الخميس 02/مايو/2024

الغول.. ريشة الفنانة وحنّاؤها تتجولان في القدس

الغول.. ريشة الفنانة وحنّاؤها تتجولان في القدس

بين جنبات الحجارة القديمة، التي أضافت البهجة لأسوار المدينة المقدسة، تتنقل الفنانة الفلسطينية فاطيما الغول، بين أسوار القدس العتيقة، لثلاثة أشهر متواصلة بالحناء، وروحها تحلق فرحاً بذلك.

الغول خاضت تجربة رسم فريدة من نوعها في قطاع غزة، حيث تجولت بريشتها الرقيقة، وصبغة الحناء بُنية اللون، بين أسوار القدس وضواحيها، والتي ينبعث منها حب الوطن، والحنين إلى قريتها المهجرة هربيا.

الفتاة الغول (37 عاما)، والتي تخصصت في نقش الحناء على أيدي النساء، لم تعاصر النكبة، ولم تزر أيًّا من القرى الفلسطينية التي هاجر منها أجدادها، إلا أنها حاولت توثيق الحق الفلسطيني، بلغتها الخاصة، محاولة الحفاظ على تراث الأجداد، وحب الأحفاد للأرض.

 

تجسيد معالم فلسطينية تاريخية
وجسدت الفنانة أكثر من 15 مَعلَماً فلسطينياً تاريخياً، رسمتها على لوحات قماشية بالحناء، والتي كان أبرزها المسجد الأقصى وقبة الصخرة وخان العمدان بالخليل، والحرم الإبراهيمي، وسور عكا.

 

 


الفنانة فاطيما الغول

وعن دوافع عملها الفني هذا؛ أكدت الغول لمراسلنا أن هذه المعالم التاريخية الفلسطينية لها قصص تاريخية مهمة، سيطر عليها الاحتلال وحولها لمطاعم، وأضاف عليها تصاميم يهودية، محاولاً طمس المقدسات الإسلامية والهوية الفلسطينية.


null

حلم العودة
الغول التي هجر جدها من قرية هربيا، تحلم بالعودة لها، مؤكدة أن رسالتها الفنية تحمل معاني سامية، في السلام والمحبة، وأنه لا تنازل عن حق العودة.

وعن طبيعة ما تحتويه اللوحات الفنية، تقول فاطيما: إن رسالة اللوحات الفنية نقوم على تذكير أجيالنا المتعاقبة بالأماكن والمعالم الأثرية التي سيطر عليها الاحتلال، في ظل عدم قدرتنا على زيارتها، أو العودة إليها في الوقت الحالي.

وزارت الغول بروحها، المسجد الأقصى وقبة الصخرة، حيث استمرت زيارتها لهما أكثر من ثلاثة شهور، من خلال رسمها لوحاتٍ فنية، حيث تمسك ريشتها الفنية، لترسم حجارة أسوار المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، مبينة أن “الحصار المفروض على غزة، يمنعنا من زيارتهما والصلاة فيهما”.

ونقشت الفنانة عدداً من اللوحات الفنية الأخرى التي مزجت خلالها بين التراث الفلسطيني القديم، والفن المعاصر الجميل، كلوحتها الفنية “ثوب العروس الفلسطيني”، مشيرة إلى أن لكل قرية فلسطينية ثوبا خاصا بها.


null

التجول في المعالم
وأوضحت أن رسالتها من تقديم هذه الأعمال أن الوطن الفلسطيني المسلوب من الاحتلال الصهيوني، به معالم تراثية، حُول جزء منها إلى يهودية، والجزء الآخر الآخر صامد في وجه الاحتلال، “أعمل على تجريد المعالم الأثرية من الإضافات الصهيونية الحديثة، ورسمه كما كان في العصور القديمة”.

وقالت لمراسلنا: “أتجول في المعلم بأدق تفاصيله، والزائر تجذبه هذه التفاصيل المرسومة بعناية، ويركز أكثر في تفاصيل المعلم كأنه قريب منه”.

وتعبر الغول عن حزنها لعدم تمكنها من زيارة هذه المعالم الأثرية، مؤكدة أنها من خلال رسمها الدقيق لها تجولت في أدق التفاصيل “شعور صعب، أن تعيش داخل اللوحة وروحك تحلق حولها، وعند رسمها تعيش في زوايا المعلم وتفاصيل الطوب “الحجر القديم” الخاص بالمعالم والمقدسات الإسلامية، ولم تلمسه”.

وأضافت “لم أزر قبة الصخرة، وأتمنى زيارتها، ورسمتها وكأنني أمشي في كل زاوية منها، ومهما طال الزمن فنحن متمسكون بتراثنا، ومهما أضاف اليهود عليه من إضافات نحن نتمسك به وسننشره للخارج، ونحافظ عليه”.

وتعمل الغول على رسم المعلم رسماً ثلاثي الأبعاد، وهو أفضل طريقة لتجسيد المعلم على أرض الواقع، وفق حديثها، مشيرة إلى أن نوع الحناء المستخدمة في الرسم مختلفة عن الحناء المستخدمة في الرسم للنساء، والأطفال.

وأوضحت أنها خاضت تجارب عديدة للوصول للحناء المناسب للرسم على القماش، واعتمدته بشكله الحالي.

وشاركت الغول في عدة معارض محلية، وتطمح للمشاركة في معارض دولية وإقامة معرض لها تستعرض خلاله لوحاتها الفنية.

وتتخذ الغول من نقشها للحناء مهنة لها، من خلال نقشها في المناسبات للنساء، وللأفراد حسب ما يطلب منها، ولوحات فنية مختلفة، بعد أن كانت هواية لها منذ الصغر.


null

 


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات