عائلة إرشيد..الأم تنتظر ابنها الشهيد ليوزع الخبز عن روح شقيقته
“الحمد لله، الحمد لله على كل حال” بهذه العبارات استقبلتنا أم الشهيدين (عدي ودانيا) إرشيد، في منزلهما المتواضع في حي شارع السلام بمدينة الخليل، حيث امتزجت مشاعر الحزن على فقدان الأبناء والفرح بقوة الصبر والثبات، التي سطرتها هذه العائلة دفاعا عن القدس والمقدسات مقدمة الغالي والرخيص.
بصبر وثبات حدثتنا والدة الشهيدين، وهي تجلس بين أمهات الشهداء، الذين جاءوا لمواساتها، قائلة: “استيقظت صباح يوم الجمعة وبدأت يومي بذكر الله، وخطر في بالي ابنتي دانيا، التي لم تغب عني في أي لحظة منذ استشهادها، وأردت في هذا اليوم المبارك أن ازكي روحها الطاهرة بشيء من الصدقات فأخبرت نجلي عدي بأني سأصنع بعضا من (الخبز باليانسون) ليوزعه بعد عودته من صلاة الجمعة على الأقارب والجيران والأصدقاء عن روح أخته الشهيدة، فابتسم عدي وخرج إلى المسجد، ولم أكن ادري أنني سأوزع هذا الخبز عن روحهما الاثنين”.
صمتت للحظات، ثم تابعت حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” قائلة: “عدي كان مثالا للشاب الخلوق والغيور على عرضه ودينه، فمنذ استشهاد اخته لم يهدأ له بال، ولم ينس للحظة أخته الذي اغتالتها يد الغدر والحقد على أبواب الحرم الإبراهيمي، خرج من بيته صائما وعاد إليه شهيدا، فالحمد الله على هذه الكرامة التي اكرمنا الله بها”.
لم يكن حال والد (عدي ودانيا) أقل صبرا وثباتا من والدتهما، فسطر بعزمة وثباته مدرسة للأجيال القادمة تدرسهم معنى التضحية لأجل القدس وفلسطين بأغلى ما يملكون، وبعزيمة الرجال وصبر المرابطين الصامدين عبر والد الشهيدين جهاد إرشيد، عن حمده وشكره لله على حاله، الذي هو أحسن من حال غيره، قائلا: “أنا دفنت أبنائي الشهداء، أما غيري فأبنائهم في الثلاجات لم يدفنوا بعد، فالحمد لله ،الله اعطى والله اخذ وكل شيء عنده بمقدار”.
كما أكد إرشيد في حديثه لمراسلنا، “أن الأقصى يحتاج إلى الكثير من الدماء دفاعا عنه، مؤكدا أننا في بداية هذه المعركة التي تتطلب منا التضحية بالغالي والثمين من أجل تحرير أقصانا ومسرانا، وفي ظل هذه الأمة النائمة والغير مبالية بما يدور في فلسطين وبيت المقدس من قبل الاحتلال الغاشم”.
وعند سؤالنا له عن أبنائه الشهداء، أجاب قائلا: “عدي ودانيا كانا معا كالأصدقاء، عدي تأثر كثيرا باستشهاد أخته، لقد كان شابا خلوقا ملتزما عابدا لربه لا يقطع صلاة ولا صياما، ويوم استشهاده ذهب إلى ربه صائما صادقا”.
هذه هي عائلات فلسطين المجاهدة الصابرة التي عرفت معنى التضحية والصبر والثبات في الدفاع عن القدس والمقدسات، مقدمة أغلى ما يملكون من فلذات أكبادهم، حيث قدمت عائلة إرشيد ابنتها دانيا شهيدة على أبواب الحرم الإبراهيمي الشريف، ليلحق بها شقيقها بعد (45) يوما شهيدا في مواجهات عنيفة على مدخل المدينة شمالا، لتسطر هذه العائلة للعالم معنى التضحية من أجل الوطن والدين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يغتال القيادي طلال أبو ظريفة بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين -مساء الأحد- في جريمة اغتيال نفذتها قوات...
مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....
تفاصيل جديدة حول كمين كتائب القسام في حي الزيتون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف مصدر قيادي بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاحد، بعض تفاصيل الكمائن التي نفذتها الكتائب، الجمعة...
خلال 24 ساعة.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 50 من جنوده باستهدافات المقاومة بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال، إصابة 50 من جنوده وضباطه، في المعارك الدائرة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتفعت...
صحة غزة: 500 شهيد من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استشهاد 500 من الطواقم الطبية جراء عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة منذ 219...
بدران: مطالب وفدنا المفاوض محل إجماع وطني والاحتلال تزداد عزلته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد حسام بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس على وحدة الموقف الفلسطيني في الجانب السياسي والتفاوضي، مشيرًا...
هربًا من حمم القصف.. النازحون يفترشون لظى الرمال بشاطئ غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يكابد الفلسطيني مرارات العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية بغزة إلا أنه لا ينكسر ولن ينكسر... فإرادته فولاذية وعزمه...