الأحد 06/أكتوبر/2024

إسرائيل تعتذر للمقاومة بغزة.. نقطة تحول وتآكل قوة الردع!

إسرائيل تعتذر للمقاومة بغزة.. نقطة تحول وتآكل قوة الردع!

جيش الاحتلال الإسرائيلي، يقدم اعتذارًا للمقاومة في أعقاب استهداف الشاب محمود الأدهم (28 عامًا) أحد حماة الثغور في كتائب القسام شمالي غزة، في سابقة هي الأولى من نوعها؛ حيث أكد مراقبون أنه يوم مجيد في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

وقال جيش الاحتلال: إن إطلاق قوة إسرائيلية النار على أحد عناصر كتائب القسام قرب السياج الفاصل شمال قطاع غزة ناتج عن “سوء فهم”، وأنه يجري تحقيقًا في الحادث.

وسائل إعلام إسرائيلية وصفت بيان المتحدث باسم الجيش بـ”الرد المخجل والجبان”.

“تآكل الردع”
المحلل الإسرائيلي، يوسي يهوشع يقول: إن إعلان الجيش أن إطلاق النار على ناشط من حماس هو “سوء فهم” ليس اعتذارًا بسيطًا، ولكنه يعبِّر عن حقيقة معقدة.

وأضاف أن مثل هذا التصريح لم يكن ليخرج لو لم يتآكل مستوى الردع الإسرائيلي، واليوم تضع حماس القواعد وتبتز “إسرائيل” التي تحاول إيصال رسالة لحماس أنها لا تريد الحرب.

كما كتب المحلل العسكري، بصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، “أليؤور هليفي”، أن حركة حماس تحتفل باعتذار الجيش الإسرائيلي على مقتل أحد عناصرها.

وقال: إنه تم تفسير وفهم بيان الجيش بشأن توضيح حادثة الأمس، على أنه اعتذار رسمي إسرائيلي، وحماس سعيدة بذلك.

وأضاف المحلل العسكري: لو كان الجيش أصدر بيانا حول مقتل جندي إسرائيلي بالخطأ، لكنا استوعبنا الأمر، لكن على مقتل أحد عناصر حماس، فالأمر غير مستوعب، كمال قال.

نقطة تحول
وفي السياق، قال القيادي في حركة “حماس” رأفت مرة: يوم أمس كان يوما تاريخيا، شكّل محطة في الصراع مع الاحتلال، ونقطة تحول في تاريخ المواجهة، وعلامة فارقة استثنائية في مسيرة المقاومة الشريفة ضد الكيان الصهيوني.

وأضاف أنه يوم مجيد في مسيرة حركة حماس المشرفة ومسيرة كتائب القسام الحافلة بالعطاء والتضحية.

وأكد مرة أن الاعتذار هذا ما كان ليحصل لولا اعتراف الكيان الصهيوني بقوة المقاومة وبقوة الرد المتوقع.

وتابع: بكل موضوعية لقد حقق سلوك حركة حماس وقوى المقاومة وصمود شعبنا وحسن إدارة الأداء السياسي والإعلامي جهدا مميزا كانت له مؤشرات نجاح كبيرة.. منها طبعا الاعتذار هذا.

توازن الردع المتبادل
أما الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر فقد علق قائلا: لم تجر العادة لدى الجيش الإسرائيلي أن يصدر اعتذارات وتوضيحات عن قتله فلسطينيين، لكن بيانه يوم أمس بخصوص الشهيد الأدهم، يضيف جديدا لحالة توازن الردع القائمة بين المقاومة والاحتلال.

وأضاف أبو عامر في تغريدته: صحيح أننا أمام عدو قاتل، لا يستثني منا طفلا أو امرأة أو شيخا مسناً، لكن حقائق الميدان في غزة أجبرته أن يعيد حساباته!

أما مدير مجلس العلاقات الدولية باسم نعيم فقد قال: قطرة من دم الشهيد لا يعوضه مال الدنيا، ولكن اعتذار العدو بالأمس عن اغتيال الشهيد محمود الأدهم، وأنّه كان “خطأً فنياً وغير مقصود”، يعكس موازين ردع جديدة فرضتها المقاومة بأدائها المميز، وخاصةً في المواجهات الأخيرة.

في حين علق الكاتب والمحلل السياسي وسام أبو شمالة: العدو يعتذر للمقاومة وغزة.. ليس حلمًا؛ بل حقيقة لن يصدقها البعض.

أسباب أخرى!
وذكر الكاتب المحلل السياسي إياد القرا أسبابًا دفعت “إسرائيل” للاعتذار عن استهداف الشهيد الأدهم قائلا: لأنها تعرف أن ضغط الزناد عند قناصة القسام تحتاج لإشارة فقط.

وأضاف: لأنها تعرف أن 5 قتلى جدد من الصهاينة على الأقل في قائمة الانتظار، كما التصعيد الأخير، وإن قصف تل أبيب في أي تصعيد قادم لن يطول ثلاثة أيام كما حدث في المرة الأخيرة.

وأكد أن التفاهمات ستكون بحاجة لإعادة صياغة، وهو ما تريده المقاومة وتنتظر تغييرها، وختم القرا بـ”ومع ذلك سوء الفهم لا يزال قائما”.

الفلسطيني تغير!
أما المحلل المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي فقد قال: إن بيان الناطق باسم الجيش بالأمس هو اعتذار للمقاومة خشية من ردها ، فالصهيوني ابن اليهودية لم يتغير ولن يتغير، إنما الفلسطيني هو الذي تغير.

وأضاف: هذا الفلسطيني الذي يُقهَر ويُحاصر ويُطلق الذباب الإلكتروني صوبه للتشويه والتنكيد والتضليل والزعزعة والتشتيت بينه وبين مثله الأعلى، بينه وبين قيمه العليا هو الذي يصنع المجد، هو الذي يغير ما عجزت دول وجيوش أنفقت مئات المليارات على تغييره عندما لجم هذا العدو بصموده.

وأكد أن العدو يعتذر، ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة في ظل وجود هذا الشعب العظيم الذي يؤمن بالمقاومة.

وتابع: هذا هو التغيير العميق باتجاه التحرير الحقيقي المبني على الحقائق المكفولة بالحق الفلسطيني واستعداد الفلسطينيين لدفع ثمن هذا التغيير.

ومضى يقول: هذا التغيير ثمرة تراكم جهد، عطاء، بذل، تضحيات، براعة، خطط، تنفيذ، إعداد، كي وعي، حتى أصبح العدو يوقن أن الكون لا يمكن أن يمنع المقاومة من أن تتريث وتهدأ في معالجة اغتيال شهيد دون أن يعتذر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات