انتقال إسرائيلي من التحالفات السياسية إلى العمليات العسكرية
لم يعد سرًّا أن اتفاقيات التطبيع بين (إسرائيل) ودول الخليج المسماة “اتفاقيات أبراهام” تشكل إنجازًا سياسيًّا ذا أهمية تاريخية لوضع (إسرائيل) الإقليمي، فالأساس المنطقي لبناء جبهة معادية لإيران يُلزم (إسرائيل) القيامَ بعمل عسكري لصالح حلفائها، حتى في الحالات التي لا يوجد فيها تهديد وجودي للدولة اليهودية.
تكتسب هذه الاتفاقيات أهمية تاريخية لمكانة (إسرائيل) الإقليمية، وهو ما عززه الاجتماع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ما شكل اختراقًا كبيرًا في المحور الجديد الناشئ في الشرق الأوسط.
تزعم الأوساط الإسرائيلية أن الدافع الرئيس وراء ارتباط دول الخليج مع الدولة اليهودية هو مخاوفها من إيران، امتثالًا للقاعدة السائدة في الشرق الأوسط القائلة: “عدو عدوي صديقي”، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحالفات الدولية.
كما أن الخلفية السياسية للاختراق الحالي تتمثل بالضغط الأمريكي لتحويل “علاقة العشيقة السرية” التي تطورت في العقود الأخيرة بين (إسرائيل) ودول الخليج إلى علاقة “زواج شرعي”، والحاجات السياسية لرئيس الولايات المتحدة، والاحتياجات الاقتصادية لصناعة السلاح الأمريكية، وبيعها لدول الخليج، إضافة للحديث بصوت عالٍ عن التقنيات المتقدمة والتعاون الاقتصادي، والمنطق الجغرافي الاستراتيجي، وكل ذلك لكبح التوسع الإيراني.
مع العلم أن هذه الاتفاقيات تكتسب أهميتها في ضوء الانسحاب المستمر للولايات المتحدة من الشرق الأوسط على مدى أكثر من عقد، خاصة من العراق وسوريا، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى استقلالها في مجال الطاقة، وهي حقيقة اعتمدتها الإدارتان الديمقراطية والجمهورية، ويمكن أن تكتسب زخمًا في ظل الإدارة الديمقراطية القادمة، ويرجح أن تُظهر تعاطفًا أقل مع دول الخليج، كما كان يتودد الرئيس المنتهية ولايته.
تستند (إسرائيل) إلى قلق الدول المحافظة بالشرق الأوسط من انسحاب أمريكا المتزامن مع تعميق روسيا والصين تغلغلهما بالمنطقة، وتوسيع إيران وتركيا نفوذهما الإقليمي، رغم أن الغلاف الأيديولوجي للصراعات الحالية قائم على تنافس إيران وتركيا، أما (إسرائيل) فتعمل بمنطق أنه لا يوجد حلفاء أبديون، بل مصالح ثابتة، وتتحالف (إسرائيل) نفسها مع دول عربية ضد “أصدقائها” من الخمسينيات والستينيات، وهما: إيران وتركيا.
وإذا استمرت الولايات المتحدة في الانسحاب من المنطقة، سيزداد وزن (إسرائيل) في التحالف الإقليمي المتنامي، وتجد نفسها في مواقف تتطلب فيها القيام بعمل عسكري، ليس بالضرورة للدفاع عن مصلحة إسرائيلية وجودية.
وفي ضوء التقييمات الجديدة في الشرق الأوسط، تعتقد الحكومة الإسرائيلية أنه مطلوب منها إعداد جمهورها لأفكار والتزامات لم تعترف بها من قبل، سواء تدخل عسكري إقليمي كانت تؤديه الولايات المتحدة في السابق، أو بذل قصارى جهدها لإبطاء فك ارتباط واشنطن بالمنطقة، لأن الشراكة الأمريكية الإسرائيلية القوية هي أساس نجاح المحور الجديد الذي يتطور في المنطقة، على الأقل وفق التقدير الإسرائيلي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الأورومتوسطي: تكثيف الاحتلال قصفه وإصدار أوامر إخلاء لشمال غزة تكرار لمراحل الإبادة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكرر مراحل الإبادة الجماعية التي بدأ بتنفيذها في...
حرب إسرائيل على لبنان .. 30 غارة على الضاحية الجنوبية وقصف طرابلس
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، فجر اليوم الأحد، أكثر من 30 غارة عنيفة على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية...
29 شهيدًا و93 جريحًا بمجزرتين إسرائيليين استهدفتا نازين وسط القطاع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرتين وحشيتين بقصف مسجدٍ ومدرسةٍ يؤويان نازحين في وسط قطاع غزة، ما أدى إلى...
غارات إسرائيلية مكثفة ومتواصلة على شمال غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الصهيوني - مساء السبت- عشرات الغارات المكثفة والقصف المدفعي على بيت لاهيا وجباليا شمال غزة، وسط...
عدوان إسرائيلي متواصل على لبنان وحزب الله ينفي إشاعات عن قادته
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الدموي على لبنان، واستهدفت مجدداً ضاحية بيروت الجنوبية، والبقاع، وجنوبي...
حزب الله يهاجم مستعمرات الاحتلال ومواقعه ويتصدى لمحاولات توغل
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام نفذ حزب الله سلسلة عمليات -السبت- استهدفت مستعمرات الاحتلال ومواقعه العسكرية وتحشدات القوات الصهيونية على الحدود مع...
الفصائل: لا اتفاق أو صفقة إلاً بوقف العدوان والانسحاب من غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت الفصائل الفلسطينية أنه لا اتفاق ولا صفقة إلا بتحقيق مطالب شعبنا بوقف العدوان، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفتح...