عندما بكت سهى جبارة
مررت بها صبية فلسطينية، يحيط بها جند، وكلاب تعوي، خلتها مقبلة على افتراس قريب.
نظرت في عيونها، خائفة، مرتبكة ما أن وقعت العين على العين، حتى تفتح وجهها، ابتسم إخواني لها، وقال بعضهم: “ولا يهمك معاك احنا، ما اتخافي” تبسمت وقالت ….. أنا أخت ارجال ومع الكلمات دمعت عيونها…. نهروها لمنعها الحديث… فأخذ من في زنازين المحكمة طرق الأبواب.
بدأت أخياتها قرع الأبواب، فطلب ضابط المحكمة الهدوء، ووعد المعاملة الحسنة واعتذر عن السلوك.
فاطمة المقهورة، اتهما الاحتلال، تهديد أمن الجنود، والمنطقة وتعريض من فيها للخطر، بالاضافة إلى المشاركة في المسيرات، وتخباية الشباب حين الملاحقة…
أختنا فاطمة كانت فتحاوية، توزع ليلا الطحين والسردين والشعيرية على بيوت المعوزين، وتساعد في نقل البيانات الوطنية.
سهل الله اللقاء، حين توجهنا الى أحد السجون، المتقاربة مع الأخوات، كان الأسير يجوع ليطعم أخيته، يستنفر إن غضبت، وإن مسها مكروه كانت إدارة السجون تخشى جنون أسير من ردة الفعل.
اسم الفلسطينية الأسيرة كان جامعا، ملهما، موحدا، لأنها كما قال أبو سكر رحمه الله مرة: “صحيح احنا ضعاف في الأسر… بس بنصير نووي إذا حد بهين بناتنا وأعراضنا، ونسوانا”.
في الأسر كانت تجتمع فتح وحماس والشعبية والديمقراطية والجهاد لنصرة الحرة، دون نظر لأي تفصيل…. وإن بكت إحداهن جرت أودية من غضب.
فاطمة الفتحاوية هي أختها لسهى…. اتهامها أنها تخدم شريحة مقهورة فلسطينية، معنا ذلك أنها تعرف واجبها تجاه أخواتها.
سهى يعرفها أهل بلدتها، والناس بأنها الشريفة العفيفة الطاهرة … اليوم يعتقلها الأمن الفلسطيني الذي غضب كثير من أفراده، حين كانت تهان الفلسطنية.
السؤال ما الذي تغير، حتى يجرم فعل فاطمة في العرف الفلسطيني؟
ما الذي حول الفعل الممجد لجناية؟
لست أدري ما الذي فعلته، سهى، لكن يقيني أنها بكت بعد دخولها الزنزانة، وبعد أن دخل المحقق عليها، وبعد أن انتزعت من بيت أهلها.
سهى الفلسطينية، تعيش غربة الصمت، من الوزراء، والعلماء، والوجهاء والإعلام، والحكام، من رجال النيابة والسياسة، من التنفيذية، والمركزية، والوطنية، من أصحاب الشركات، والضمان والغاضبون عليه، ومني ومن الناس أجمعين.
سهى الفلسطينية كشفت حجم الخيبة في نخوة الرجال…. فلم ننصر أعراضنا بالكلمة والتوجه للسلطة والطلب من الحكومة والرئاسة إطلاق سراحها.
حتى فاطمة وعائشة وأخياتها، صمتن عن المطالبة بإطلاق سراحها.
سهى ليست الراقصة في بيت لحم، ولا بائعة الهوى في السيارات المغلقة، ولا الراقصة في روفات رام الله أو بيت لحم، ولا المستجلبة لساعات الليل من حاويات البغاء في بعض الشقق المغلقة.
فاطمة أخت وأم …. وسهى شقيقتها التي رضعت إرث الثورة منها، فعيب على المرضعة، بيع نصفها وغدرها …. فما هذا الزمان الذي انشقت فيه الأرض لتبلع نخوة الرجال.
سهى إخواني في أجهزة السلطة، تكرار لسيرة خالدة في قلب الفلسطينية تمتد من دلال المغربي إلى والدة أبناء الفرحات خنساء فلسطين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يغتال القيادي طلال أبو ظريفة بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين -مساء الأحد- في جريمة اغتيال نفذتها قوات...
مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....
تفاصيل جديدة حول كمين كتائب القسام في حي الزيتون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف مصدر قيادي بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاحد، بعض تفاصيل الكمائن التي نفذتها الكتائب، الجمعة...
خلال 24 ساعة.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 50 من جنوده باستهدافات المقاومة بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال، إصابة 50 من جنوده وضباطه، في المعارك الدائرة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتفعت...
صحة غزة: 500 شهيد من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استشهاد 500 من الطواقم الطبية جراء عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة منذ 219...
بدران: مطالب وفدنا المفاوض محل إجماع وطني والاحتلال تزداد عزلته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد حسام بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس على وحدة الموقف الفلسطيني في الجانب السياسي والتفاوضي، مشيرًا...
هربًا من حمم القصف.. النازحون يفترشون لظى الرمال بشاطئ غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام يكابد الفلسطيني مرارات العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية بغزة إلا أنه لا ينكسر ولن ينكسر... فإرادته فولاذية وعزمه...