ذهب للإصلاح وعاد شهيدا.. قصة الشيخ عبد الحافظ غيظان

ستة وخمسين عاما عاشها الشيخ عبد الحافظ سعدي غيظان، كانت حافلة بالدعوة والجهاد والتضحية وتربية الأجيال، ختمها شهيدا وهو يؤدي واجبه الديني والأخلاقي في إصلاح ذات البين.
صباح الاثنين (12-3) حل خبر وفاة الشيخ غيظان، أو كما يعرفه الناس “أبو مصعب الخير”، ثقيلا مفجعا لكل من عرفه والتقى به في حياته، أو سمع عن صفاته وأخلاقه الرفيعة.
فقد توفي متأثرًا بإصابته الحرجة، بعد نحو أسبوع من تعرضه للدهس خلال فض شجار وقع بين عائلتين في بلدته قبيا غرب رام الله بالضفة الغربية، ورفض الاحتلال السماح بعلاجه في مستشفياته.
حركة “حماس” نعت في بيان لها الشيخ غيظان، واصفة إياه بأنه أحد أبرز قادة حماس ورجالات الإصلاح في المنطقة الغربية بمحافظة رام الله، وله فضل كبير في تربية الكثير من الأجيال.
وتشهد الحشود التي شاركت بتشييع جثمانه مساء الاثنين، والتي قدرت بالآلاف، وحضرت من أنحاء الضفة المحتلة كافة، على المكانة التي كان يحظى بها، وعلى الكم الكبير من المحبين الذين استطاع أن يكسبهم بأخلاقه الدمثة والنبيلة.
تلميذ “العزام”
واجه أبو مصعب في حياته ظلم الاحتلال، ومضايقات أبناء جلدته، وصبر على فراق الأهل، وعلى أمراض شتى أورثتها له السجون وزنازين التحقيق.
ويستذكر كثيرون ممن التقوا به في السجون، مآثره ونبل صفاته، وتواضعه وفكره وفهمه، وأدبه ونظرته الثاقبة، ودوره الدعوي من خلال الخطب والدروس والمحاضرات، وهو ما جعله محط إجماع إخوانه الأسرى.
درس غيظان الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بداية الثمانينات، وتتلمذ هناك على يد كبار العلماء والدعاة المجاهدين، ومنهم الشهيد الدكتور عبد الله عزام والدكتور أحمد نوفل، وغيرهما.
وعاد إلى وطنه فلسطين ليكمل دوره في التعليم مربيا للأجيال، وإماما وخطيبا في مساجد رام الله، ومصلحا اجتماعيا بين الناس، وتزوج ورزق بذرية صالحة قوامها تسعة من الأبناء، سبعة من الإناث واثنان من الذكور.
ونظرا لمكانته وصفاته القيادية، انتخب غيظان رئيسا لمجلس قروي قبيا على رأس قائمة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حركة حماس، في انتخابات عام 2005، لكن الاحتلال عاقبه باعتقالات متتالية لعرقلة عمله، ورغم ذلك استطاع تحقيق الكثير من الإنجازات لبلدته.
سبعة اعتقالات
تعرض غيظان لسبعة اعتقالات، جلها في الاعتقال الإداري، أمضى فيها قرابة السبع سنوات، وكان أولها عام 1995 حيث خضع لتحقيق قاس لمدة 90 يوما في مركز المسكوبية بالقدس، وعانى نتيجة لذلك من آلامٍ حادةٍ في يديه وقدمه جراء الشبح والتعذيب الوحشي.
وتمكن خلال اعتقاله عام 2010 من انتزاع درجة الدكتوراه في التخطيط الاستراتيجي والإدارة العامة من جامعة العالم الأميركية، بالتعاون مع برنامج التعليم المستمر بجامعة بير زيت.
وخلال سنوات اعتقاله، عانى كثيرا من الإهمال الطبي، ومن حرمان كل أفراد عائلته من زياراته بمن فيه الأطفال، بحجة الرفض الأمني، وحرم من مشاركة عائلته أفراحها بتخرج بناته من الجامعات، وكذلك من حضور قدوم أحفاده، ومنهم حفيده الأول.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...