الخميس 02/مايو/2024

حارات العروب .. تسميات تغرس الانتماء وتعزز الأمل بالعودة

حارات العروب .. تسميات تغرس الانتماء وتعزز الأمل بالعودة

بأسماء قراهم وبلداتهم التي هجروا منها، اختار اللاجئون الفلسطينيون في مخيم العروب شمال الخليل، جنوب الضفة المحتلة، تسمية حارات المخيم؛ ليبقى الارتباط حاضرًا بالوطن السليب، وتبقى الذاكرة حية والعودةُ عهدًا يورّثه الكبار للصغار.

فبعد 69 عامًا على النكبة، لا يزال أهالي عراق المنشية والفالوجة وزكريا وعجور والدوايمة وبيت جبرين، الذين لجؤوا إلى المخيم يعيشون على أمل العودة إلى قراهم وبلداتهم التي لم تفارقهم لحظة منذ رحيلهم عنها عام 1948.

وتحمل حارات المخيم أسماء البلدات الأصلية للاجئين؛ لتحفر، كما يقولون، في وجدانهم فلسفة الانتماء لمسقط رؤوسهم وقراهم وبيوتهم التي هجروا منها عنوة إبان النكبة.

تأسيس المخيم وتسميته
على الطريق الواصل بين القدس والخليل، وفي منطقة عرفت باسم وادي الصقيع، أقامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” عام 1949، مخيما للفلسطينيين على مساحة 238 دونما سمي “مخيم العروب” يحده من الشمال قرية بيت فجَّار، وعين العروب، ومن الشرق أراضي بلدتي سعير، والشيوخ، ومن الجنوب أراضي بلدة حلحول، ومن الغرب بيت أُمَّر.


null

وحمل المخيم اسم العروب -وهو اسم كنعاني يعني المياه العذبة- من صفة المنطقة التي اشتهرت بينابيعها العذبة.

ويقطن المخيم ما يقارب 9500 نسمة، وذلك حسب تقديرات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، كما تنحدر أصول سكانه من 33 قرية فلسطينية تتبع قضاء الرملة والخليل وغزة.

تسميات تعزز الانتماء
ويتكون المخيم من عدة حارات وتجمعات سكانية احتضن كل تجمع أبناء القرية التي هجروا منها؛ فهذه حارة العراقوية: نسبة إلى بلدة عراق المنشية، وتلك “حارة الزكارنة” نسبة إلى بلدة زكريا و”حارة العجاجرة” المنتسبة إلى بلدة عجور، وكذلك “حارة الفوالجة” نسبة إلى قرية الفالوجة و”حارة الدوايمة” وغيرها كثير.

ويؤكد الحاج أحمد عطا الله البدوي (90 عاما) الذي تعود جذوره إلى عراق المنشية، أن إطلاق أسماء القرى المهجرة على حارات المخيم، يأتي لتأكيد الانتماء لتك القرى وبقاء قضية اللاجئين حية في وجدان الشعب الفلسطيني.

وقال البدوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن مخيم العروب يضم عائلات كثيرة مثل الجوابرة، وأبو الخيران، والطيطي، والكرنز، وبدوي، وبنات، والشريف، وآل رشدي، وزقوت، مبينًا أن هذه العائلات هاجر أهلها من عراق المنشية والفالوجة وبيت جبرين وزكريا وعجور والدوايمة.


null

وأضاف: “هذه التجمعات العائلية تزرع فينا الأمل الذي لا ينبغي أن يغادر نفوسنا حتى تبقى قضيتنا حية في حياتنا اليومية وبين أبنائنا وأحفادنا”.

غرس الأمل
ويبدي المربي حسن جوابرة، ثقة بأن غرس ثقافة الانتماء للبلدات الأصلية يقرب حلم العودة، مشددًا على أن العودة حق مشروع لا يسقط بالتقادم، لكنه يحتاج منا إلى غرس ثقافته ومصطلحاته ومفرداته في وجدان الأجيال وذاكرتهم.


null

وأضاف جوابرة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا يجوز أن تغيب من حياة أبنائنا وأحفادنا أسماء بلداتهم التي هجر أجدادهم وأباؤهم منها، بل ينبغي أن تكون ذاكرتهم عامرة بالماضي تراثا ومكانا وزمانا حتى نشطب المقولة الصهيونية أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.

ويضيف جوابرة: تجديد أسماء القرى المهجرة في الحارات والمدارس والروضات والجمعيات والنوادي والشوارع يزرع في الأجيال القادمة منهجية العمل المتواصل للعودة رغم مشاريع المسخ والتوطين المشبوهة!


null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات