الإثنين 12/مايو/2025

حرب غزة الأخيرة.. مشاهد في عيون عمال الضفة

حرب غزة الأخيرة.. مشاهد في عيون عمال الضفة

لعمال الضفة ممن يعملون في أراضي 48، ذكريات خاصة مع الحرب الأخيرة على قطاع غزة في ذكراها السنوية الأولى، فمشاهداتهم تختلف عن مشاهدات الآخرين، وذكرياتهم وحكاياتهم لها تفاصيل خاصة، نتيجة احتكاكهم المباشر بالصهاينة وعملهم في مدن الداخل التي كانت تتعرض لقصف المقاومة.

ويستذكر شادي كميل، والذي عمل في “تل أبيب” وقت الحرب مشاهد المستوطنين وهم يهاجرون من المدينة مع توالي سقوط الصواريخ عليها؛ حيث كانت الشوارع والميادين تخلو من المارة.

ولا يغيب عن خاطره حين صادف مروره من منطقة كان يعمل بها، طاقم التلفزيون الصهيوني وهم يحضرون عددًا من المستوطنين لتصويرهم خلف إشارة مرور، لإظهار أن المدينة تعيش حياة اعتيادية، وكان مشهدًا تمثيليًّا مبتذلاً.

ويستعرض كميل كيف كانت صواريخ المقاومة تدك “تل أبيب” و”بيت تكفا”، قائلاً: “كلما سقط صاروخ في منطقة؛ أغلقت المنطقة بالكامل وطوقتها الشرطة ومنعت الدخول والخروج منها وفرضت تعتيما عليها، كان كل هدفهم ألا تخرج صور للمواقع التي تصيبها الصواريخ، ويتم قمع كل من يقترب من منطقة الهدف”.

شلل تام بكل المرافق

ويقول كميل، إن الحياة شلت تمامًا في “تل أبيب” في اليوم الخامس للحرب؛ حيث بدأت الحياة تخف تدريجيًّا إلى أن وصلت إلى درجة الشلل الكامل، وبعد ذلك بعدة أيام؛ طلب منا صاحب العمل المغادرة، لأن كل شيء توقف ولا يوجد ما نقوم به.

ويروي العامل محمد أبو الهيجاء والذي عمل في أحد المنتزهات في طبريا، مشاهد هروب المستوطنين نحو الشمال، قائلاً: “طبريا لم تصلها الصواريخ، ولكن كان كل سكان الوسط والجنوب نازحين في الشمال، كنا نراهم في كل مكان”.

ويضيف: “في هذه الحرب هربوا إلى الشمال، ولكن ماذا سيكون الحال في حال كانت الصواريخ تغطي كل مكان في الكيان؛ إلى أين سيهربون؟!”.

ويشير محمد إلى اليوم الذي هددت فيه كتائب القسام بقصف “تل أبيب” بصواريخ جديدة وحددت ساعة لذلك، لافتًا إلى أن أحدا لم يبق في “تل أبيب” مع حلول الموعد المحدد، حيث كان أكثر الأيام نزوحا لدينا في الشمال وسط حالة ترقب وإرباك وشعور بالانكسار.

جبهة داخلية منهارة

ويزداد الوضع سخونة في القدس المحتلة، والذي لا يغيب عن منظر الشاب المقدسي مهند أبو غوش رعب المستوطنين من سقوط الصواريخ، ففي كل صافرة إنذار؛ يجب أن يتوقف كل شيء حسب تعليمات الجبهة الداخلية؛ حيث تتوقف السيارات والحافلات مباشرة لحظة انطلاق الصافرة، أيًّا كان موقعها ويغادرها أصحابها فورًا، ولك أن تتخيل عدد صافرات الإنذار.

ويشير أن هذا الوضع سبب انهيارا عصبيا لكثيرين، ففي مدن الجنوب كانت صافرات الإنذار تدوي كل عدة دقائق، وفي كل مرة على المستوطنين سيما من يسكنون الطوابق العليا النزول على الدرج ودخول الملاجئ، فما إن يخرجوا حتى يعودون.

ويؤكد العمال الذين عايشوا الحرب في الداخل، أن الصواريخ شلت حياة المجتمع الصهيوني، وأحدثت خرابًا واضحًا في المدن التي كانت تتعرض للقصف المستمر، ولم يكن بإمكان المجتمع الصهيوني تحمل ما جرى، فقد انهارت الجبهة الداخلية وبدت هشة لدرجة كبيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات