الملك عبد الله .. قسوة الخطب وضعف الخطيب
الغريب في الأمر يدور حول ثلاث نقاط خطيرة .
النقطة الأولى :
تتمثل في أن التصريحات التي صدرت عن ملك الأردن جاءت بعد تأكيدات عربية واضحة من خلال القمة العربية الأخيرة والإعلام على حد سواء على أن المبادرة العربية للسلام هي كل لا يتجزأ كما أوضح ذلك أيضاً أمين عام الجامعة العربية في مؤتمر صحفي قبيل القمة المنصرفة مما يدل على أن إسرائيل وأمريكا تضغطان بشكل رهيب على ما يسمى “الرباعية العربية” من أجل إقناعها بفكرة التوطين للفلسطينيين الأمر الذي أوجد هذا التوجه لدى الملك الأردني على الأقل .
النقطة الثانية :
وهي إثارة الخبر من قبل الصحف الإسرائيلية مما يدلل على أن ثمة مؤامرة تدور رحاها في المطبخ العربي المتناغم فكريا وإسرائيل بدعم أمريكي ممنهج حيث كان بإمكان الملك العربي إن صح التعبير أن يصرح بدون خجل للصحف العربية أو على الأقل أخواتها الأردنية، أما بالطريقة التي قد أثير فيها الخبر إنما يدل على أن هناك توجه نحو هذه الفكرة .
النقطة الثالثة :
وهي الأهم أن ملك الأردن لم يستشر لا الشعب الفلسطيني ولا المشردين منه أصحاب القضية على الأقل مما يشكل خطورة على وحدة الموقف العربي تجاه هذه القضية بالذات والتي تشكل العمود الفقري لأي عملية سلام قادمة بين الفلسطينيين والعرب من جهة وإسرائيل من جهة أخرى الأمر الذي يعطي ذريعة لإسرائيل لإثارة هذا الأمر دوليا من خلال المراهنة على تلك المواقف والتي تصدر عن زعامات عربية في المنطقة مما يزيد الضغط على الفلسطينيين ويحملهم طاقات هم غير قادرين على تحملها لوحدهم مما يشعرهم بوحدتهم الأمر الذي يضيق المساحة الدبلوماسية من التحرك الفلسطيني ويعطي مساحة أكبر للإسرائيليين للمناورة من جديد واتهام الفلسطينيين بأنهم ليسوا مع الحلول العربية ولا الدولية وأنهم يمثلون بصمودهم ضد التوطين عقبة في التحرك الساعي لإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية .
هذا كله بلا شك يضع القضية الفلسطينية على المحك ويشكل خطورة غير مسبوقة في المواقف العربية والتي كانت تعرف بالمساندة للقضية الفلسطينية .
لم يقف الأمرعند هذا الحد أيضا من المهانة والاستهانة بحقوق الشعوب وآمال وتطلعات المجتمع الفلسطيني على وجه الخصوص إلى الحرية والاستقلال كباقي شعوب العالم بل تعدى ذلك إلى أن يعتبر أن كلاً من حركة حماس وحزب الله وإيران إنما يمثلون المصيبة والعقبة في المنطقة في وجه السلام المزعوم وتناسى جلالة الملك التهديد التي تمثله إسرائيل ليس على الأردن فقط بل على المنطقة برمتها حيث أصبحت إسرائيل دولة السلام وصاحبة الحق وان الحركات التحررية في فلسطين وغيرها والدول التي تتمسك بحقوقها وتأبى الانهزام عقبات في المنطقة من وجهة نظر الملك الأردني .
لذا فإن في هكذا تصريحات إشارة واضحة إلى الشعب الفلسطيني متمثلا بالحكومة والرئاسة أن عليهم التمسك بالثوابت التي رفعوها وإثبات أنها ليست شعارات وأنه إذا ما تم الرضا بالتوطين أو التعويض فذلك سيمثل أكبر خيانة تتلو عملية التهجير وأنه على القضية الفلسطينية ألف سلام من حيث بعدها الإنساني والأخلاقي وحتى السياسي .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
منسق أممي: تهجير أكثر من 800 ألف شخص من رفح بظروف إنسانية صعبة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الاثنين، إن "الوضع في رفح أصبح يائسا وخطيرا...
لليوم الـ 227.. القسام يواصل استهداف جنود وطائرات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 227 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
الإعلام الحكومي: الاحتلال يتعمّد استهداف المدارس ومراكز الإيواء في جباليا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الإثنين، أن إسرائيل ألحقت دمارا واسعا بمربعات سكنية كاملة خلال عدوانها على...
الاتحاد الأوروبي: 31 مستشفى من أصل 36 بغزة تضررت أو دمرت
بروكسل – المركز الفلسطيني للإعلام قال الاتحاد الأوروبي إن 31 مستشفى من أصل 36 في غزة تعرضت لأضرار أو دمرت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ودعا إلى وقف...
الإفراج عن الأسير المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، عن المعتقل المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان (50 عامًا)، من...
أسيراتٌ بسجون الاحتلال يواجهن ظروفًا مأساوية مع اقتراب موعد الولادة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أعربت الاسيرتان الفلسطينيتان عائشة هلال غيظان (34 عاماً) وجهاد محمود غوانمة (33 عاماً) عن خشيتهما من أن يحين...
هكذا يستخدم الاحتلال سلاح المياه لمفاقمة معاناة النازحين في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تتواصل أزمة المياه في قطاع غزة مع إصرار الاحتلال الصهيوني على إغلاق جميع المعابر واستهداف مصادر المياه كسلاحٍ فتاكٍ...