عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

بوابة الخلاص للهيكل المزعوم.. ما تداعيات إدخال قربان الفصح للأقصى؟

بوابة الخلاص للهيكل المزعوم.. ما تداعيات إدخال قربان الفصح للأقصى؟

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال “قربان حي” إلى باحاته عبر باب الغوانمة، وهي الخطوة التي تسعى لها جماعات المعبد والمتطرفون الصهاينة منذ ١٢ عامًا عملوا خلالها بلا كلل ولا مللٍ لتدنيس المسجد الأقصى وتغيير هويته وتهويده.

وذكرت مصادر محلية، أن مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب الغوانمة وبحوزتهم “خروفٌ صغيرٌ”، فلاحقهم حراس الأقصى وأحبطوا محاولة تقديمه في الأقصى في عيد الفصح الثاني، فما تداعيات هذه الخطوة وما هي دلالاتها وإلى متى يصمت المسلمون على تدنيس المسجد الأقصى واستهدافه بشكلٍ علنيٍ.

وصف الباحث المختص بشؤون القدس زياد ابحيص محاولة المستوطنين المتطرفين اليوم إدخال “قربان” للمسجد الأقصى بالسابقة الخطيرة التي سيكون لها تداعياتها على الرغم من أنّها كانت لدقائق قصيرة.

وقال ابحيص في تصريحاتٍ له وصلت المركز الفلسطيني للإعلام: تمكن مستوطن اليوم من إدخال ماعز صغيرة إلى المسجد الأقصى لعدة دقائق قبل إخراجه، وهي خطوة تحصل للمرة الأولى منذ احتلال الأقصى.

ولفت إلى أنّ المحاولة من باب الغوانمة في الزاوية الشمالية الغربية للأقصى بعد الساعة 12:00 ظهر اليوم الإثنين 12-5-2025 بعد انتهاء وقت الاقتحام المفروض صباحاً؛ ونفذها مجموعة من المستوطنين معولين على قلة تواجد المرابطين فيه، وقد تلكأت شرطة الاحتلال في محاولة منعهم التي تصدى لها أحد المرابطين.

ونوه ابحيص إلى أنّ هذه المحاولة تأتي في مناسبة دينية هامشية تسمى “الفصح الثاني”، تعتمدها منظمات الهيكل منذ 2021 كمناسبة ثانية لتعزيز مسعى فرض القربان في الأقصى باعتباره ذروة العبادة القربانية في الهيكل المزعوم.

وأشار إلى أنّ تيار الصهيونية الدينية ينظر لـ “قربان الفصح” باعتباره بوابة الخلاص، وباعتبار دمه مرشحاً لأن يكون سبباً مباشراً لإرسال المخلص من الرب وحينها تحصل المعجزة الإلهية التي تحسم الصراع بقوة الرب.

وقال ابحيص: بعد مسيرة طولها 12 عاماً من الدوران بالقربان حول الأقصى من مستوطنة شيلوه إلى جبل الزيتون ثم المسجد العمري الكبير في البلدة القديمة فالقصور الأموية جنوب الأقصى ثم فوق سوق اللحامين مقابل قبة الصخرة مباشر، وبعد سنوات من عرض جوائز مالية لمن يتمكن من إدخال القربان للأقصى، وبعد أربع سنوات من إحياء “الفصح الثاني” الذي كان حتى 2021 مناسبة مندثرة لكن جرى إحياؤها لتعطى محاولات فرض القربان فرصتين سنوياً بدل فرصة واحدة.

وتابع: ها هو القربان في ساحة المسجد الأقصى ويتبقى إطالة المدة قليلاً لذبحه، ولولا أن قيض الله قلة من أهل المدينة وحراس الأقصى وسدنته لكان هذا قد تم اليوم.

وحذر ابحيص من أنّ الصهيونية الدينية ومنظمات الهيكل تمضي خطوة خطوة وبالتدريج على طريق طمس هوية الأقصى الإسلامية لتحويله لهيكل يهودي، فحتى متى يترك الأقصى لهذه الخطط والمشاريع؟

بدوره قال أستاذ دراسات “بيت المقدس” عبد الله معروف في تصريحات صحفية: إن “ما حصل اليوم يعتبر أول نجاح نسبي لجماعات (الهيكل) بالوصول بالقربان إلى حدود الأقصى، وما يسمى بعيد الفصح الثاني عيد هامشي مختلف عليه بين مختلف المرجعيات اليهودية في العالم، فهناك مرجعيات تعتبر أن هذا العيد كان يحتفل بها في فترة معينة من التاريخ اليهودي وتوقف لانتفاء الحاجة إليه، ولكن جماعات (الهيكل) عادت للاحتفال به منذ العام 2021 وإعادته للتقويم العبري بدعم من حكومة الاحتلال لإيجاد أي فرصة خلال العام لاقتحام الأقصى، وهذا يفسر ما جرى اليوم في الأقصى”.

وأضاف معروف: “المتطرفون الذين اقتحموا المسجد كان من الواضح أنهم نسقوا الموضوع بتخطيط محكم حيث كانت المجموعة تتكون من 5 أشخاص، أحدهم تولـى مهمة تصوير الحادثة، وهناك آخرون أشغلوا حرس الأقصى وأفراد شرطة الاحتلال المتواجدين هناك، لإفساح المجال للمستوطن الرئيسي الذي كان يحمل (القربان) المكون من ماعز صغير، كانت الجماعات المتطرفة تخطط لذبحه في الأقصى، وما منع حصول ذلك، تصدي المقدسيين المتواجدين داخل الأقصى”.

وتابع معروف القول: “اختيار باب الغوانمة يدل على التخطيط المحكم لما جرى اليوم، إذ أنّ منطقة باب الغوانمة تعتبر منزوية، ولذلك من السهولة دخولها واقتحامها دون لفت النظر بسهولة، وبالسرعة الكافية، ولذلك نحن اليوم أما مخطط محكم لجماعات الهيكل أفشله يقظة المقدسيين”.

قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير العام وحشد واسع لحماية المسجد من أطماع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، ودعو للنفير العام لصد الاعتداءات على المسجد.

وشددت حركة “حماس”، في بيان لها اليوم الاثنين، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، إن إدخال القربان عبر باب الغوانمة إلى الأقصى يعد انتهاكًا صارخًا لمقدساتنا.

بدوره استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه عمل إستفزازي تجاوز الخطوط الحمراء.

وثمّن “صبري”، في تصريحات إعلامية له اليوم الاثنين، اطلع عليها المركز الفلسطيني للإعلام، تصدي حراس المسجد والمرابطين لهذه المحاولة “الدنيئة”، التي لا يقصد منها سوى استفزاز مشاعر المسلمين.

وأكد خطيب المسجد الأقصى، على أن المسجد للمسلمين فقط، وأي إجراء يقوم به اليهود في الأقصى لفرض أمر واقع هو مرفوض وسيتم التصدي له بكل قوة.

وفي السياق ذاته، نددت محافظة القدس في بيان، محاولة ذبح قربان داخل المسجد الأقصى، الذي تعتبره تطورًا خطيرًا لا يمكن السكوت عنه.

وحذرت المحافظة من إقدام مجموعة من المستوطنين المتطرفين صباح اليوم على محاولة تهريب خروف صغير إلى المسجد الأقصى المبارك، بغرض ذبحه داخل باحاته، في محاولة إجرامية لانتهاك قدسية المكان الأقدس لدى المسلمين بعد مكة والمدينة المنورة.

وذكرت أن ثلاثة مستوطنين، تمكنوا من إدخال خروف مخبأ داخل كيس قماشي عبر باب الغوانمة، في محاولة لذبح القربان حسب الطقوس التلمودية.

وأكدت، أن هذا التطور يشكل تجاوزًا خطيرًا لكل الخطوط الحمراء، وأضافت: “لو تم تنفيذ عملية الذبح داخل الأقصى، فلن يستطيع أحد التكهن بالتداعيات المنبثقة عن هذا العمل الإجرامي”.

وحمّلت المحافظة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الخطيرة، ودعت إلى الوقف الفوري لاعتداءات المستوطنين، محذرة من أن استمرار التواطؤ مع هذه الجماعات المتطرفة ومحاولات فرض الأمر الواقع في المسجد الأقصى، قد يؤديان إلى تداعيات لا تُحمد عقباها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...