الإثنين 12/مايو/2025

ما بين بئر السبع وغزة .. رائحة تُعيد الحنين للوطن

ما بين بئر السبع وغزة .. رائحة تُعيد الحنين للوطن

على حدود قطاع غزة وما بين الخيام المنتصبة ضمن فعاليات مسيرة العودة، يتحرك عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين هجّروا قسراً من مدينة وقرى بئر السبع المحتلة.

تحرك وتجوال تمتزج فيه أنفاسهم مع رائحة المدينة التي هجروا منها لعل النسائم التي من هناك تعيد لهم روحا تنتظر حقهم في العودة إلى وطنهم المحتل.

وتعد بلدة بئر السبع وضواحيها في منطقة النقب المحتل الأقرب إلى حدود قطاع غزة حيث تظهر أضواء القرى المحاذية لها من حدود قطاع غزة.

وهاجر عشرات الآلاف عام (1948) من مدينة بئر السبع المحتلة وضواحيها إلى قطاع غزة، لكن تواصلهم الاجتماعي والجغرافي ظل مستمراً حتى اشتد حصار غزة قبل أحد عشر عاماً.

هواء بئر السبع
ويرى الشيخ أبو ماهر أبو سعيد أن فعالية مسيرة العودة الكبرى مهمة رغم تأخرها كثيراً؛ لأن الفعالية السلمية على الحدود كان من المطلوب أن تبدأ من يوم قرار الأمم المتحدة رقم (194) عام (1947).

يطيل أبو سعيد النظر للسلك الحدود الفاصل الذي يطلق من خلفه جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل والرصاص الحيّ على المشاركين بالمسيرة، مضيفاً في حيثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “اليوم أرى تجسيدا حقيقيا للّحمة الوطنية، ورسالتنا تصل لكل فلسطيني، وعزتنا وانتصارنا بالوحدة” .

يناجي بلدته المحتلة بئر السبع قائلاً: “يا شباب الحق أدعوكم وفي قلبي لهيب.. كيف نحيا والأقصى سليب، الآن أستنشق هواء بئر السبع وكلي أمل أن أعود أنا وأولادي إليها”.

ويدعو أبو سعيد قيادات الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل وحدة الهدف والعودة إلى فلسطين، مشدداً أن حق العودة لا يأتي إلا بالوحدة.


الحاج نواف العروقي (صورة خاصة)

رائحة بلدتي
ويقول المختار أبو زياد الطويل: إن مسيرة العودة تحمل اليوم هموم وحقوق المواطن الفلسطيني الذي هاجر من أرضه عام (1948).

ويطالب الطويل، وهو أحد ممثلي العشائر في قطاع غزة وأصله من بلدة بئر السبع، بتطبيق قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها حق العودة في قرار (194).

وعلى حدود قطاع غزة عاش الطويل لحظات حلم بها بالعودة إلى بئر السبع التي اشتم رائحتها وحلم بها منذ زمن طويل، وتمنى زوال السلك الفاصل، كما يقول.

ويضيف في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “مسيرتنا مستمرة إلى النهاية ولدي أمل بالعودة إلى بلدتي بئر السبع التي ستبقى بالاسم ذاته مهما حدث، ونرفض تبادل الأراضي، لكننا لإنجاز العودة لا بد من الوحدة، واليوم رأيت فعاليات متواصلة”.

ويجلس المسن أبو نواف العروقي، وهو والد أحد الشهداء، القرفصاءَ قبالة السلك الفاصل، واصفاً المشهد بأنه مشهد عظيم يثير الشجون.

ويصف ما يجرى على حدود غزة في مسيرة العودة الكبرى بالحدث التاريخي، وأن عودته إلى بلدة بئر السبع بات قريباً متابعاً: “هاجرت طفلًا عمري 4 سنوات، وأشعر أن عودتي لها دخول لجنة الله في الأرض وكلي حنين لها”.

أما السيّد أبو أسامة الزريعي، رئيس مجلس عشائر البادية، فيقول: “نحن شعب لدينا إيمان بعدالة قضيتنا، ويدعم حقنا قرار 194 بالعودة، ونحن مصممون أكثر من أي وقت مضى على العودة”.
 
يشير بأصبعه تجاه السلك الفاصل متابعاً: “أسكن هنا بجوار غزة في بلدة بئر السبع، ولن أفرط في ذرة تراب منها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات