الفلسطينيون في لبنان الأبعد عن الصراعات المحلية والإقليمية

تأثّر اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في لبنان بالتطورات والأحداث المحلية والإقليمية، والمتغيرات في المنطقة، وأهمها الثورة السورية والانقسام السياسي في لبنان، واستقبال نازحين فلسطينيين وسوريين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، والأحداث الأمنية من تفجيرات واشتباكات متنقلة في لبنان، وما أعقبها من تحريض طائفي ومذهبي.
وكان من الطبيعي أن تؤثر هذه الأحداث والتطورات على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، بحكم موقعهم ووجودهم الجغرافي، وبحكم علاقاتهم السياسية والاجتماعية، وبحكم التوجه السياسي للفلسطينيين وانقسامهم مثل كل الشعوب العربية إلى “مع” أو “ضد” و”على الحياد”.
ومرّ اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بأوقات صعبة للأسباب الآتية:
1-محاولة أطراف إقليمية ومحلية توظيفه في الصراعات.
2-اشتراك بعض العناصر الفلسطينية في تفجيرات وأحداث أمنية.
3-اشتباكات أو عمليات اغتيال تحدث في بعض المخيمات خاصة مخيم عين الحلوة.
4-اتساع ظاهرة التحريض الطائفي والمذهبي ومحاولة الزج بالعنصر الفلسطيني والتلاعب بهذه العناصر.
تعامل اللاجئون الفلسطينيون وقواهم السياسية مع هذه الأحداث والتطورات بنوع من الهدوء والعقلانية والوعي.
صحيح أن أحداثاً أمنية حصلت هنا وهناك، لكنها كانت أقل من المتوقّع، وأقل من حجم التوتر واتساعه، وخلفياته الإقليمية والدولية.
فقد لاحظ الفلسطينيون أن هناك قوى إقليمية ومحلية تريد زجّهم في صراعات تخدم أهدافاً خارجية، ولا تقدّم أي خدمة للفلسطينيين.
وترافقت هذه المحاولات مع أحاديث سياسية وحملات إعلامية منظمة تتهم فلسطينيين في مخيمات البداوي وبرج البراجنة وعين الحلوة بالتورط مع فريق أو آخر.
لكن هذه المحاولات فشلت، إذ أجمعت القوى السياسية الفلسطينية، والفئات الشعبية على موقف موحّد، أبرز عناصره:
1-التمسّك بالأمن والاستقرار والسلم الأهلي.
2-رفض الانضمام لأي محور.
3-عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.
4-منع تحويل المخيمات والتجمعات لأماكن تُستخدم ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين.
5-فتح أبواب المخيمات لاستقبال النازحين الفلسطينيين والسوريين، وتقديم ما يستحقونه من خدمات.
وحرصت القوى الفلسطينية على تفعيل لقاءاتها العامة، وتمّ في شهر حزيران/يونيو 2013 تشكل إطار للقوى الوطنية والإسلامية، كما تمّ إطلاق مبادرة فلسطينية في شهر آذار/مارس 2014، شكّلت بموجبها لجنة أمنية في مخيم عين الحلوة، من أكثر من 200 عنصر، وسوف تدرس الفصائل فكرة توسيع انتشارها في مخيمي البداوي وبرج البراجنة.
كما فعّلت الفصائل اتصالاتها مع الجهات الرسمية السياسية والأمنية اللبنانية، من أجل تعزيز التفاهم والتعاون.
ولاقت هذه التطورات ارتياحاً عند أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، وعند غالبية القوى السياسية، لكنها أزعجت بعض الجهات التي تريد تخريب العلاقة واستغلال الفلسطينيين، وتعميق الشرخ الطائفي وتغذية الصراعات.
وجاءت المعركة المشرفة في قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني، وما تبعها من أنشطة سياسية وشعبية فلسطينية في لبنان لتعزّز فكرة حياد الفلسطينيين واتجاههم نحو مشروعهم الوطني، وقضايا التحرير والعودة، والتفافهم حول القدس والمسجد الأقصى.
لقد نجح الفلسطينيون في لبنان إلى اليوم في تحييد أنفسهم عن الصراعات الإقليمية والمحلية، لكن هناك أخطاراً وتوترات كبيرة، تشارك فيها دول، ومحاور، وتتصادم فيها مشاريع، والمنطقة كلها مهدّدة.
لذلك فإن الفلسطينيين في لبنان مطالبون بالوعي والحكمة، والتمسّك بالمصالح العليا، والابتعاد عن المحاور والصراعات.. وأمامهم استحقاقات ومحطات كبيرة وخطرة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...

جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، أنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن، في الوقت الذي تكثف فيه الولايات...

الداخلية بغزة تتوعد العملاء والعابثين بالأمن “بيد من حديد مهما كلف الثمن”
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام توعدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، عملاء الاحتلال الإسرائيلي ومن يهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم بالضرب بيد من...

الإعلام الحكومي: صحفيو غزة يحيون اليوم العالمي لحركة الصحافة بالدماء والدموع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن صحفيي القطاع يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو/...