عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

ذهب للإصلاح وعاد شهيدا.. قصة الشيخ عبد الحافظ غيظان

ذهب للإصلاح وعاد شهيدا.. قصة الشيخ عبد الحافظ غيظان

ستة وخمسين عاما عاشها الشيخ عبد الحافظ سعدي غيظان، كانت حافلة بالدعوة والجهاد والتضحية وتربية الأجيال، ختمها شهيدا وهو يؤدي واجبه الديني والأخلاقي في إصلاح ذات البين.

صباح الاثنين (12-3) حل خبر وفاة الشيخ غيظان، أو كما يعرفه الناس “أبو مصعب الخير”، ثقيلا مفجعا لكل من عرفه والتقى به في حياته، أو سمع عن صفاته وأخلاقه الرفيعة.

فقد توفي متأثرًا بإصابته الحرجة، بعد نحو أسبوع من تعرضه للدهس خلال فض شجار وقع بين عائلتين في بلدته قبيا غرب رام الله بالضفة الغربية، ورفض الاحتلال السماح بعلاجه في مستشفياته.

حركة “حماس” نعت في بيان لها الشيخ غيظان، واصفة إياه بأنه أحد أبرز قادة حماس ورجالات الإصلاح في المنطقة الغربية بمحافظة رام الله، وله فضل كبير في تربية الكثير من الأجيال.

وتشهد الحشود التي شاركت بتشييع جثمانه مساء الاثنين، والتي قدرت بالآلاف، وحضرت من أنحاء الضفة المحتلة كافة، على المكانة التي كان يحظى بها، وعلى الكم الكبير من المحبين الذين استطاع أن يكسبهم بأخلاقه الدمثة والنبيلة.

تلميذ “العزام”
واجه أبو مصعب في حياته ظلم الاحتلال، ومضايقات أبناء جلدته، وصبر على فراق الأهل، وعلى أمراض شتى أورثتها له السجون وزنازين التحقيق.

ويستذكر كثيرون ممن التقوا به في السجون، مآثره ونبل صفاته، وتواضعه وفكره وفهمه، وأدبه ونظرته الثاقبة، ودوره الدعوي من خلال الخطب والدروس والمحاضرات، وهو ما جعله محط إجماع إخوانه الأسرى.

درس غيظان الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بداية الثمانينات، وتتلمذ هناك على يد كبار العلماء والدعاة المجاهدين، ومنهم الشهيد الدكتور عبد الله عزام والدكتور أحمد نوفل، وغيرهما.

وعاد إلى وطنه فلسطين ليكمل دوره في التعليم مربيا للأجيال، وإماما وخطيبا في مساجد رام الله، ومصلحا اجتماعيا بين الناس، وتزوج ورزق بذرية صالحة قوامها تسعة من الأبناء، سبعة من الإناث واثنان من الذكور.

ونظرا لمكانته وصفاته القيادية، انتخب غيظان رئيسا لمجلس قروي قبيا على رأس قائمة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حركة حماس، في انتخابات عام 2005، لكن الاحتلال عاقبه باعتقالات متتالية لعرقلة عمله، ورغم ذلك استطاع تحقيق الكثير من الإنجازات لبلدته.

سبعة اعتقالات
تعرض غيظان لسبعة اعتقالات، جلها في الاعتقال الإداري، أمضى فيها قرابة السبع سنوات، وكان أولها عام 1995 حيث خضع لتحقيق قاس لمدة 90 يوما في مركز المسكوبية بالقدس، وعانى نتيجة لذلك من آلامٍ حادةٍ في يديه وقدمه جراء الشبح والتعذيب الوحشي.

وتمكن خلال اعتقاله عام 2010 من انتزاع درجة الدكتوراه في التخطيط الاستراتيجي والإدارة العامة من جامعة العالم الأميركية، بالتعاون مع برنامج التعليم المستمر بجامعة بير زيت.

وخلال سنوات اعتقاله، عانى كثيرا من الإهمال الطبي، ومن حرمان كل أفراد عائلته من زياراته بمن فيه الأطفال، بحجة الرفض الأمني، وحرم من مشاركة عائلته أفراحها بتخرج بناته من الجامعات، وكذلك من حضور قدوم أحفاده، ومنهم حفيده الأول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات