الإثنين 05/مايو/2025

نحيا بين الموت والركام.. أهالي غزة يصنعون الحياة تحت القصف والتجويع

نحيا بين الموت والركام.. أهالي غزة يصنعون الحياة تحت القصف والتجويع

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

“أهم شي أوكل ولادي، حتى لو خبز وزيت”، تقول أم لؤي جندية وهي تفرش قطعة من الخبز اليابس فوق بطانية قديمة في أحد الملاجئ الجماعية في غزة.

في مدينة هاشم، لم يعد تأمين وجبة طعام مهمة يومية فحسب، بل هو معركة حقيقية. فقد انقطعت خطوط الإمداد، شحّت المساعدات، وغابت أصوات العالم إلا من بيانات التضامن.

يقول محمود ابو الشيخ، وهو شاب نازح من بيت حانون للمركز الفلسطيني للاعلام: “أقف يوميًا من الفجر أمام المخبز، وأحيانًا أرجع بلا شيء. الخبز أصبح مثل الذهب.”

في إحدى زوايا مدرسة تؤوي مئات النازحين، تجلس الطفلة ملك احمد النبيه (10 أعوام) ترسم بقطعة فحم على جدار متهالك. رسوماتها ليست لورود أو طائرات ورقية، بل لطائرة حربية وأم تبكي بجوار جثمان.

“كل يوم بنسمع صوت طيارة، بنخاف، بس ما في وين نهرب”، تقول ملك.

توقفت المدارس منذ شهور، لكن الأطفال لم يتوقفوا عن التعلم: تعلموا كيف يختبئون تحت الطاولات، كيف يركضون نحو الملجأ، وكيف يخفون دموعهم حتى لا تقلق أمهاتهم.

في أحد شوارع النصيرات، أعاد أبو رائد مشتهى فتح ماكينة خياطة على أنقاض دكانه المدمر.
نخيط للناس ببلاش.. ما في حد معه يدفع، بس لازم نلبس ونتدفى”.

الحياة مستمرة، لكن لا شيء فيها طبيعي.

النساء ينشرن الملابس على أسلاك الكهرباء المقطوعة، الأطفال يلعبون فوق الركام، والرجال يحرسون بيوتهم من السرقة، لا من الطائرات.

الحصار الداخلي.. حين يصير الإنسان وحيدًا أمام العالم

المأساة في غزة ليست فقط في الدمار، بل في الصمت.

يقول الدكتور وائل عماد ، وهو طبيب في أحد المستشفيات الميدانية: “نحن لا ننقصنا الخبرة، لكن تنقصنا الأدوات.. نخيط الجراح بلا تخدير، ونفقد الأرواح لأن شحنة طبية لم تدخل.”

الغزيون يشعرون أنهم محاصرون ليس فقط بالجدران والدبابات، بل بالخذلان الدولي.

لم نعد ننتظر قرارات.. فقط ننتظر متى تنتهي هذه الكارثة.”

رغم كل شيء، لم تنكسر الروح.

تنظم بعض العائلات حلقات دعاء، وأخرى تروي القصص لأطفالها. البعض بدأ بزراعة الخضار فوق الأسطح، وآخرون يقيمون مباريات كرة قدم بين الأطفال في باحات المدارس.

“ما بدنا العالم يشفق علينا، بدنا يسمعنا”، تقول نادية، شابة تكتب مذكراتها يوميًا لتوثق الألم والأمل.

غزة لا تموت، بل تصرخ.

غزة ليست ضحية قدر، بل ضحية احتلال وحصار وعالم قرر أن يتفرج.

لكن ما لم يفهمه كل هذا العالم، أن شعبًا يحب الحياة رغم كل شيء.. لا يُهزم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....