في طمون .. بذرة الخير تنبت براعمها الواعدة عبر جهود الأهالي

بالرغم من مرور أقل من شهر على تأسيس لجنة زكاة وصدقات طمون، إلاّ أنها استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات والفعاليات الخدماتية للمواطنين في بلدة طمون التابعة لمحافظة طوباس والتي يبلغ تعداد سكانها اثني عشر ألف نسمة.

النشأة والتأسيس

ويتحدث فواز بشارات، رئيس لجنة زكاة وصدقات طمون، عن انطلاقها قائلاً “لم يكن في طمون لجنة زكاة، وإنما كان هناك ثلاثة ممثلين للبلدة في لجنة زكاة طوباس لكنّ احتياجات البلدة التي تُعدّ التجمع الثاني في محافظة طوباس، والحاجة لترتيب العمل من خلال مؤسسة متخصصة قائمة بذاتها، وازدياد حاجة أهالي البلدة لخدمات اللجنة؛ زادت من العوامل التي دفعت لتشكيلها”.

محاولات حثيثة بذلها أبناء طمون منذ أكثر من خمسة عشر عاماً لتشكيل لجنة زكاة مستقلة، وذلك نظراً لعدد السكان الكبير، ولأنّ لجنة زكاة طوباس أصبحت تتحمل عبئاً كبيراً يتمثل في مسؤوليتها عن بلدتي طمون وطوباس. وقد بدأت المساعي الأخيرة لتشكيل اللجنة مع بداية هذا العام، وحصلت التشكيلة على ثقة أكثر من ألف وخمسمائة مواطن في طمون، من خلال حملة جمع التواقيع التي قام بها أعضاء اللجنة.

وهنا يقول بشارات “بعد الحصول على هذه التوقيعات التي تبيِّن مقدار اهتمام الأهالي ببناء هذه المؤسسة في بلدتهم؛ تقدم أعضاء اللجنة المرشحون بطلبهم الرسمي لوزارة الأوقاف، وتم استيفاء كافة الإجراءات والمعاملات المطلوبة، وحصلت لجنة زكاة وصدقات طمون أخيراً على الترخيص الرسمي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في 30 أيلول (سبتمبر) 2006، وقامت بافتتاح حساب مصرفي لها.

إشادة بالإنجاز

وينظر العديد من المواطنين والشخصيات الهامة في طمون إلى تشكيل اللجنة باعتباره إنجازاً هاماً للبلدة ككل، وهم يرون أنّ تشكيلتها تحمل كفاءات عالية من “أشخاص همهم الأساسي رضا الله ثم خدمة أبناء طمون خاصة وأبناء منطقة طوباس عامة”.

ويقول رئيس اللجنة فواز بشارات، الحاصل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية، إنّ “اللجنة تضم الآن ثلاثة عشر عضواً من الشخصيات والكفاءات العلمية والمهنية في طمون، وهي تضم أيضاً في عضويتها عدداً من حملة الماجستير والأساتذة ومديري المدارس والتجار والشخصيات الاجتماعية في البلدة”.

وقد بدأت لجنة زكاة وصدقات طمون عملها بعد افتتاح مقرّها الرسمي في مسجد خالد بن الوليد، حيث قامت بـ “تشطيب” هذا المقر وتجهيزه وتأثيثه وبدء العمل به. ثم قامت اللجنة بحملة تعريف واسعة بها وبالأهداف التي تسعى إليها داخل طمون وخارجها، عن طريق مخاطبة الجمعيات الخيرية والمؤسسات الرسمية والأهلية. وهنا يقول بشارات “حين تقيم جسماً أو مؤسسة خيرية؛ فإنّ أولوياتها تكمن في التعامل مع الناس، ويجب أن تتلمس همومهم، وهذا سيظل ناقصاً إن لم تبادر ببناء جسور العلاقات والثقة بينك وبينهم”.

رمضان الفرصة

ومع حلول شهر رمضان المبارك؛ وجدت لجنة زكاة وصدقات طمون نفسها منخرطة في موسم العمل الدؤوب والجاد الذي يتحدث عنه رئيسها بالقول “كانت باكورة أعمال اللجنة حصولها على 240 طرداً غذائياً بقيمة 11250 شيقل من الهلال الأحمر الإماراتي، عن طريق المحسن الكبير خلف بن أحمد الحبتور، ومن خلال محافظ جنين”. وأضاف متابعاً “كان لذلك عظيم الأثر في نفوس الأهالي والمواطنين، الذين نقلنا شكرهم وامتنانهم للمحافظ وإلى الهلال الأحمر الإماراتي وإلى الذي موّل مشروع الطرود”.

وقد قامت اللجنة بتوزيع هذه الطرود، وذلك بعد أن قدّمت مناقصة للتجار في البلدة لتوريد موادها، حيث ساهمت المناقصة في تأكيد الشفافية والنزاهة في عمل اللجنة منذ البداية، وهنا يقول بشارات “منذ أن أسّسنا الجمعية ونحن ندرك تماماً معنى أن تعمل بالجانب الخيري أنت هنا مُستأمن على أموال محسنين ومتصدقين ومتبرعين، وعليك أن تحقق أكبر قدر من الفائدة للمستفيدين من هذه التبرعات، والمناقصة وفّرت لنا الأمرين؛ فحصلنا على أفضل طرود غذائية بأقل تكاليف ممكنة، وكل ما تصرّفنا به من أموال كان أمام الناس”.

تفعيل وتشبيك

وعن الآلية التي تم بها جمع أموال الزكاة؛ يقول بشارات إنّ اللجنة قامت بحصر كافة أصحاب رؤوس الأموال في طمون، ثم قرّرت القيام بزيارات لتعريفهم باللجنة وتشجيعهم على دفع أموال الزكاة لها، وهو ما تم فعلاً، إذ يوضح “كان هناك تجاوب منقطع النظير من أهالي البلدة مع اللجنة، وتم جمع مبلغ من المال يُعتبر ممتازاً إذا نظرنا إلى أنّ اللجنة ما تزال ناشئة”.

ولتفعيل جمع صدقة الفطر؛ توجهت اللجنة بخطاب إلى أهالي البلدة عبر توزيع النشرات في المساجد، وأعلنت أنها ستقوم بجمع صدقة الفطر على أبواب المساجد يوم الجمعة 28 رمضان حيث يضيف بشارات أنّ “حصاد هذه الحملة كان أكثر من 6000 شيقل بتوفيق الله”.

ولكي تقوم بتوزيع الأموال التي قامت بجمعها؛ فقد عقدت اجتماعات متتالية لتحديد الأسر الفقيرة والمحتاجة والأرامل والأيتام، وهي تملك حالياً كما يقول بشارات “قاعدة بيانات ممتازة عن المحتاجين في طمون حيث قامت بتوزيع مبلغ 5160 دينار على 387 أسرة محتاجة في طمون.

مشاريع

وتواصل لجنة زكاة وصدقات طمون نشاطاتها لانجاز المزيد والجديد من المشاريع الخيرية، فقد أقامت إفطارات جماعية في منطقة طوباس حيث أقامت الإفطار الأول في بلدة واد الفارعة، وحضره عدد كبير من الأهالي هناك ثم أقامت إفطاراً جماعياً لطالبات مراكز تحفيظ القرآن الكريم ولمشرفات المراكز، وذلك بتمويل من الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني في إيطاليا.

وتطمح الجمعية الوليدة إلى توسعة نشاطاتها وفعالياتها الخيرية في المنطقة والبلدة، حيث يقول بشارات إنّ لديها “مشاريع مستقبلية”، وهي تسعى حالياً للبحث عن تمويل لها كاشفاً النقاب عن أنها تخطط أيضاً “لمحاربة الفقر والبطالة لدى الناس، ليس عبر تقديم المساعدات فقط؛ وإنما تسعى لإقامة مشاريع إنتاجية تشغل الأيدي العاملة، وتحقق الاكتفاء الذاتي لديها”.

ويؤكد بشارات أنّ لجنة زكاة وصدقات طمون “لا تنسى واجبها تجاه رعاية حفظة القرآن الكريم، وستسعى بكل جهد لرعاية هذه المراكز القائمة وافتتاح مراكز جديدة، حيث قدّمت لهذا العام مبلغ 1040 شيقلاً لمائة وأربعة طلاب، كهدية رمزية بمناسبة عيد الفطر السعيد.