أسماء أبو الهيجا.. نموذج حيّ على حجم التضحية والعطاء في جنين

يحتضن مخيم جنين نماذج مشرقة تجسد عطاء الفلسطينيين وتضحياتهم أمام بطش واعتداءات الاحتلال “الإسرائيلي”؛ فنجد حكاية الشهيد والأسير والجريح والمقاوم مجتمعة في بيت واحد.

وأمام سلاح التحدي والإصرار الذي يتمسك به أهالي جنين، تنكسر محاولات الاحتلال “الإسرائيلي” في إخماد شعلة المقاومة المتعاقبة بين الأجيال.

زوجة الأسير

والأسيرة المحررة أسماء أبو الهيجا، زوجة الأسير القيادي في حركة حماس الشيخ جمال أبو الهيجا، أحد النماذج الحية التي تعكس حجم التضحية والعطاء الفلسطيني الراسخ في جنين.

واعتقل الاحتلال أسماء أبو الهيجا بعد اعتقال زوجها بمدة، وتحديدا عام 2003، وتعمد الاحتلال اعتقالها ليلة وقفة العيد، ومكثت في الاعتقال الإداري 9 أشهر.

وكان الاعتقال “علامة فارقة”، وأصاب أسماء بالحزن والألم؛ حيث أعقبته اعتقالات لجميع أفراد العائلة ذكورا وإناثا ومرات عديدة لكل منهم.

واعتقلت قوات الاحتلال نجلها الأكبر عبد السلام قبل اعتقال الشيخ جمال أبو الهيجا بمدة وجيزة، وكان عمره حينذاك (17 عاما)، وحكم عليه بالسجن سبعة أعوام ونصفا.

أم الشهيد

كما اعتقل الاحتلال نجلها عاصم (19 عاما)، في 19 كانون الآخِر/ يناير 2006، وكذلك ابنتها المحامية بنان، إلى جانب اعتقال ابنها الأصغر حمزة عام 2011، والذي استشهد عام 2014 بعد مطاردة من الاحتلال لسنوات عدة.

وتفطر قلب الأم أسماء أبو الهيجا بعد تلقيها خبر استشهاد ولدها “حمزة”، الذي لم يفلح في الوصول إليها حينما كانت ترقد بالمستشفى، بسبب مطاردة الاحتلال له، وقال لها في آخر اتصال: “أمي سامحيني، لم أستطع إحضار هدية عيد الأم لك”.

وبقيت أسماء أبو الهيجا صابرة أمام هذه التضحيات العظيمة، وقصفت طائرات الاحتلال منزلهم، ما أدى إلى تدميره بأكمله وتشريد العائلة، ولا يزال الاحتلال يعتقل زوجها الشيخ جمال منذ أغسطس 2002، وذلك بعد تمكن قوات خاصة من اعتقاله، والحكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات بتهمة قيادة كتائب القسام.

وقاد الشيخ جمال أبو الهيجا معركة جنين، وقاتل فيها ببسالة، إلى أن أصيب بالرصاص المتفجر خلال تصديه مع فصائل المقاومة المسلحة لحصار واجتياح مخيم جنين عام 2002، الأمر الذي أدى إلى بتر يده اليسرى، ورفض تسليم نفسه، وبقي مطاردا إلى حين اعتقاله.