الثلاثاء 07/مايو/2024

حلقة نقاش تستشرف مسارات القضية الفلسطينية في 2021

حلقة نقاش تستشرف مسارات القضية الفلسطينية في 2021

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات -الثلاثاء- الجلسة الأولى من حلقة نقاش بعنوان: “قضية فلسطين: تقييم إستراتيجي 2020 – تقدير إستراتيجي 2021”.

وشارك في حلقة النقاش، نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، ناقشوا خلالها المحور الفلسطيني الداخلي، والمحور الإسرائيلي الداخلي، ومسار التسوية السلمية، والبيئة العربية المؤثرة في القضية الفلسطينية.

تحدث خلال حلقة النقاش، التي أدارها محسن محمد صالح: ساري عرابي، وهاني المصري، ومهند مصطفى، وأشرف بدر.

تطورات المصالحة
وفي إطار حديثه عن تطورات المصالحة الفلسطينية سنة 2020، والمسارات المحتملة سنة 2021، أكد ساري عرابي -الكاتب والمحلل السياسي من الضفة الغربية- في مداخلته أن موافقة حركة حماس على انتخابات غير متزامنة ليس بسبب نجاح جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بل بسبب سعيها لتذليل العقبات أمام الوحدة الوطنية.

ورأى عرابي أن الدعوة إلى الانتخابات كمدخل وحيد لإنهاء الانقسام ليس أمراً جديداً، وفي حال تمت الانتخابات فلا يعني ذلك إنهاء الانقسام؛ فهناك خلاف بين حركتي فتح وحماس حول نظرتهما إلى النظام السياسي الفلسطيني.

وبيّن أن حماس لا تعترف بالوظيفة التي تأسست عليها السلطة الفلسطينية وهي وظيفة أمنية بالدرجة الأولى، منبها إلى أن جوهر الخلاف هو خلاف بين برنامجين؛ برنامج يقوم على تحصيل الحقوق الفلسطينية من خلال التسوية السلمية مع الاحتلال الذي أثبت فشله خلال السنوات الماضية، وبرنامج يقوم على أساس مقاومة الاحتلال بكل الوسائل وفي مقدمتها المقاومة المسلحة.

ورأى عرابي أن عباس معني بانتخابات تشريعية لتجديد شرعية السلطة الفلسطينية وتجديد المسار التفاوضي للسلطة، ولكنه غير معني بانتخابات مجلس وطني فلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير.

وعبر عن خشيته أن تؤدي الانتخابات إن حدثت إما إلى إعادة تدوير الانقسام الفلسطيني، أو إلى جرّ حماس إلى المربع السياسي لحركة فتح.

وقال: “يبقى أن مسار المصالحة والانتخابات محكوم بالعديد من الاعتبارات؛ سواء مراكز النفوذ داخل حركة فتح أو مواقف الأطراف الدولية والإسرائيلية والعربية”.

ملف التسوية
من جهته، تحدث هاني المصري  -المدير العام للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)- حول ملف التسوية السلمية ومشاريع الضم (السلب) الإسرائيلي خلال سنة 2020.

وبيّن أنه على الرغم من أن صفقة القرن تعكس الرؤية الصهيونية لمقاربة الصراع، إلا أن اليمين الإسرائيلي يرفض أي صفقة تضع حدوداً لأي دولة فلسطينية.

وتوقع أن يبقى جوهر صفقة القرن في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، مشيرا إلى أن بايدن من الرؤساء الأمريكيين المؤيدين للصهيونية، “فهو لن يمارس ضغوطات على الجانب (الاحتلال) الإسرائيلي خلال عهده”.

وأشار إلى أن هناك أولويات بالنسبة للرئيس الأمريكي أهم بكثير من القضية الفلسطينية، وحث الجانب الفلسطيني أن يتنبه لهذه النقطة، وأن يعتمد على نفسه في كفاحه الوطني.

واستغرب المصري سلسلة التنازلات التي بدأت تُقدمها قيادة السلطة في أعقاب إعلان فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، خصوصاً فيما يتعلق بملف الأسرى والتنسيق الأمني مع الاحتلال، مؤكدا أن هذه التنازلات لن تُعيد العلاقة مع الجانب الأمريكي إلى سابق عهدها، ولن تفتح أبواب المساعدات الأمريكية إلى السلطة دون مقابل.

ورأى المصري أن طريقة إدارة حماس لملف الصراع مع الاحتلال في الآونة الأخيرة وتكيّفها مع المتغيرات الدولية والإقليمية لن يوقف عملية استهدافها.

كذلك الأمر بالنسبة لفتح والسلطة؛ فالحل يكمن -بحسب المصري- في ترتيب البيت الفلسطيني على أساس المصالح الفلسطينية وإنهاء الانقسام على أساس وطني.

ورأى أن سلطة أوسلو “يجب أن تتغير من خلال تبني برنامج وطني، ولا يجب أن تُحل”، وقال: “الرهان الأساسي يجب أن يكون على الشعب وعلى الصمود وعلى المقاومة، ولا انتخابات حرة تحت سلطة الاحتلال”.

الأوضاع الداخلية الإسرائيلية
وفي حديث مهند مصطفى عن الأوضاع الداخلية الإسرائيلية- التطورات والمسارات المحتملة، رأى أن النظام السياسي الإسرائيلي في سنة 2020 أصبح أسيراً لكتلة اليمين التي تتكون من يمين محافظ وقومي ديني.

وبيّن أن اليمين المحافظ تمثل في حزب أزرق- أبيض، والقومي الديني تمثل في الكتلة اليمينية المهيمنة برئاسة حزب الليكود؛ مقدرا أن الانتخابات القادمة سيكون التنافس فيها داخل التيار القومي الديني.

وأشار إلى أن “إسرائيل” باتت خلال العامين الماضيين، من أكثر الأنظمة السياسية غير المستقرة من حيث الحوكمة، فهناك انتخابات وتغيير حكومة كل سنتين وثلاثة أشهر، وهناك حالة تشظٍّ داخل الكتلة اليمينية المسيطرة على الحكم، كما هناك حالة سيولة تتمثل في الانشقاقات داخل الأحزاب والتنقل بين الأحزاب أو تفكك أحزاب وتأسيس أخرى في داخل التيار القومي اليميني خصوصاً.

وأشار إلى أنه على الرغم من حالة التشظي فإن حزب الليكود ما يزال الحزب المهيمن في السياسة الإسرائيلية؛ حيث تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية حصوله على 28 مقعداً في الانتخابات القادمة.

ورأى مصطفى أن اتفاق أوسلو في وضعه الحالي يعزز قوة اليمين الإسرائيلي؛ والسؤال هو: كيف نُحَوِّل هذا الواقع إلى حالة نقيضة مع المشروع الصهيوني.

دول الطوق العربي
وفي مداخلة أشرف بدر حول دول الطوق العربي والقضية الفلسطينية- التطورات والمسارات المحتملة، رأى أن أزمات الدول العربية انعكست سلبيا على القضية الفلسطينية؛ وأن ردة الفعل العربية على صفقة القرن لم تكن على مستوى الحدث، ولم تلبِّ الطموحات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأكد أن موجة التطبيع العربية الإسرائيلية كان لها أثر سلبي، وزادت الضغوطات على الجانب الفلسطيني؛ فالعدو الإسرائيلي استفاد من حالة الانقسام بين الدول العربية، كما استفاد من حالة الصراعات والحروب داخل بعض الدول العربية ليزيد من حالة التهميش، التي تعانيها القضية الفلسطينية، ومن تراجع الدعم العربي والإسلامي.

وفي ختام المؤتمر، شكر محسن صالح الحضور، منوهاً بما تمّت مناقشته من تقييمات وتوقعات لمسار القضية الفلسطينية، آملاً أن تسهم في خدمة القضية والأطراف العاملة لأجلها.

وقال: إننا نعيش في ظرف تاريخي؛ حيث إن المنطقة يعاد تشكيلها، وبالتالي نحتاج لحالة وعي كبيرة، كما أكد ضرورة أن يرتقي الجميع إلى مستوى مسؤولياتهم، والعمل على إعادة بناء مشروع وطني فلسطيني حقيقي في مواجهة الاستحقاقات القادمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات