عاجل

الجمعة 24/مايو/2024

بنيتي دعاء هذا ما عرفته عن والدك الشهيد الدكتور فادي البطش

د. بلال منير

بنيتي دعاء بعد المقال المميز للدكتور العزيز شريف أبو شمالة بعنوان “الشهيد فادي البطش كما عرفته، بنيتي دعاء هذا والدك”.. أحببت يا بنيتي أن أخبرك بالمزيد من الجوانب المضيئة في حياة والدك الصديق العزيز #فادي_البطش.

أعلم أنك عندما تكبرين ستصبحين أكثر تعطشا لمعرفة المزيد عن سيرة والدك الشهيد، وهنا أحاول المساهمة في ذلك، لتزدادي فخرا بوالدك، وتزدادي عزما على السير على خطاه في العلم والعمل.

مشرفه في الدكتوراه كان البروفسور سعد من الجزائر، والذي كان يحترمه ويقدره. ولذلك من بداية وصوله للعمل في مركز أبحاث القوى الإلكترونية أعطاه البروفسور الكثير من الصلاحيات والمسؤوليات في المركز لما يتمتع به فادي من مكانة في نفسه. حيث كان الكثير من طلاب الدراسات العليا الذين يتجاوز عددهم الثلاثين يعودون له لاستشارته في الكثير من القضايا العلمية والاجتماعية والحياتية

بنيتي دعاء بدأت أنا ووالدك رحلة دراسة الدكتوراه في نفس الجامعة ونفس التخصص في وقت متقارب، مما أتاح لي فرصة التعرف على والدك عن قرب. والدك يا بنيتي كان من أحسن الناس خلقا وأكثرهم أدبا وأرقاهم تعاملا. كان والدك من أكثر الناس اجتهادا، كنت أترافق مع والدك للذهاب للجامعة من بعد الفجر مباشرة لنحاول إنجاز ما يمكن إنجازه من متطلبات الأبحاث والمنشورات العلمية المحكمة التي كانت حقا قاسية ومتعبة في جامعة الملايا.

لا أشك أنك وأخوتك ووالدتك كنتم تشتاقون لوالدكم كثيرا لأنه لا يعود إلا ليلا، ولكني متأكد أنه كان يعوضكم بحنانه وعطفه بما تبقى من ساعات يومه.

رحلتنا من منطقة إيدامان للجامعة كانت تستغرق نصف ساعة في أحسن الأحوال، كنا نستفيد من هذه المدة بمناقشة الكثير الكثير من المواضيع المفيدة. كان والدك متقنا لحفظ القرآن الكريم بأكثر من رواية، عندما كنا نقرر أن نراجع حفظ القرآن لبعضنا أثناء الطريق كان والدك دائما يستطيع اكتشاف أخطائي التجويدية والحفظية بسهولة لتمكنه، ولم يكن بإمكاني إلا الإعجاب بقراءته.

مشرفه في الدكتوراه كان البروفسور سعد من الجزائر، والذي كان يحترمه ويقدره. ولذلك من بداية وصوله للعمل في مركز أبحاث القوى الإلكترونية أعطاه البروفسور الكثير من الصلاحيات والمسؤوليات في المركز لما يتمتع به فادي من مكانة في نفسه. حيث كان الكثير من طلاب الدراسات العليا الذين يتجاوز عددهم الثلاثين يعودون له لاستشارته في الكثير من القضايا العلمية والاجتماعية والحياتية، وكان لا يبخل عليهم بالنصيحة والتوجيه رغم انشغالاته ومسؤولياته الكثيرة.

كان والدك يتواجد كثيرا في معمل أنظمة القوى أيضا. حيث إن المنظومة العملية لشبكة النقل التي كان يعمل عليها لتطوير كفاءة الشبكة كانت في معمل أنظمة القوى. في هذا المعمل كان الدكتور هزلي من ماليزيا مشرف والدك الثاني هو المدير. وكان أيضا يكنُّ لوالدك كل احترام وود. كنا غالبا عند دخولنا لهذا المعمل يقترح علي الذهاب لتفقد الدكتور هزلي والسلام عليه (وليس كما يفعل الكثير من الطلاب بالهروب من المشرفين.

أذكر أننا في أحد أيام الإجازة أيضا ذهبنا لهذا المعمل لإكمال أبحاثنا منذ وقت مبكر صباحا، يومها كان المعمل خاليا من الباحثين تقريبا ويعم المكان بالهدوء، يومها استمرينا في العمل حتى الساعة الثانية ليلا ووثقنا لحظة خروجنا بأخذ صورة سلفي مع ساعة الحائط وهي تشير للثانية ليلا. أعدك يا بنيتي بإيجاد الصورة وإرسالها لك كشاهد على نشاط وهمة والدك.

رغم أننا بدأنا مشوار الأبحاث في فترة متقاربة أنا ووالدك ورغم انشغالات والدك في الكثير من الأنشطة الدعوية والاجتماعية الأخرى، إلا أنه كان له السبق في عدد الأبحاث المنشورة، لما حباه الله من بركة في الوقت، وهمة على البحث، وحب الباحثين للتعاون البحثي له.

وبما أن مقالي يا بنيتي تطرق لكثير من المهندسين والباحثين، فأحب أن أطمئنك يا بنيتي أنك في حال قررت مستقبلا أنت أو أسيل أو محمد دراسة الهندسة، ستجدين دكاترة وبروفيسورات في مختلف أصقاع الأرض يعرفون والدك عن قرب ومستعدين لرد جميله بالتسهيل عليك الالتحاق في الجامعة التي تحبين.

رحم الله الشهيد رحمة واسعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات