كورونا تضاعف معدلات الفقر والبطالة في غزة

منذ أن أقعدته الإصابة برصاصة صهيونية في قدمه عن العمل في عام 2006، لا يزال الشاب محمود الملح (35 عاماً)، يسعى للبحث عن لقمة عيش أطفاله بين مهنة هنا وأجرة هناك، ولم تكن الشهور والسنوات التي تلت الإصابة بأحسن حال من سابقتها.
يقول الملح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه تضرر جداً بسبب الحصار والحروب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، حتى حلّت جائحة كورونا لتمحو أي أمل في وجود تحسن للظروف المعيشية والاقتصادية التي تعيشها أسرته.
ويضيف: “كنت قبل كورونا عاملاً في أحد المقاهي بأجرة يومية 10 شيكل، وهي قليل نعم، ولكن الواقع المعيشي الصعب لم يتح لي فرصة أفضل منها، حتى حلّت جائحة كورونا، فلم أجد 10 شيكل ولا حتى شيكلا لشراء الخبز لإطعام أطفالي الأربعة”.
ويعد الشاب الملح واحداً من آلاف أرباب الأسر الذين باتوا بلا عمل منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتضاعفت أعدادهم لآلاف أخرى بعد أن تسببت جائحة كورونا بإغلاق الكثير من المصالح في القطاع.
وأصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بياناً في سبتمبر/ أيلول 2019، أكّد فيه أنّ نسبة البطالة بلغت في قطاع غزة 45%، إلا أنّ اللجنة الشعبية (غير حكومية) أكّدت أنّ النسبة تفوق الـ60%.
الفقراء يزدادون فقراً
يصادف اليوم 17 تشرين أول/ أكتوبر من كل عام، اليوم العالمي للقضاء على الفقر، إلا أنّ قطاع غزة يحتفي بطريقته بتزايد بقعة الفقر والفقراء في القطاع بشكل لافتٍ وغير مسبوق.
ووفقاً لتقارير وإحصائيات محدثّة، فإنّ أكثر من 80 بالمائة من سكّان قطاع غزة، يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدّمها المؤسسات الدولية.
وفي تقريرٍ له مؤخراً، حذّر مركز الميزان لحقوق الإنسان من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، مبيناً أنّ جائحة كورونا ألقت بتأثيرٍ كبير على الأمن الغذائي في القطاع، وتسببت بتعطل آلاف العمال عن العمل.
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل بسرعة، من أجل إنهاء حصار غزة وتقديم الدعم والمساندة للفلسطينيين.
وبحسب تقارير حكومية، فإنّ أكثر من 80 ألف أسرة في قطاع غزة تتلقى مساعدة مالية حكومية تصرفها الحكومة كل ثلاثة أشهر، وتسمى “الشؤون الاجتماعية”.
تفاقم الفقر
ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ جائحة كورونا فاقمت من مشاكل الفقر والبطالة في قطاع غزة، وعقّدت الأزمة الاقتصادية في القطاع.
وأشار إلى أنّ الجائحة هدّدت اقتصاد الكثير من الدول الكبرى في العالم، متسائلاً: “كيف سيكون الحال في قطاع غزة الذي يرزح تحت حصار مشدد وانهيار اقتصادي منذ ما يزيد عن 13 عاماً”.
وأوضح أنّ الكثير من أصحاب الأعمال تضرروا بشدة بمن فيهم العمال الذين يعملون باليومية، وهم الفئة الأكثر تضرراً بسبب الجائحة، والتي شملت قطاعات كثيرة مثل السائقين وعمال المطاعم والفنادق والمقاهي وغيرهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام يوقع قوة صهيونية من 10 جنود بين قتيل وجريح في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري، لحركة حماس، تنفيذ كمين لقوة صهيونية راجلة من 10 جنود وإيقاعها بين قتيل وجريح في...

38 شهيدًا و145 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وصول 38 شهيدا، منهم 4 شهداء انتشال، و145 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال 24 ساعة...

مخطط إسرائيلي لإقامة أحياء استيطانية في قلقيلية وبيت لحم
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عن مخطط تعمل عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل بناء مجموعة من الأحياء...

تقرير إسرائيلي: 3 آلاف قنبلة لم تنفجر في غزة إعادة تدويرها يثير المخاوف
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد تقرير إسرائيلي بأن نحو 3 آلاف من القنابل التي أسقطها جيش الاحتلال على قطاع غزة خلال حرب الإبادة المتواصلة، لم...

استشهاد المعتقل إسماعيل الأسطل في سجون الاحتلال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر حقوقية استشهاد المواطن محمد إسماعيل الأسطل نتيجة التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر...

محمد طوباسي .. مدني فلسطيني اغتاله الاحتلال لأنه رفض التخابر معه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن وثق شهادات مقلقة تفيد بقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي شابًّا مدنيًّا في قطاع...

الاتحاد الأوروبي تطالب الاحتلال بعدم تسييس المساعدات الإنسانية بغزة
بروكسيل - المركز الفلسطيني للإعلام قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر على هذا النحو. وفي...