الإثنين 05/مايو/2025

الاحتلال يفتح صفحة من دفتر بطولات القسّام.. عندما عاد 21 عسكريًّا في توابيت

الاحتلال يفتح صفحة من دفتر بطولات القسّام.. عندما عاد 21 عسكريًّا في توابيت

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بين مشهد الاحتفال في داخل إحدى فرق النخبة الإسرائيلية قبيل البدء بتنفيذ العملية، ومشهد ابتلاع الأرض للجنود، كانت هناك تفاصيل مذهلة تحكي عن بطولات وإعدادات وإبداعات لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في مخيم المغازي وسط قطاع غزة منذ 16 شهرًا.

ففي داخل الوحدة 8028 الإسرائيلية، في شهر نوفمبر/ تشرين ثان، كانت البهجة تعمّ المكان، والشعور بزهوة القوة يغلب على نفوس الضباط والجنود، والاجتياح الذي سيقومون بتنفيذه بكل سهولة (حسب ما كانوا يعتقدون) ليعودوا إلى ذويهم محملين بأوسمة الشجاعة، كل هذا لا يمكن أن يمرّ دون صورة تذكارية يتفاخرون بها بعد العودة من القتال في قطاع غزة.

إلا أنه بعد 3 شهور كانوا على موعدٍ مع قدرٍ آخر؛ حيث لن يتمكنوا بنشر تلك الصورة التذكارية، ولن تستقبلهم التهاني والتبريكات على البطولات الخارقة التي أنجزوها في حق الفلسطينيين في غزة، بل إنه لن يتمكن أحد من مطالعة تلك الصورة المُبهجة إلا 4 منهم .. أما الباقون، فقد ابتلعتهم أرض غزة وتعفنت فيها أجسادهم.. فماذا حدث؟.

تطابق الروايتين

بثّت القناة الـ 12 الإسرائيلية يوم الخميس الماضي تفاصيل واحدة من أكبر العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية في غزة منذ بدء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في القطاع، والتي قُتل فيها 21 ضابطًا وجنديًّا إسرائيليًّا في وقت واحد.

ووقعت هذه العملية في 22 يناير/كانون الثاني 2024 ونفذتها كتائب القسام بمخيم المغازي؛ حيث كانت قد عرضت في الـ 23 من يناير/كانون الثاني 2024 -أي بعد يوم من العملية- مشاهد من تنفيذ عملية مركبة استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وأظهرت مشاهد القسام آنذاك سلسلة من اللقطات بدأت باستهداف مبنى تتحصن به قوة هندسية إسرائيلية، ثم ضرب دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 المضادة للدروع، وانتهاء بلحظة تفجير حقل الألغام بالقوة الإسرائيلية. وأفادت كتائب القسام حينها بأن استهداف عناصرها مبنيين أدى إلى تفجيرهما بمن فيهما من ضباط وجنود.

وبعد 16 شهرًا من وقوع هذه العملية رُفع الستار عنها من قبل الإعلام الإسرائيلي؛ حيث استعرضت القناة الـ12 التفاصيل الكاملة للعملية في مقطع فيديو مدته نحو 18 دقيقة، وتضمّن شهادات 4 جنود هم الناجون من العملية.

عمليات تفخيخ

وخلال لقائها بالجنود الأربعة، أوضحت القناة الـ12 أن مسلحين فلسطينيين استهدفوا مبنيين في مخيم المغازي كان قد تحصن بهما جنود إسرائيليون أثناء مهمة تفخيخ عدد من المباني لنسفها دفعة واحدة.

وبدأت القناة تقريرها بجملة “لقطات لن تنسى وصورة لن تمحى من الذاكرة”، وهي صورة الوحدة 8208، والتي قتل منها وحدها 14 جنديا من أصل 21 قتلوا في العملية ككل.

ووفق القناة، فإن جميع الجنود والضباط في هذه الوحدة العسكرية تجندوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي في اليوم الأول لعملية (طوفان الأقصى) التي أعلنت عنها حركة (حماس)، وخرجوا جميعا من معسكر كيسوفيم القريب من الحدود مع قطاع غزة، لتنفيذ عمليات مختلفة داخل القطاع بعد 3 أشهر تقريبا من بدء الحرب.

وقالت إن الضباط والجنود خرجوا في 22 يناير/كانون الثاني (2024) في الخامسة فجرًا واجتازوا الحدود مع قطاع غزة برفقة كل جنود الوحدة باتجاه الهدف الذي كان يبعد نحو 800 متر عن الحدود.

وتمثل الهدف في تدمير حي المغازي الواقع في وسط القطاع والمقابل لمعسكر كيسوفيم، وهو الحي الذي خرج منه مسلحون في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وهاجموا 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة.

واستطردت القناة في سرد تفاصيل العملية قائلة “تنقلت الوحدة الإسرائيلية بصورة آمنة وسيطرت على المكان تدريجيا دون أي قتال يذكر، ودخلت 33 مبنى بقصد تفجيرها، ثم بدأ عناصر وحدة التفجير والهندسة بالجيش الإسرائيلي في العمل والتنقل بين المباني التي فخخوها قبل الخروج منها”.

المبنيان “أكثر أمانًا”!

وقال أحد الناجين للقناة “وضعنا متفجرات في كل مبنى على حدة، وكان من المفترض أن تنفجر كافة مباني الحي في لحظة واحدة بنهاية العملية”.

وأشار إلى أن المهمة التي أوكلت للوحدة العسكرية كانت المباني الخمسة الأخيرة، وبعد التعامل مع المباني الثلاثة الأولى سيطرت الوحدة على المبنيين الآخرين.

وأضاف أن الخطة كانت تقضي بأن يبقى العسكريون في المبنيين الآخرين حتى الانتهاء من عمليات التفخيخ ثم يتم الانسحاب بعدها، لكن تم تفجير المبنيين بمن فيهم من ضباط وجنود، لافتا إلى أن احتمالية تفجيرهما كادت تكون معدومة.

ولدى سؤاله عن سبب عدم الخروج من المبنيين بعد تفخيخهما، قال الجندي الناجي إنهما كانا الأكثر أمانًا لهم خلال تنفيذ العملية، وإن الخروج إلى الشارع الذي يعتبر مكشوفًا كان أمرًا خطيرًا للغاية.

مقاتل فلسطيني

وعن طريقة الاستهداف، ذكر الناجون للقناة الـ12 أن مقاتلا فلسطينيا خرج على ما يبدو من نفق قريب وأطلق أول قذيفة “آر بي جي” باتجاه أحد المبنيين، وهو ما أدى إلى تشغيل كل المتفجرات، وبعد ذلك بدّل المقاتل مكانه وأطلق قذيفة “آر بي جي” ثانية باتجاه دبابة ميركافا بجانب المبنى.

وبعد العملية بدأ الجيش في عملية إخلاء للمبنى استمرت طوال ساعات الليل، لانتشال القتلى الذين بلغت حصيلتهم 21 قتيلا، منهم 14 من وحدة عسكرية واحدة وهي رقم 8208، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.

وقد أقر الجيش الإسرائيلي آنذاك بحصيلة القتلى، وقال إن 24 ضابطًا وجنديًّا قتلوا خلال 24 ساعة بمعارك قطاع غزة، منهم 21 عسكريًّا من قوات الاحتياط قتلوا بتفجير عمارتين في مخيم المغازي، وهو ما وصف بأعنف يوم قتالي منذ بدء الحرب على غزة.

يذكر أنه خلافًا للأرقام المعلنة يُتهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للمقاومة الفلسطينية تتعلق بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات