الأحد 11/مايو/2025

الأسير حمد الله.. رفيق حبة الأكمول منذ 23 عامًا!

الأسير حمد الله.. رفيق حبة الأكمول منذ 23 عامًا!

يستلقي منهكا، فوق سريره، ويضع رأسه فوق وسادته، وذاكرته تسرح في أزقة قريته دير دبوان، هنا كان يلعب “الزقيطة”؛ فيركض ويمسك بأولاد الحارة، وهناك كان يلعب “الغماية” ويتخفى خلف جدار مهدوم أو منزل تركه أصحابه، وهناك كان يقطف حبات التين يأكلها بنهم شديد، وما يتذكره صار أحيانا حلما يتكرر يراوده في منامه داخل زنازين العزل وغرف السجن الضيقة.

حكاية الأسير “حمد الله عبد الهادي عبد العزيز صرمه” (43 عامًا) من قرية دير دبوان شرق رام الله، تتكرر منذ 23 عاما، دون رحمة أو شفقة من سجان أتى من دول مختلفة، لينهب ويسرق ويحتل أرضًا زعم باطلا أنها تعود له منذ آلاف السنين.

حمد الله قتل مستوطنا سالبا لأرضه، وهو ما تقره المواثيق والقوانين والشرائع الدولية كافة بجواز مقاومة المحتل بكل أنواع المقاومة حتى المسلحة منها، كون لا أحد في العالم يقر ويعترف بصحة احتلال شعب آخر وقتله وتهجيره.

ظروف صعبة

وتسرح عينا الأسير حمد الله بعيدا خارج زنزانته الانفرادية في سجن ايشل منذ عدة سنوات بظروف صحية سيئة، فصار يعاني من الآم حادة في الرأس، لينقله الاحتلال إلى مستشفى الرملة، ويعطي حقنة غير معروفة في الفخذ، لم تؤدِّ إلى تحسن حالته.

ومع إشراقة كل صباح من داخل سجنه، يسارع حمد الله ليفتح المذياع، عله يسمع خبرا يتعلق بقرب عقد صفقة وفاء الأحرار 2، وينعم بحريته كما وعدت المقاومة في غزة، والتي تفي بوعودها على الدوام.

ورغم السنوات الطوال في الأسر، فان أهالي قرية دير دبوان لا ينسون أسيرهم، فأحمد صرمه أحد أقرباء الأسير حمد الله، يقول إن حمد الله يحبه كل من عرفه، وصحيح أن المثل الذي يقول “غيب عن العين تغيب عن البال”.

أحد عمداء الأسرى

سنوات السجن الطوال، جعلت الأسير “حمد الله” يلتحق بقائمة عمداء الأسرى في سجون الاحتلال بعد أن أتم عامه الثاني والعشرين في السجون، فاعتقل منذ 6-9-1995، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، بتهمه قتل مستوطن، وقد دخل عامه الثالث والعشرين على التوالي في سجون الاحتلال.

أكل الحديد من جسد حمد الله، فالسنوات الطويلة في العزل الانفرادي تسببت في إصابته بحالة نفسية وعصبية سيئة للغاية، ووصلت إلى حالة من الاكتئاب والعزلة وعدم التركيز، ورغم ذلك لا يوفر له الاحتلال علاجا أو أدوية تساعده على تخطى تلك الظروف القاسية.

حبة الأكمول

حبة “الأكمول” صاحبت حمد الله إجباريا طوال 23 عاما، وهي الدواء لكل أوجاع الرأس، من السجان، وهي الحبة التي يتندر بها الأسرى، ويضربون بها النكات والفكاهة كونها الحبة السحرية من السجان لكل الأمراض، مع أنها لا تغني ولا تسمن من جوع أو دواء.

ويروي الأسرى أن حمد الله وبعد الحقنة في الرملة، أصبح دائم الجلوس لوحده، ولا يتحدث مع أحد، ومنطويًا على نفسه كثيرا، والاحتلال كعادته لا يعترف بمسئوليته عن أي تردٍّ في صحة أي أسير فلسطيني.

وترفض عائلة صرمة في قرية دير دبوان تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للسلام، “جيسون غرينبلات”، والتي قال فيها إنه يجب على حماس الإفراج عن الأسرى من جنود جيش الاحتلال لديها، وإن حماس قاسية وتنشر الكراهية، وتؤكد أنه يجب الإفراج عن أسرى المقاومة قبل الإفراج عن الأسرى لدى حماس.

وينقل المحامي فادي عبيدات عن الأسير حمد الله صرمة، أن وضعه النفسي صعب، فلا يتحدث مع أحد، ودائم السكوت، ولا يستجيب لأي شيء، ويبقى في حالة من عدم التركيز، ولا يتكلم.

وجرى نقله سابقا إلى مستشفى الأمراض العقلية في سجن الرملة، وهناك أعطي إبرة في فخذه مما سبب له آلاما حادة في الرأس، ويرجح أن هذه الإبرة أدت إلى دخوله في حالة نفسية قاسية، وأن الإبرة أعطيت له دون موافقته، ولا يأخذ سوى المسكنات التي تبقيه مخدرا طوال الوقت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....