الشهيد حسن البزور.. فدائيٌّ ادّخر مشروعه وزواجه للآخرة

لم يتوقع أحد في بلدته رابا جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية أن يكون منفذ عملية الدهس قرب مفرق بيتا في آخر أيام عام 2015 هو ابن بلدتهم حسن البزور، الذي كان يستعد لافتتاح صالون الحلاقة الخاص به ويتحدث في مشروع خطبة وزواج.
ويشير أهالي بلدته إلى ذلك الشاب الهادئ المبتسم لم يكن يحمل ما يدلل على نيته تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال حتى لحظاته الأخيرة ليكسر الصمت في قريته الجبلية الصغيرة على السفوح الشرقية لمدينة جنين.
ويقول السيد أبو سيف البزور (عم الشهيد حسن): “إن حسن كان مثالاً للشاب المتدين الملتزم بدينه والمنتمي لوطنه، ورغم أنه كان مقبلا على تغييرات في حياته الاجتماعية إلا أنه وبشكل مفاجئ اتخذ قرارًا آخر”.
وأضاف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: لا يسعنا إلا أن ندعو أن يتقبله الله شهيدًا، فقد قرر أن يلحق بركب الشهداء بمحض إرادته؛ حيث غلب حب الوطن لديه على حب الدنيا”.
فخور بولده صبور على فقده
ولم يكن موقف والد الشهيد حسن أقل من تضحية نجله، فحين وصل جثمانه للمستشفى الحكومي في مدينة جنين، دنا من رأسه فقبله وهمس في أذنه: “كل الناس تبكيك اليوم إلا أبوك.. صدقني أني فرح بشهادتك”.. قالها في موقف مؤثر يدلل على عمق الإيمان في أصعب موقف يمكن أن يوضع به أب مع ابنه.
ويؤكد والد الشهيد أن حسن نشأ بتربية إسلامية منذ صغره ملتزمًا بتعاليم الإسلام والقيم الوطنية، وكان متابعًا لمجريات الانتفاضة الحالية وتطوراتها، وهو ما ترك أثرًا في نفسه، فدعاه لما قام به من عملية دهس للجنود.
وأشار إلى أن عزاء العائلة يكمن في أن حسن رحل شهيدًا ملتحقًا بقوافل شهداء انتفاضة القدس، مؤكدًا على فخره بابنه الشهيد.
“حسن” الذي كان يستعد لترك عمله الذي اعتاد عليه في مجال البناء ملتحقًا بعمله الجديد في صالون الحلاقة، الذي انتهى من تجهيزه، كان أحد شباب حركة حماس في بلدته، ممن ربتهم المساجد على حب الوطن.
وقد نعته حركة حماس في جنين، وكذلك عدد الناطق باسم حماس حسام بدران في تصريح صحفي مناقب الشاب المهذب الذي أبى إلا أن يكون جزءًا من حراك المقاومة العفوي الذي زلزل أركان الاحتلال وأفقده الأمن الشخصي لمستوطنيه بقرارات شبان ضحوا مثل حسن.
على درب الشهادة
ولم يكن حسن استثناءً لعشرات الشبان ممن أدوا واجبهم الجهادي في هذه الانتفاضة بما توفر لهم من إمكانات؛ حيث شكلوا مصدر إلهام لكثيرين لحقوا بهم، وهو ما يؤكد الناشط محمد زكارنة لمراسلنا من أن القدوة والإيحاء أصبحت المحرك الرئيسي للشباب للعمل المقاوم في هذه الأيام.
ويرى أن غالبية الشهداء ممن نفذوا عمليات، حياتُهم متشابهة تقريبًا، وظروف تنفيذهم للعمليات متشابهة، وجميعها تؤكد على روح العطاء المتقدة لدى الجيل الجديد في فلسطين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...