الطفل محمد سامر.. علاج ينتظر موافقة الاحتلال

بين الأمل والرجاء يجلس والدا الطفل محمد سامر (سبعة أعوام) قرب سرير الشفاء الذي ينام عليه في مستشفى الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وهما يتابعان حالة ابنهما الصعبة الذي ينتظر تحويلة العلاج في مستشفيات الاحتلال الصهيوني.

ولم يُخْفِ والد الطفل الذي جلس بجواره في المستشفى، وهو يتحدَّث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، قلقله على مصير نجله الذي يعاني من نزيفٍ حادٍّ، لافتًا إلى أنه لا يعلم متى يسمح الاحتلال لنجله بالسفر لتلقِّي العلاج في المستشفيات داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948.

وطلَّت نظرة حزن عميقة من عيني أبو محمد وهو ينظر إلى جسد طفله الصغير الذي بدا بين الحياة والموت وهو على سرير الشفاء، مشيرًا إلى أنه يعاني من نزيفٍ مستمرٍّ يصعب إيقافه، لدرجة أنه تم تزويده خلال الساعات القليلة الماضية بخمس وحدات دم نتيجة النزيف الذي أصابه.

وبيَّن أن النزيف يستمرُّ مع طفله محمد بين فترة وأخرى؛ ما يجعله بحاجة إلى وحدات الدم كل فترة زمنية.

وأوضح أنه طفله على هذه الحالة ويمكث في مستشفى التخصصي للأطفال حتى يتم إجراء تحويلة له للعلاج في مستشفيات الأراضي المحتلة منذ عام 1948 من أجل إيقاف حالة النزيف.

وتمنَّى وهو يدعو الله عز وجل أن يتخلَّص طفله من ألم المرض ويتم علاجه ليكون طفلاً معافى مثل الأطفال في مثل عمره.

ويعتبر الطفل محمد واحدًا من مئات الأطفال المرضى الذين يعانون من جرَّاء العراقيل الصهيونية التي تمنع -أو تؤخر في أحسن الأحوال- مرورهم عبر معبر بيت حانون، وتمارس الابتزاز بحق غالبيتهم.

العلاج في الخارج

ويؤكد الدكتور معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن ملف العلاج في الخارج ملفٌّ ذو عقبات، لافتًا إلى أن الاحتلال يقف عقبة أمام سفر المرضى، خاصة عبر معبر بيت حانون.

وأضاف أن الاحتلال يهدف بشكلٍ متواصلٍ إلى عدم تطوير الجانب الصحي لقطاع غزة؛ ما جعل الخدمات في السابق لا ترتقي إلى طموحات قطاع غزة وحاجته وجعل مرضاه بحاجة إلى إحالة للعلاج بالخارج.

ولفت إلى أن الاحتلال يسعى إلى استنزاف الأموال الفلسطينية عن طريق العلاج؛ حيث إن تكلفة العلاج في مستشفيات الاحتلال أكبر بكثير من العلاج في أمريكا وبريطانيا!!.

ونوَّه بأن الاحتلال بدأ في تقليص عدد المرضى للعلاج في مستشفياته من 150 إلى 75 ثم إلى حالات قليلة جدًّا قد تصل إلى حالتين فقط في اليوم.

وأشار إلى وجود عديد من الحالات يتم رفضها من قِبَل الاحتلال بدواعٍ مختلفة؛ حيث يمنع 80% من المرضى من العلاج في الخارج عبر المرور عبر معبر بيت حانون.

واستعرض حسنين الحالات التي تحتاج إلى العلاج في الخارج التي تتمثَّل في مرض السرطان وأمراض العيون والقلب وغيرها من الأمراض التي لا يتوفر لها علاج في قطاع غزة، خاصة مع تواصل استمرار الحصار على قطاع غزة.

وبيَّن أن تكلفة العلاج بالخارج تقدَّر تكلفتها سنويًّا بثلاثة ملايين دولار، مضيفًا: “تسعى الوزارة إلى تطوير الكادر الطبي والعمل على توفير أجهزة قسطرة القلب وإجراء جراحة قلب مفتوح ووحدة زراعة الكلى وزرع قرانية للعين”.

وأردف قائلاً: “نسعى إلى تقديم خدمات طبية يتم من خلالها تقليل العلاج بالخارج من خلال بناء فكرة مستشفى جديدة في المنطقة الوسطى متقدم في خدماته”.

وتابع حديثه: “نعمل على أن ننهي العلاج في مستشفيات الاحتلال “الإسرائيلي” وأن نستبدل بها العلاج في مصر والأردن”، معبرًا عن رغبته في التعاون مع مصر لتوفير العلاج لقطاع غزة بدل العلاج في دى مستشفيات الاحتلال الصهيوني.

وذكر أن عدد الحالات التي تحتاج إلى العلاج بالخارج تُقدَّر بـ400 – 600 مريض بحاجة إلى السفر عبر معبر رفح بشكل شهري.

وتبقى معاناة مرضى غزة من جرَّاء الإجراءات والعراقيل الصهيونية التي تحرمهم من حقهم في السفر لتلقي العلاج؛ شكلاً من أشكال الاستهداف الذي تمارسه قوات الاحتلال ضد الإنسان الفلسطيني في إطار حربها التي تريد من خلالها تركيع الشعب الفلسطيني.