سارية العلم في سبسطية.. حكاية تحدٍّ وصمود
أضحى مشهد دوريات الاحتلال، وهي تقتحم بلدة سبسطية التاريخية شمال مدينة نابلس، في الأسابيع الأخيرة مشهدا مألوفا، لكن الغريب في دوافع الاقتحام والتي عنوانها، ليس تنفيذ عمليات اعتقال أو تأمين الحماية للمستوطنين؛ بل إنزال العلم الفلسطيني من سارية عالية.
وتحولت حكاية العلم الفلسطيني إلى عنوان حديث أهالي البلدة والبلدات المجاورة، التي تعج يوميا بالسائحين الأجانب والمحليين، ما جعلها حكاية التحدي بين أحفاد الكنعانيين في البلدة التي تفتخر بماضيها وبين جنود الاحتلال والمستوطنين الغرباء من جهة أخرى.
“سيبقى مرفوعا”
ويؤكد سكرتير بلدية سبسطية قدري غزال، في تعقيبه على هذه الخطوة، أن العلم الفلسطيني سيبقى مرفوعاً، رغم كل الممارسات الاستفزازية الصهيونية.
وقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الاحتلال يسعى من وراء ذلك إلى إخافة أبناء البلدة وإبعادهم عن المنطقة، مؤكداً أنهم يتعمدون إلى إفراغ المنطقة من السكان.
ويقول الناشط الشبابي مؤمن عازم، من مركز سبسطية الثقافي أن هذه الحكاية بدأت منذ بداية العام الحالي، وأضحت تتكرر مرة أو مرتين أسبوعيا، لكنه في المرة الأخيرة فشلت عملية إنزال العلم.
مواجهات أثناء محاولات الاحتلال إنزال العلم
وأضاف لمراسلنا أنه تم نصب السارية ورفعه العلم عليها بمناسبة العام الجديد وانطلاقة الثورة الفلسطينية، وبعد عدة أيام نزع الاحتلال العلم، وبعدها رُفع العلم مره أخرى، ومن ثم نزعه الاحتلال مرة أخرى، ما جعل النشطاء في البلدة مصرّين على مواصلة رفعه مرة أخرى وعلى سارية أعلى وأضخم.
وتكررت محاولات الاحتلال إزالة العلم ومحاولة قص السارية من الأرض ومصادرتها، لكن النشطاء تمكنوا من تثبيتها بالباطون، كما حفروا خندقا على الطريق الذي تسلكه دوريات الاحتلال نحو التل، ما أعاق وصولهم، وبقي العلم يرفرف.
استهداف العلم
وكانت الجولة الأخيرة من عملية الاقتحام فاشلة للاحتلال، كما يؤكد الشاب يزن الكايد من مركز تنمية الشباب في البلدة؛ حيث تكررت عمليات الاقتحام وعنوانها الوحيد استهداف العلم، وكانت حجم المشاركة الجماهيرية واسعة من الشباب لحماية العلم.
وأضاف لمراسلنا أن مواجهات عنيفة تخللت عملية الاقتحام استمرت ثلاث ساعات، أطلق خلالها كمٌّ كبير من قنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع، وانسحبت القوة الاحتلالية، بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة التل.
وتعد سبسطية موقعا أثريا مهما يقع على بعد 12كم شمال غرب مدينة نابلس، على الطريق المؤدي إلى جنين. وتاريخ هذه القرية يشير إلى أنها كانت مدينة صغيرة حتى أيام الملك (هيرود)، الذي أعاد بناءها من جديد وأسماها سبسطية، والاسم مشتق من كلمة “أغسطس”، ويعني باليونانية الإمبراطور، ويعود أقدم استيطان في سبسطية إلى العصر الحديدي الثاني (القرن التاسع ق.م)، وقضى عليها الآشوريون عام 732 ق.م.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...