الثلاثاء 21/مايو/2024

كيف يقضى المحررون المقطوعة رواتبهم ساعات الاعتصام؟

كيف يقضى المحررون المقطوعة رواتبهم ساعات الاعتصام؟

“يبدأ يومنا من الساعة الثالثة فجراً، نستيقظ ونبدأ الاستعداد لصلاة الفجر، أغلبنا يظل مستيقظاً حتى الضحى، فيما يغلب النعاس إخوة  تولوا الحراسة ليلاً، خشية بعض اللصوص أو المتطفلين، وعند الساعة الثامنة صباحاً نتناول فطورنا سوياً، وبعدها نضع برنامج عمل لذلك اليوم”، يقول الأسير المحرر والمقطوع راتبه منصور شماسنة، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”.

ويضيف “شماسنة” (أمضى 16 عاماً في سجون الاحتلال): “نبدأ تقسيم الأعمال، نوزع أنفسنا على وسائل الإعلام، وآخرون يتواصلون مع بعض المؤسسات الرسمية يحملون الكتب لها أو يراجعونها في اعتراضاتنا على سياسة قطع رواتبنا ومخصصاتنا، فيما البعض يستقبل الوفود الزائرة والمؤازرة لنا، لتوضيح حجم ما وقع علينا من ظلم نتيجة هذا القرار”.

وعن شعورهم لما حصل معهم، يتحدث “شماسنة” بمرارة: “هذا المصاب أصعب من الاعتقال في سجون الاحتلال، فهناك حاكمنا الصهاينة”، يصمت قليلا، قبل أن يتابع على مضض: “لكن أن يحاكمنا أبناء جلدتنا فهو القاسي والصعب على نفوسنا”.

وأمّت خيمة الاعتصام العديد من الوفود الإعلامية والشعبية والرسمية، يقول الأسير المحرر محمد أبو شلبك، ويتابع: “أغلب الفضائيات الفلسطينية أعدت تقارير حية عن مظلمتنا، وتحدثنا للكثير من الإذاعات المحلية، وكذا بعض الفضائيات الدولية، في حين زارنا الكثير من الوفود الشعبية وأغلب المؤسسات الحقوقية المحلية، وبعض نواب المجلس التشريعي، خاصة نواب كتلة التغيير والاصلاح، وبعض نواب وقيادات اليسار الفلسطيني، وبعض نواب حركة فتح، والذين أوصلنا لهم رفضنا لهذه الخطوة، والتي من شأنها تجريم المقاومة الفلسطينية”.


null

null
بدوره، يؤكد المحرر محمد بشارات، لمراسلنا: “الخيمة تعدّ مزاراً للوفود على مدار ساعات النهار، حيث نمضي فيها كل ساعاتنا على مدار اليوم، ونقيم فيها كل صلواتنا جماعة، حتى صلاة الجمعة”.

وعن فترة النوم، يشير بشارات: ” نظراً لأن الخيمة مقامة وسط مدينة رام الله وفي الوسط التجاري، فمن الصعب النوم قبل الثانية عشرة ليلاً، بعد هدوء الحركة، لكن يبقى البعوض والغبار وضجيج السيارات تقض شيئا من مضجعنا”، مضيفاً: “لكن الحياة التي أمضيناها في سجون الاحتلال، جعلتنا نتأقلم مع كل الظروف، فمعظم المعتصمين أمضوا ما يزيد على 15 عاماً من حياتهم في سجون الاحتلال”.

سنواصل الاعتصام
وعن السقف الزمني لاستمرار وجودهم في الخيمة، يؤكد منصور شماسنة: “بالرغم من الظروف الاستثنائية التي نعيشها، إلا أن كل يوم يمضي، أملنا بانتصارنا يزيد، وشعورنا بأننا نؤجر يزيد، وثقتنا بأنفسنا تزيد، واستعدادنا للصمود يزيد، وتعزيز قناعات الرأي العام والإعلام بحقنا يزيد”، قبل أن يستدرك: “لو أن هذه الخيمة لم تنصب لقطعت رواتب آخرين”، ويؤكد: “سنواصل وجودنا في الخيمة حتى استرداد حقوقنا، فنحن مظلومون، والمظلوم في نهاية المطاف حتماً سينتصر”.

ومنذ الثامن عشر من الشهر الماضي، بدأ الأسرى المحررون بصفقة “وفاء الأحرار” اعتصامهم أمام مقر الحكومة الفلسطينية إلى أن تم فض اعتصامهم من الأمن الفلسطيني، فجر يوم العيد، ونقلوا اعتصامهم بعد ذلك إلى ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، للمطالبة بإعادة رواتب 277 أسيرا محررا أفرج عنهم بصفقة “وفاء الأحرار”، منهم الأسيرة المحررة بالصفقة هنية ناصر، ومن بين المقطوعة رواتبهم 55 أسيرا تمت إعادة اعتقالهم وهم بداخل سجون الاحتلال الآن، وكذلك 30 أسيرا محررا الآن هم خارج سجون الاحتلال، والبقية مبعدون إلى غزة وخارج الأراضي الفلسطينية.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات