نحيا بين الموت والركام.. أهالي غزة يصنعون الحياة تحت القصف والتجويع

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“أهم شي أوكل ولادي، حتى لو خبز وزيت”، تقول أم لؤي جندية وهي تفرش قطعة من الخبز اليابس فوق بطانية قديمة في أحد الملاجئ الجماعية في غزة.
في مدينة هاشم، لم يعد تأمين وجبة طعام مهمة يومية فحسب، بل هو معركة حقيقية. فقد انقطعت خطوط الإمداد، شحّت المساعدات، وغابت أصوات العالم إلا من بيانات التضامن.
يقول محمود ابو الشيخ، وهو شاب نازح من بيت حانون للمركز الفلسطيني للاعلام: “أقف يوميًا من الفجر أمام المخبز، وأحيانًا أرجع بلا شيء. الخبز أصبح مثل الذهب.”
الطفولة المحاصر
في إحدى زوايا مدرسة تؤوي مئات النازحين، تجلس الطفلة ملك احمد النبيه (10 أعوام) ترسم بقطعة فحم على جدار متهالك. رسوماتها ليست لورود أو طائرات ورقية، بل لطائرة حربية وأم تبكي بجوار جثمان.
“كل يوم بنسمع صوت طيارة، بنخاف، بس ما في وين نهرب”، تقول ملك.
توقفت المدارس منذ شهور، لكن الأطفال لم يتوقفوا عن التعلم: تعلموا كيف يختبئون تحت الطاولات، كيف يركضون نحو الملجأ، وكيف يخفون دموعهم حتى لا تقلق أمهاتهم.
الكرامة المعلقة على حبال الغسيل
في أحد شوارع النصيرات، أعاد أبو رائد مشتهى فتح ماكينة خياطة على أنقاض دكانه المدمر.
نخيط للناس ببلاش.. ما في حد معه يدفع، بس لازم نلبس ونتدفى”.
الحياة مستمرة، لكن لا شيء فيها طبيعي.
النساء ينشرن الملابس على أسلاك الكهرباء المقطوعة، الأطفال يلعبون فوق الركام، والرجال يحرسون بيوتهم من السرقة، لا من الطائرات.
الحصار الداخلي.. حين يصير الإنسان وحيدًا أمام العالم
المأساة في غزة ليست فقط في الدمار، بل في الصمت.
يقول الدكتور وائل عماد ، وهو طبيب في أحد المستشفيات الميدانية: “نحن لا ننقصنا الخبرة، لكن تنقصنا الأدوات.. نخيط الجراح بلا تخدير، ونفقد الأرواح لأن شحنة طبية لم تدخل.”
الغزيون يشعرون أنهم محاصرون ليس فقط بالجدران والدبابات، بل بالخذلان الدولي.
لم نعد ننتظر قرارات.. فقط ننتظر متى تنتهي هذه الكارثة.”
أمل لا يُقصف
رغم كل شيء، لم تنكسر الروح.
تنظم بعض العائلات حلقات دعاء، وأخرى تروي القصص لأطفالها. البعض بدأ بزراعة الخضار فوق الأسطح، وآخرون يقيمون مباريات كرة قدم بين الأطفال في باحات المدارس.
“ما بدنا العالم يشفق علينا، بدنا يسمعنا”، تقول نادية، شابة تكتب مذكراتها يوميًا لتوثق الألم والأمل.
غزة لا تموت، بل تصرخ.
غزة ليست ضحية قدر، بل ضحية احتلال وحصار وعالم قرر أن يتفرج.
لكن ما لم يفهمه كل هذا العالم، أن شعبًا يحب الحياة رغم كل شيء.. لا يُهزم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...