عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

مواطنو الضفة: الانتخابات قبل المصالحة تعزز الانقسام

مواطنو الضفة: الانتخابات قبل المصالحة تعزز الانقسام

أثار قرار “حكومة” فياض غير الشرعية بالضفة الغربية إجراء الانتخابات البلدية في (17-7-2010)؛ غضب مواطني الضفة المحتلة؛ حيث رأوا القرار -باستثناء مؤيدي حركة “فتح”- غير عملي ويرسخ الانقسام ويعمق الهوة بين الضفة وغزة، بل ويخدم الاحتلال لكونه هو المستفيد من أية حالة تراجع في الحالة الفلسطينية.

مرحلة حساسة

ولا يغيب تساؤل المواطن العادي عن مدى مساهمة الانتخابات في تعزيز الصف الداخلي الفلسطيني؛ حيث يقول المواطن محمود جلال من رام الله: “أنا مع الانتخابات البلدية لنختار الأكفأ والأفضل، ولكن ليس في مثل هذه الظروف الصعبة؛ حيث الانقسام وعدم المصالحة”.

وأضاف متسائلاً لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “هل ستكون هذه الانتخابات أداة من أدوات النضال ضد الاحتلال؟! أم تنافسًا على الكراسي؟ أم لإلهاء الشعب الفلسطيني وزيادة الشرخ فيه خاصة في هذه المرحلة الحساسة؟!”.

وكانت قد أجريت الانتخابات البلدية لأول مرة عام 1976، وتكررت عام 2005 على مراحل.

ويرى الحقوقي سمير خالد من رام الله أن “الانتخابات عملية مستمرة تتعلق بكونها نمط حياة تهدف إلى إيجاد حالة استنهاض وحث للمجتمع، ومحاولة ضخ دماء جديدة في مؤسساته بدل الدماء القديمة التي قد تكون فسدت”.

وأضاف: “الخشية تكمن في حالة إجراء الانتخابات البلدية القادمة وإصرار عباس عليها، من أننا بذلك ذاهبون إلى النموذج القبرصي في غياب الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية”.

تكريس للانقسام

ويرى الكثير من الحقوقيين في الضفة أن إجراء الانتخابات البلدية تكريس للانقسام، والأفضل ألا تجرى كما فعلت نقابة المحامين وأوقفت انتخاباتها؛ حتى لا تكون جزءًا من حالة الانقسام.

وتضاربت آراء المواطنين حول: أيمضي عباس في إجرائها أم يتوقف ويتراجع عنها كما تراجع عن إجراء الانتخابات التشريعية قبل المصالحة مع الفارق في كل حالة؟؛ حيث يقيس بعض المواطنين، والذين يقولون إن عباس سيجريها، على الانتخابات الجامعية التي جرت في ظل مقاطعة حركة “حماس”؛ حيث الضغط الأمني من الاعتقال والضرب والملاحقة وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، خاصة المقاوِم.

المواطن محمد المصري من مدينة نابلس يرى أن هناك قضايا وطنية أكثر أهمية يجب الاهتمام بها وطرحها في هذه الظروف.

ويضيف: “أين نحن من قضية الأسرى وقانون الإبعاد الجديد والإجهاز على المقاومة في الضفة من قبل السلطة والاحتلال وهو ما جعل الاحتلال يرتاح من دفع ثمن احتلاله ويسرع “الاستيطان” والتهويد والإبعاد؟!”.

وترى المواطنة علا بركات من جنين أن إجراء الانتخابات خطأ من أصله؛ لأن حركة “فتح” والغرب وأمريكا والاحتلال لم يحترموا مشاعر الناخبين ولا أصواتهم عندما فازت “حماس”، وأضافت: “أصلاً “أجهزة” السلطة سجنت ومنعت وأقالت بالقوة رؤساء بلديات منتخبين في الضفة، واغتصبت منهم البلديات، فكيف تجرى انتخابات بلدية في ظل عقلية كهذه لا تعترف بالآخر؟!”.

محاولة بائسة

ويرى محمود خالد من جنين أن “عباس في أزمة كبيرة؛ ففي عهده حصل الانقسام، وهُوِّدت المقدسات، وتوحش “الاستيطان”، ولوحق رجال المقاومة وأجهز عليهم في الضفة، ولا يريد الخروج من الرؤية العاجزة التي لا ترى إلا في المفاوضات طريقًا للتحرير، وهو بهذه الانتخابات يعتقد ويتصور أنه يخرج من حالة التراجع ولو قليلاً، وهذا -في رأيي- أكبر خطأ”.

وكانت المؤسسات الحقوقية العاملة في الضفة الغربية قد رصدت العديد من حالات التحقيق والتعذيب لرؤساء بلديات مقربين من حركة “حماس”؛ حيث تم طردهم من رئاسة البلديات كما جرى مع رئيس بلدية قلقيلية وجيه قواس.

وتجري في الضفة حالة من مزج الآراء والاستطلاعات تقوم بها حركة “فتح” حول الانتخابات البلدية بعيدًا عن وسائل الإعلام؛ حيث يقول المواطن وجدي حسن من نابلس: “الانتخابات البلدية لم تعد منفكة عن القضايا السياسية، ويجب أن تكون الأولوية للخلاص من الاحتلال؛ فهو الأهم، خاصة أن نتائج الانتخابات السابقة لم تُحترَم مطلقًا، بل حوربت وطرد عدد من رؤساء البلديات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات