغة القوة، وما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وحركة “فتح” فشلت، وعليها أن تُفسح الطريق للمقاومة ولا تعترضها، فما عاد شعبنا يحتمل الذل والإهانة على يد ذوي القربى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات