الإثنين 05/مايو/2025

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية المختلفة، وفق تقرير المؤشر الرقمي السنوي، مبينا كيف تحول الإنترنت إلى أداة لترهيب الفلسطينيين وإسكات صوتهم.

وأوضح التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي بعنوان “الإبادة بالرقمنة.. التجسس من الرقاقة حتى قطع الإنترنت”، كيف تحوّل الإنترنت من “فضاء مفتوح للتعبير والتفاعل الحر إلى ساحة للاستهداف والملاحقة والقمع المنهجي”.

ولفت إلى أن الفلسطينيين باتوا ضحايا مستهدفين في الفضاء الرقمي، وعرضة لحملات تحريض ممنهجة وملاحقات مكثفة، مع السماح بانتشار خطاب الكراهية ونزع الإنسانية عنهم”، منبهاً إلى أن الإقصاء الرقمي لم يعد أثره محصوراً في العالم الافتراضي، بل بات يترجم إقصاءً في الواقع الحقيقي.

وبين التقرير أن أكثر من نصف هذه الانتهاكات سُجّلت على “إنستغرام” و”فيسبوك”، المملوكين لشركة ميتا الأميركية، بنسبة بلغة 31% و24% على التوالي. كذلك، كانت “تيك توك”، المملوكة لشركة بايتدانس الصينية، مسؤولة عن 27% من هذه الانتهاكات، تبعها “إكس” بنسبة 12%، و”يوتيوب” بنسبة 5%، إضافةً إلى منصة ساونكلاود الموسيقية بنسبة لم تتجاوز 1%.

ولفت إلى أن منصات ميتا تعتمد أسلوب “الحظر الخفي” (Shadowban) مع المحتوى الفلسطيني عموماً، ومع الصفحات الإخبارية الفلسطينية خصوصاً، مشيراً إلى أن “صدى سوشال” تلقى شكاوى عديدة تتعلق بخفض الظهور وتقليص الوصول إلى الجمهور بشكل حاد، مبيناً أن هذا الأسلوب يتيح للشركة الأميركية تجنب الانتقادات العلنية.

في الوقت نفسه، تشارك “ميتا” مع غيرها من شركات التواصل الاجتماعي في “حرب رقمية لإخفاء الأدلة” على الجرائم الإسرائيلية في غزة، إلى حدٍ صارت معه الرقابة الرقمية “أداة مكملة للعدوان العسكري”، بحسب “صدى سوشال”.

ووثّق المركز عدة محاولات لحجب جرائم الإبادة الجماعية في القطاع، كان أحدها حذف صور ومقاطع توثق “محرقة الخيام” التي ارتكبها الاحتلال في 26 مايو/ أيار 2024 ضدّ النازحين في رفح. خلال يوم واحد، تلقى المركز أكثر من 130 شكوى من مستخدمين وثقوا حذف منشوراتهم التي تضمنت مشاهد الجريمة. وهو أمر تكرر لاحقاً بعد ارتكاب مجزرة النصيرات في 8 يونيو/ حزيران 2024، مع رصد 86 شكوى تتعلق بحذف محتوى يوثق المجزرة.

التحريض الرقمي

ورصد التقرير أكثر من 87 ألف منشور تحريضي إسرائيلي ضدّ الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية خلال العام 2024. ولم يقتصر التحريض على العامة، بل صدر عن مسؤولين حكوميين في دولة الاحتلال مثل بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وبرزت “تليغرام” و”إكس” بوصفها أكثر المنصات احتضاناً للمحتوى التحريضي ضد الفلسطينيين، بنسب بلغت 41% و35% على التوالي. فيما توزعت بقية المنشورات التحريضية على الشكل التالي: 18% على منصات شركة ميتا، 18 على المواقع الإلكترونية المختلفة، و5% على “يوتيوب”.

كانت المحاور الرئيسية للمحتوى التحريضي ضد الفلسطينيين تتركز على منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والدعوة لإعدام الأسرى الفلسطينيين، وكذلك التحريض على الإبادة الجماعية في الضفة الغربية. فيما تعرض مناصرو فلسطين حول العالم لحملات رقمية منظمة، تقوم على استخدام خطاب الكراهية والتحريض الجماعي ضد الناشطين والمؤثرين، عبر حسابات وهمية وحقيقية للتشهير بهم وتهديدهم.

ولفت “صدى سوشال” إلى أن التحريض الممنهج “ليس عشوائياً بل انعكاس للسياسات الرسمية لحكومة الاحتلال”، التي تسعى من خلال ذلك لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على الأرض، مشيراً إلى أن الإسرائيليين “يستغلون الفضاء الرقمي لتبرير جرائمهم والترويج لمخططاتهم الاستيطانية”.

الصحافيون هدف أساسي

كان للصحافيين الفلسطينيين حصة كبيرة من الانتهاكات الرقمية الإسرائيلية بلغت 29%، معظمها على هيئة حذف المنشورات وتقليل الوصول، وحذف الحساب بشكل كامل في بعض الأحيان.

تلقى المركز أكثر من 1200 شكوى من صحافيين وصحافيات عن محاولات اختراق حساباتهم على منصات التواصل والمراسلة، خصوصاً “واتساب”. وواجه 7 من كل 10 صحافيين أكثر من نوع من الانتهاكات الرقمية مثل خطاب التحريض والكراهية وانتهاك المحتوى وانتهاك الأمن الرقمي. كما سجلت 34 حالة انتحال شخصية لصحافيين من قبل جهات مجهولة.

التعتيم الرقمي كأداة عسكرية

ذكّر التقرير باستهداف الاحتلال المتعمد للبنية التحتية الرقمية مع بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، عبر قطع الإنترنت وشن هجمات إلكترونية متكررة لشلّ شبكات الاتصال.

رصد المركز 16 حالة انقطاع كامل للإنترنت في قطاع غزة خلال العام 2024، إضافةً إلى حالة واحدة سجّلت في مخيم جنين، ولفت إلى أن الاحتلال حول قطع الإنترنت إلى “أداة ممنهجة لعزل الفلسطينيين وحرمانهم من الوصول إلى معلومات حيوية”.

كذلك، عطل الاحتلال خدمات جي بي إس في عدة مناطق، وقيّد المكالمات إلى قطاع غزة، كما عطل خدمات الـBulk SMS، مما عقد من وصول الفلسطينيين إلى حساباتهم على منصات التواصل. أدت هذه الممارسات مع قطع الإنترنت إلى تعطيل عمليات التواصل بين المدنيين وأعاق حركة فرق الإسعاف والإغاثة، وآخّر عمليات الإنقاذ. كما أثر على قدرة الصحافيين على نقل المعلومات.

ودعا “صدى سوشال” في ختام تقريره إلى بناء منصات مستقلة بخوارزميات غير منحازة ضد المحتوى الفلسطيني، والاستثمار في المهراتا الرقمية محلياً وتوثيق الرواية الفلسطينية رقمياً عبر أدوات الذكاء الاصطناعي. وأكد على أن الفضاء الرقمي لم يعد هامشاً… بل تحول إلى ساحة صراع متقدمة تتقاطع فيها الخوارزميات مع السياسة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....