السبت 28/سبتمبر/2024

المتفوّقة الأطرش .. تفوقي رسالة تحدٍّ لحصار غزة

المتفوّقة الأطرش .. تفوقي رسالة تحدٍّ لحصار غزة

منذ اليوم الأول الذي أدت فيه صلاة الاستخارة قبل اتخاذ قرارها بدخول القسم الشرعي واظبت الطالبة دينا رياض الأطرش من مدرسة خولة بنت الأزور في دير البلح على حصّة يومية من الدراسة المنتظمة.

وحصلت الأطرش على ترتيب الخامس في القسم الشرعي بمعدل (98.6%) على محافظات الوطن، بعد عام كامل من الاجتهاد ذلل فيه الوالدان الصعوبات كافة لابنتهما البكر.

فرحة خاصّة
اعتماداً على نظام سليم ومتواصل من الدراسة والمراجعة المبكّرة، توقعت دينا أن تحصل على مرتبة متقدمة من أوائل الوطن في منهاج دراسي شرعي لا يخلو من صعوبات.

وتقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “تغلبت على ما كانت تشكو منه الطالبات بالدراسة المبكرة؛ فكنت أدرس يومياً، وأهلي وفروا لي كل الأجواء المناسبة، وجسدوا عامل التميز الأول مع معلماتي”.

وأحسّت دينا بحالة اهتمام كبيرة من معلماتها في مدرسة خولة بنت الأزور اللواتي أولينها اهتماماً خاصاً لهذا العام، فيما لم تكتف بحصص المدرسة، بل زادت عليها بدروس تقوية من الخارج.

وتتابع: “الآن أكشف عن أمنيتي في دراسة تخصص الحقوق الشرعية؛ فالعلم والتفوق هو من يقهر الحصار ويخدم الوطن، وتفوقي رسالة تحدٍّ لحصار غزة”.

 البنت الكبرى
تتوافد مجموعة من النسوة من أقارب وجيران دينا بعد دقائق من انتشار نبأ تفوقها، بعضهن فضّلن التهنئة بصوت مرتفع، وأخريات افتتحن الزيارة بالزغاريد.

وتؤكد والدة دينا أنها أعلنت حالة الطوارئ منذ اليوم الأول، وأنها حاولت توفير الهدوء بإبعاد أشقاء دينا الثلاثة حين يلعبون عن مكان دراستها، وكثيراً ما طلبت من جيرانها مراعاة جانب الهدوء لابنتها.

وتضيف: “أكثر الصعوبات كانت حرارة الجو بسبب أزمة الكهرباء، واليوم كوالدة لمتفوقة، أقول لكل أم، لابد من توفير الجو الملائم حتى تتفوق ابنتك”.

تثور طرفة بين الحضور مع والد دينا الذي يعمل مديراً في شركة الكهرباء في أجواء غابت فيها الكهرباء أكثر من (20) ساعة عن منازل غزة وطلبة الثانوية العامة.

يقول السيّد رياض الأطرش، إن عنصر القلق والخوف طغى على توقعات التفوق كافة، وكثيراً ما دعا ابنته للاستراحة مشفقاً عليها من مجهود الدراسة.

ويضيف: “لأنها ابنتي البكر؛ فهذا أشعرني بفرحة عجيبة وخاصّة جداً، وصدقاً لقد كان العام الماضي صعبا في حياة الناس وسط حصار غزة على الصعيد الاقتصادي والكهرباء، وبالنسبة لي كانت خصوصية أكبر لأن ابنتي في التوجيهي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات