الأحد 04/مايو/2025

الطفلة رهف عياد .. جسد يتآكل بفعل الحصار والتجويع

الطفلة رهف عياد .. جسد يتآكل بفعل الحصار والتجويع

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

“أنا اسمي رهف… عمري 12 سنة. كنت أحب ألبس فساتين حلوة وأروح ألعب مع صحباتي، كنا نضحك ونرسم ونحلم. بس الحرب خدت مني كل إشي… حتى الأكل. أنا دايمًا جوعانة، بطني بيوجعني، وبتعب من أقل حركة، نفسي أرجع زي زمان… آكل، أضحك، أركض، أروح على المدرسة. نفسي أعيش زي باقي الأطفال”.

بهذه الكلمات البسيطة، تختصر الطفلة رهف عياد من غزة وجع الطفولة الفلسطينية تحت الحصار. صورتان لرهف تنتشران على وسائل التواصل الاجتماعي: الأولى تظهر فيها فتاة ممتلئة بالحيوية ترتدي فستانًا مزهرًا وتبتسم بعفوية، والثانية تُظهر جسدًا هزيلًا وعينين غارقتين بالحزن وسوء التغذية، الفرق بين الصورتين ليس الزمن، بل الحرب.

رهف اليوم تعاني من سوء تغذية حاد نتيجة الحصار الخانق ونقص الغذاء والدواء، وهو حال يعيشه أكثر من مليون طفل في قطاع غزة بحسب تقارير منظمات الإغاثة.

 هؤلاء الأطفال حُرموا من أساسيات الحياة، ومن حقهم في الغذاء الآمن والرعاية الصحية والتعليم.

تقول والدة رهف، وهي تحبس دموعها: “كانت بنتي دايمًا تضحك، تحب ترقص قدام المراية وتغني، هلأ بس نايمة، ما إلها طاقة تحكي، بطلب من الله ترجع زي زمان”.

الحرب والحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا دمّرا البنية التحتية في غزة، وأدّيا إلى انهيار النظام الصحي وارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 80%، المستشفيات تكاد تخلو من الأدوية، ومخازن الغذاء باتت شبه فارغة، بينما يعاني آلاف الأطفال من سوء تغذية متوسط إلى حاد، دون أي تدخل فعّال.

رهف ليست مجرد حالة، بل تمثل نموذجًا لطفولة تُغتال كل يوم في صمت، أطباء في غزة حذروا من أن وضعها الصحي قد يتدهور بسرعة إذا لم تحصل على علاج طارئ، لكنهم في الوقت نفسه يقرّون بعدم وجود الإمكانات الكافية بسبب الحصار وشحّ المساعدات.

في ظل هذا الواقع المأساوي، يطرح السؤال نفسه: إلى متى يبقى الأطفال ضحايا لصراع لا ذنب لهم فيه؟

رهف، مثل آلاف الأطفال، لا تطلب شيئًا مستحيلًا. فقط تريد أن تأكل، تلعب، وتعود إلى مدرستها. رسالتها للعالم لا تحتاج إلى ترجمة: “ساعدوني أعيش… مش وقتي أموت”.

قصة رهف عياد يجب أن تكون ناقوس خطر يوقظ الضمائر. يجب أن تُرفع الأصوات، وتتحرك الإرادات، لإنهاء الحصار وإنقاذ ما تبقى من الطفولة في غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات