دحلان سيكيل الصاع صاعين !!
الحديث هنا ليس عن (محمد دحلان) المسؤول الأمني الفلسطيني، الحديث هنا ليس عن (محمد دحلان) الشخص، فدحلان الشخص ليس موضع اهتمامنا في كثير أو قليل .
الحديث هنا عن (دحلان) الظاهرة .. الظاهرة التي يعكس ممثلوها منطوق ومفهوم الآية القرآنية في محمد صلى الله عليه وسلم وأصحاب محمد رضي الله عنهم أجمعين: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً .. ) .
(دحلان) أوسلو الذي مَرَد على الاستسلام وتزيينه، وتقلب طويلاً بين سادة واشنطن وتل أبيب أليفاً ناعم الفراء، انقلب بالأمس، في اجتماع احتفالي لحركة فتح إلى نمر جارح، وأسد رئبال. أسد من طراز الأسود التي ابتُليت بها شعوبنا، أسود علينا، تكيل الصاع صاعين بل عشرة، لا تعفو ولا تغفر، وأمام العدو نعامات ربداء تجفل من صفير الصافر .
(دحلان)، في فحيح الفتنة الذي كان ينفثه بالأمس في جماهير حركة فتح من المجاهدين الشرفاء؛ بغاث استنسر بعد أن غاب أو غُيِّب الرمز الحقيقي (أبو عمار) الذي كان يلجمه ويلجم العشرات من أمثاله. والذي كان يفهم أن مقام الرئاسة يفرض عليه أن يكون رئيساً حقيقياً لكل الفلسطينيين، وأن يضم إلى خيمتها الجميع بشروط الجميع وليس بشروطه هو أو شروط بوش أو شروط شارون .
(دحلان)، والعشرات أو المئات من أمثال دحلان، الذين يملؤون عالمنا العربي في فلسطين وفي سورية وفي لبنان، وفي كل مكان، ليسوا من فلسطين ولا من سورية ولا من لبنان، ليسوا من فتح ولا من حماس ولا من أي فصيل وطني حر شريف .
المئات بل الآلاف أحياناً من هؤلاء المنزرعين هنا وهناك هم مشروعاتهم الشخصية، وطموحاتهم الفردية، وأسقفهم الذاتية .. وهؤلاء ينبغي أن يكونوا مكشوفين بجلاء، معروفين بوضوح لكل أبناء الأمة .
نكتب هذا وأيدينا على قلوبنا ونحن نرقب ما يجري على أرض فلسطين بين إخواننا وأهلنا في فتح وفي حماس. وكل مناضل حرّ شريف أبيّ في فتح وفي حماس وفي كل المنظمات والجهات والوحدات هم أهلنا وإخواننا، لحمهم لحمنا، ودمهم دمنا .
تهدف الفتنة التي يريدها أصحاب المآرب الصغيرة إلى إحراق فلسطين الأرض والإنسان، إحراق فلسطين التاريخ والحاضر والمستقبل، وإحراق إرادة التحرر وإرادة النهوض وإرادة الإصلاح في فلسطين .
النداء الذي يتجدد لأهلنا في فلسطين، أن أسقطوا كل دعاة الفتنة، وكل الحاطبين في حبالها، الموقدين لنارها، الذين قال الله تعالى فيهم :
﴿لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً، ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة، وفيكم سمّاعون لهم ..﴾، نعيذ أهلنا في فلسطين بالله أن يكون فيهم لدعاة الفتنة سمّاعون .
(*) مدير مركز الشرق العربي للدارسات الاستراتيجية والحضارية – لندن
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
النونو: بالنسبة لحركة حماس احتمالية بقاء الاحتلال في غزة صفر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ الحركة مستعدة لبحث المقترح الذي قبلته وليس بحث...
أكثر من مائة موظف في الاتحاد الأوروبي يحتجون على جرائم الاحتلال بغزة
بروكسل – المركز الفلسطيني للإعلام نظم أكثر من 100 موظف في مؤسسات بالاتحاد الأوروبي في بروكسل احتجاجا، الأربعاء، على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة....
“شالوم من أولاد غزة”.. طلائع التحرير تعلن مسؤوليتها عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها “طلائع التحرير- مجموعة الشهيد محمد صلاح”، مسؤوليتها عن اغتيال رجل "إسرائيلي" في مدينة...
إحصائية جديدة لحصيلة الإبادة الجماعية والعدوان على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الأربعاء حصيلة جديدة لحرب الإبادة المتواصلة منذ 215 يومًا بآلة العدوان الصهيوني...
الصحة العالمية تحذر: الوقود بمستشفيات جنوب غزة يكفي لثلاث أيام فقط
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم غيبريسوس، من أن "كمية الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة، لا تكفي إلا...
الاحتلال يستولي على المبنى التاريخي لبلدية الخليل ويغلق أبوابه
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أبواب المبنى القديم لبلدية الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، في...
عائلات قادة المقاومة في صدارة المستهدفين.. عندما تتساوى الدماء على طريق الجهاد
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في حربٍ غير متكافئة، لا في العدد ولا في العتاد، دأب العدو الصهيوني على الاستمرار في سياسة اغتيال أبناء قيادات...