السبت 28/سبتمبر/2024

عاصم التميمي.. فارس العمل الاجتماعي الذي ترجل

عاصم التميمي.. فارس العمل الاجتماعي الذي ترجل

“كنت مرافقا له في جزء من مسيرته في العمل الاجتماعي، وشعرت عن قرب مدى الإخلاص والتفاني الذي يبذله في خدمة المعاقين.. فكان يربط الليل بالنهار ويسافر إلى البلاد العربية لجمع التبرعات للمعاقين حتى يقدم لهم أفضل الرعاية والخدمة”.. إنها شهادة النائب الدكتور نزار رمضان عن رفيق دربه وفارس العمل الاجتماعي الدكتور عاصم بيوض التميمي الذي وافته المنية منتصف شهر آب 2017. 

والدكتور التميمي سليل أسرة مسلمة متدينة، فوالده الشيخ رجب بيوض التميمي عالم أزهري، كان قاضي محافظة الخليل الشرعي، أبعدته سلطات الاحتلال الصهيوني عنوة إلى الأردن، وشقيقه الشيخ تيسير بيوض التميمي تقلد منصب قاضي قضاة فلسطين.


null

مسيرة العمل الاجتماعي


شارك التميمي في مسيرة العمل الاجتماعي في محافظة الخليل، فكان أحد أبرز رجالات الحركة الإسلامية القائمين على العمل الاجتماعي في فلسطين، وكان عضوا في لجنة المؤسسات العليا التي تشرف عليها حركة المقاومة الإسلامية حماس، فيما انتخب رئيسا لجمعية الإحسان الخيرية عام 1994م واستمر في خدمة موقعه مجانا طيلة 12 عاما، كما انتخب عضوا في الهيئة الإدارية لاتحاد الجمعيات الخيرية، وكان عضوا في الهيئة العامة لجمعيات: الخيرية الإسلامية للأيتام، وجمعية الشبان المسلمين، وجمعية أصدقاء المريض، وجمعية الصم والبكم، وغيرها كثير.


null

كان أيضا طبيبا أخصائيا ناجحا في القلب والأمراض الباطنية، فهو خريج جامعة القاهرة، كما أنه برع في الطب البديل، حيث أقام مركزا طبيا للحجامة، وكان يتردد على مركزه الكائن بالقرب من مسجد صلاح الدين المئات من المرضى، كما افتتح مركزا آخر للعلاج بلسعات النحل، وقد تميز في مسيرة الطب البديل، ويشار إليه بالبنان.

يقول الدكتور عدنان أبو تبانه رفيق دربه في العمل الاجتماعي طيلة عشر سنوات: “كان المرحوم الدكتور عاصم التميمي ذو همة عالية، وعزيمة صلبة، وهدوء  منقطع النظير.. رافقته في مسيرة جمعية الإحسان الخيرية فترة طويلة، كان يحلم دوما وهو في عيادته ومنزله، ماذا يقدم من خدمة للمعاقين الذين يتأوهون صباح مساء.
 
تأهيل المعاقين

ويضيف الدكتور أبو تبانة الذي كان مديرا للعلاقات العامة في جمعية الإحسان التي يرأسها الدكتور التميمي، قائلا في حديث خاص لمراسلنا: “كان الدكتور التميمي يعمل على مشروع تأهيل المعاقين وتدريبهم لممارسة حياتهم كالآخرين، فطرح فكرة مركز ومدرسة لتأهيلهم، وأسس هو وإخوانه في الجمعية مدرسة ابن أم مكتوم للتأهيل وعلاج المعاقين، وأقام لها بناء مميزا في المنطقة الجنوبية من الخليل، وهو اليوم مركز قوي وناجح، يعدّ الفريد من نوعه في المحافظة”.

ويشير الشيخ عادل الجنيدي الذي شغل منصب رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية في محافظة الخليل، وعمل مديرا إداريا لجمعية الإحسان، ورافق الدكتور التميمي في مسيرته، بأن الدكتور أبو عمرو كان رجلا هادئا يعمل بصمت، همه الأكبر خدمة المعاقين وتطوير أدائهم وتعاملهم مع الحياة رغم أنهم شديدي الإعاقة، إلا أنه عمل على تطوير مهاجعهم ومكان سكنهم وإقامتهم، إضافة إلى بناء مركز علاج طبيعي وبركة ماء ساخن متطورة لعلاجهم، وقسم تأهيل على مستوى عال.

وأضاف الشيخ الجنيدي في حديث خاص لمراسلنا: “كان الدكتور التميمي نموذجا للعمل الاجتماعي الهادئ، يعمل بصمت وتواصل وجد واجتهاد، لا يهمه ركون الآخرين.. يفكر ويخطط وينفذ.. يسافر إلى الأردن والسعودية والإمارات وقطر، يجمع الأموال لرفعة المعاقين والمؤسسات الخيرية، فكان رجل العمل الاجتماعي بلا منازع، يشار إليه بالبنان، تاركا خلفه إرثا كبيرا من العطاء والإنجازات التي لا تزال شاهدة على مسيرته”.
 
توفي الدكتور التميمي عن عمر يناهز 63 عاما في منتصف شهر آب 2017م في حادث سير في عمان بينما كان متوجها الى مصر هو وعائلته، وقد شيع جثمانه الآلاف من أبناء محافظة الخليل، وأقيم له سرادق عزاء كبير في مقر دار بلدية الخليل، وأمه الآلاف من أبناء فلسطين.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات