النائب الطل.. المرض يزيد لوعة الفراق في العيد

لم يعد حلم أم إسماعيل، زوجة الأسير محمد الطل، في عيد الأضحى المبارك أن ينال زوجها الحرية فحسب؛ بل بات همها الأكبر وعائلتها أن يعافيه الله من المرض، بعد نقله من معتقل النقب الصحراوي إلى مشفى سوروكا في بئر السبع.

تقول الزوجة المكلومة: لقد تألمنا كثيرا في اعتقالاته السابقة التي زادت عن 11 عاما، وخاصة بعد انتخابه عضوا في المجلس التشريعي. فقدناه في أفراحنا وأتراحنا وكل مناسباتنا.

تتابع في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: أجّلنا زواج بناته أكثر من مرة من أجل أن يشاركنا الفرح، ولكن كل ذلك يهون أمام لوعتنا اليوم على تردي صحته داخل المعتقل، وعدم تناوله الدواء هناك احتجاجا على عدم اهتمام إدارة المعتقل بعلاجه.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت منزل النائب محمد إسماعيل الطل (51 عاما)، في بلدة الظاهرية بالخليل فجر يوم 21-3-2017م، واعتقلته، وحكمت عليه بالسجن الإداري.

المرض
تقول الزوجة الصابرة: بعد آخر زيارة لأبي إسماعيل عدت قلقلة على صحته، فقد أصابه الهزال الواضح، ونزل وزنه بطريقة متسارعة دون معرفة الأسباب، ما استدعى نقله إلى المستشفى للعلاج، فمكث فيه عدة أيام وأعيد إلى السجن.

تضيف: أبو إسماعيل يعاني من السكري، وضغط الدم، ومشاكل في القلب والمعدة،  وقد تراجعت صحته مؤخرا بشكل ملحوظ.

لوعة الفراق
ولا يخفي نجله إسماعيل (19 عاما) اشتياقه لوالده الذي غاب عنهم في غالبية الأعياد، فيغالب دمعه ويقول: “والله حابين نعيد مع سعادة النائب، ولو عيد واحد، الحمد لله على كل الأحوال، ربنا معك يا والدي ويصبرك ويشفيك”.

إسماعيل يقول في حديث لمراسلنا: “صحيح احنا عاطفيين ومشتاقين للوالد كي يفرح معنا في عيد الأضحى وغيره من الأعياد، لكن والدي صلب وعنيد ولا تؤثر فيه العواطف كثيرا؛ فقضية دينه وشعبه فوق كل الاعتبارات”.

مواقف عظيمة
وعن عزيمة وصبر الطل داخل السجن، يقول النائب نزار رمضان في حديث لمراسلنا: في 2014 كنت معه في غرفة واحدة داخل قسم 16 بمعتقل عوفر، وكان الأسرى الإداريون قد أعلنوا مقاطعتهم للمحاكم، وكان للطل استئناف أمام المحكمة في (13-10) وموعد زواج ابنته في (8-11) أي بعد شهر تقريبا وربما في هذه المحكمة يفرج عنه، إلا أنه رفض الذهاب للمحكمة؛ تضامنا مع الأسرى الإداريين المقاطعين للمحاكم.

وأضاف رمضان: يوم المحكمة حضر ضابط السجن، وقال للنائب الطل:  لك اليوم استئناف ويقول المدعي العام إذا حضرت سيفرج عنك فورا، ورغم ذلك، ورغم حاجة أبو إسماعيل الماسة للإفراج عنه كي يحضر زفاف ابنته، إلا أنه رفض قطعيا الذهاب للمحكمة تضامنًا مع الأسرى الإداريين وعدم كسر قرارهم وإرادتهم.