الإبعاد.. سيناريو يومي لتفريغ الأقصى من المدافعين عنه

بات المسجد الأقصى المبارك محط أنظار المستوطنين الصهاينة بشكل يومي؛ باقتحامه وتدنيس باحاته، وذلك بالتزامن مع تزايد أعداد المصلين والمقدسيين المبعدين عنه بقرار من محاكم الاحتلال الصهيوني بهدف تقسيمه وانتظار اللحظة المناسبة للإعلان عن ذلك.

ورصدت الإحصائيات الفلسطينية إبعاد العشرات من المصلين من القدس والـ 48 منذ بداية العام الحالي؛ حيث أصدرت ما تسمى بـ”محكمة الصلح” الاحتلالية في القدس المحتلة، قبل أسبوع أوامر إبعاد بحق 10 مقدسين عن المسجد الأقصى لمدة 15 يوماً.

يؤكد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى لمراسلنا -وهو أحد المبعدين سابقا عن المسجد الأقصى- أن سياسة الإبعاد وراءها المتطرفين الصهاينة بهدف إفراغ المسجد الأقصى من المؤثرين والمدافعين عنه للاستفراد به.

وقبل أيام قضت المحكمة الصهيونية بإبعاد الشيخ رائد صلاح عن مدينة القدس لمدة 6 أشهر، وهو ما رفضه صلاح؛ إضافة إلى الابتعاد عن المدينة لمسافة لا تقل عن 30 كلم، ودفع غرامة مالية قدرها 50 ألف شيكل”.

وعن الهدف من الإبعاد يؤكد الشيخ صلاح أن الهدف من الإبعاد عن المسجد الأقصى هو إسكات الأصوات المدافعة عنه وتغييبها، وهو ما سيؤول بالفشل.

وتعتبر سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى مخالفة للقانون الدولي؛ كما يقول الحقوقي المقدسي محمود سليمان، والذي يضيف: “تكفل القوانين الدولية وتنص أن على الدولة المحتلة أن تؤمن ولا تمس بحرية الوصول إلى الأماكن الدينية”.

وقد تزايدت في الفترة الأخيرة عمليات اقتحام المستوطنين لساحات المسجد الأقصى، حيث يقول أحمد حسيني أحد المقدسيين المرابطين في الأقصى: “تزايد أعداد المستوطنين المقتحمين، تزامن مع تزايد في أعداد المبعدين عنه؛  وهو ما يشير إلى خطورة  ما يدبر للمسجد الأقصى من تهويد وتقسيم، مناشدا قادة العرب والمسلمين حماية المسجد الأقصى قبل فوات الأوان .

ولا تتوقف سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى للمصلين فقط؛ بل إن سياسة الإبعاد طالت  النساء من طالبات ومعلمات مصاطب العلم بحجة ترديدهن التكبيرات في الباحات حين يقتحم المستوطنون المسجد بأعداد كبيرة،  ومن بين تلك النساء المعلمة المقدسية هنادي حلواني التي اعتبرت محكمة الاحتلال أن تكبيراتها وزميلاتها تتسبب بإدخال الخوف إلى قلوب المستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك.