الإثنين 12/مايو/2025

بعد سيطرة أذرع السلطة.. العمل الخيري بالضفة في مهب الريح

بعد سيطرة أذرع السلطة.. العمل الخيري بالضفة في مهب الريح

لم يكن الخبر الصادم الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن توقف كلي لمصنع الصفا للألبان التابع للجنة زكاة نابلس المركزية عن العمل كليا مستغربا في أوساط أهالي مدينة نابلس، في ظل تراجع أداء اللجنة وباقي مؤسسات العمل الخيري في المحافظة، منذ السيطرة الكاملة عليها من أمن السلطة وحركة فتح في العام 2007.

وفور أحداث قطاع غزة، وضعت السلطة يدها على كل مؤسسات العمل الخيري في الضفة الغربية، وغيرت كل اللجان والمؤسسات التي تشرف عليها، كما طال التغيير الكادر العامل في غالبيتها، ونصبت عناصر أمنية، وأخرى محسوبة على حركة فتح.

التدخلات الأمنية

وعلى مدار أكثر من 10 سنوات، فقدت تلك اللجان رونقها وتراجع العمل الخيري تدريجيا، حتى أضحى يعاني من هشاشة، وضعف وعدم ثقة ومصداقية، وأضحت عناوين العمل الخيرية البديلة، أكثر حضورا وتميزا.

وشهدت لجنة زكاة نابلس المركزية تغييرا متعاقبا في إدارتها على مدار السنوات العشر الأخيرة، واستقالات عدة،  كما يهدد غالبية أعضاء اللجنة حاليا بالاستقالة في نهاية العام 2018، بسبب الملاسنات بينهم، وتراجع أداء اللجنة والذي ظهر جليا في مواسم رمضان والأضاحي في العام الحالي.

يقول عضو سابق في اللجنة رفض الكشف عن اسمه، إن جهة أمنية عليا أوصت بإبعاده عن اللجنة، بسبب ماضيه الحمساوي، بالرغم من كونه من أكثر أعضاء اللجنة حضورا وجمعا للتبرعات.

ويضيف أن التدخلات الأمنية في عمل اللجنة علني حتى في قوائم الأشخاص المستفيدين والعلاقة مع وزارة الأوقاف، وهناك ضغوطات لعمل أنشطة مشتركة مع الأجهزة الأمنية لأبناء الأيتام والفقراء.

وشهدت اللجنة أواخر العام الحالي استقلال مجمع نابلس الطبي الذي كان تابعا للجنة، ليصبح جهة مستقلة إداريًّا وماليًّا، كما حصل مع مصنع الصفا، وهناك تفكير لاستقلال المؤسسات التعليمية أيضا من خلال تشكيل مجلس إدارة منفصل.

والحال ذاته في جمعية التضامن الخيرية التي يترأسها علاء مقبول، وإلى جانبه اللواء سعيد هندية الضابط السابق في جهاز الأمن الوقائي، حيث تم تغيير الطاقم الإداري كله، واستبداله بطاقم تم ترشيحه من الأجهزة الأمنية؛ وهذا أدى إلى خسارة الكثير من المتبرعين من الخارج والمحليين، وقلة المشاريع والبرامج التي يتم تنفيذها مقابل ما كان قبل سنوات الحسم.

مخاوف الأيتام

تقول والدة أربعة أيتام من بلدة عسكر البلد، أنها لم تتلق مخصصات أولادها من أربع سنوات من لجنة زكاة نابلس، بحجة عدم إرسال اللجنة الكافلة الأموال للجنة، بحجة وجود إشكاليات في ذلك مع اللجنة الحالية، كما توقفت مخصصات لجنة المناصرة من الأردن لنفس السبب، والتي كان يستفيد منها أيتام في لجنة زكاة نابلس وجمعية التضامن.

ويخشى الكثير من عائلات الأيتام الكشف علانية عن المماطلة التي يتعرضون لها لدى مراجعتهم تلك الجمعيات واللجان، حيث ذكرت عائلة أن طلبها مقدم من ثلاث سنوات لكفالة أيتامها الخمسة من لجنة زكاة نابلس، ولم يتم ذلك، فيما ذكرت أسرة أخرى من مخيم بلاطة، أنها تلقت طردا غذائيا فقط خلال عام قيمته لا تتجاوز 90 شيكلا فقط، وتكلفت مصاريف إحضاره 30 شيكلا.

وحسب معلومات تسربت من دوائر الاختصاص في وزارات الداخلية والشؤون الاجتماعية والأوقاف، فإن ميزانيات لجان الزكاة والجمعيات الخيرية تراجعت لدى بعضها للنصف، وأخرى لأكثر من ذلك، بعضها لأسباب موضوعية تتعلق بتراجع الدعم الخارجي، والآخر لخلل وفساد إداري. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات