السبت 03/مايو/2025

عائلات غزة ترفض الفوضى .. موقف جماعي لحماية السلم المجتمعي وسط حرب الإبادة

عائلات غزة ترفض الفوضى .. موقف جماعي لحماية السلم المجتمعي وسط حرب الإبادة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

مع الانهيار الإنساني المتسارع في قطاع غزة، الناتج عن حرب الإبادة الإسرائيلية والحصار الخانق، برزت في الأيام الأخيرة مظاهر خطيرة تمثلت في أعمال نهب وسرقة طالت الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك مستودعات الإغاثة. هذه الممارسات الخارجة عن أخلاقيات الشعب الفلسطيني أثارت ردود فعل غاضبة من العديد من العائلات الفلسطينية التي بادرت إلى إصدار بيانات استنكارية موحدة، تؤكد رفضها القاطع لهذه الأفعال ومطالبتها بحماية النسيج الأخلاقي والمجتمعي في القطاع.

عائلة المدهون، وعلى لسان مختارها د. محمد المدهون، أكدت في بيان تابعه المركز الفلسطيني للإعلام أن العائلات الفلسطينية الأصيلة التي قدمت الشهداء والمرابطين لا يمكن أن تتبنى من وصفهم بـ”الخونة والعملاء”، مشددا على أن من يقف خلف هذه الفوضى هم أدوات لأجندات الاحتلال. وقال: “لن نقبل أن يتم استغلال أوجاع الناس لنشر الفوضى وتخريب النسيج الوطني”.

من جهتها، استنكرت عائلة الغول أعمال السطو والنهب، ووصفتها بأنها “بعيدة كل البعد عن أخلاق وأعراف شعبنا”. وأكد بيان العائلة الذي حصل المركز الفلسطيني للإعلام على نسخة منه أن “الحاجة إلى الطعام والشراب لا تبرر سرقة ممتلكات الغير أو مؤسسات الإغاثة”، معتبرة أن ما يجري هو تناغم مع سياسات الاحتلال الرامية لزعزعة الاستقرار الداخلي.

بدورها، أعربت عائلة زقوت (المجدلية) في غزة والشتات عن غضبها الشديد تجاه من وصفتهم بـ”الخارجين عن الدين والأعراف”، وأشارت إلى أن بعض من شاركوا في أعمال النهب يحملون أسلحة باهظة الثمن، ما ينفي أي ادعاء بالحاجة أو الجوع، ويكشف عن محاولات مدفوعة لتخريب المجتمع من الداخل.

وفي السياق ذاته، أكدت عائلة أبو عبيد رفضها لما وصفته بـ”الاعتداء الصارخ على ما تبقى من كرامة هذا الشعب”، مشيرة إلى أن ما جرى لا يمكن تبريره بالجوع، وإنما هو سلوك إجرامي يستهدف المجتمع. وأضافت أنها، بالتعاون مع عائلات أخرى، تمكنت من ضبط بعض المتورطين واستعادة ممتلكات سرقت من مؤسسات أممية.
أما عائلة بكر، وخلال اجتماع موسع برئاسة مختارها مروان بكر (أبو فادي)، فقد حذرت من خطورة منتحلي اسم العائلة بهدف ارتكاب الفوضى، مؤكدة أن تاريخها النضالي لا يسمح بأن يُلوث من قبل “مرتزقة وفوضويين”، ومشددة على أهمية ردع كل من يعتدي على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.

تشير هذه البيانات الموحدة إلى أن ما يحدث في غزة يتجاوز معاناة الجوع، ويعكس وجود محاولات منظمة لاستغلال الفوضى في ضرب استقرار المجتمع. وعبرت العائلات عن تمسكها بالقيم الأخلاقية والدينية، ورفضها أن تكون الكارثة الإنسانية مبرراً للتعدي على حقوق الغير.

وفي ختام بياناتها، دعت العائلات الجهات المختصة وأبناء المجتمع كافة إلى تحمل مسؤولياتهم في هذه المرحلة الحرجة، كما ناشدت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتأمين المساعدات الإنسانية ومنع مزيد من الانهيار.

وأكدت العائلات أن “الفوضى لا تُبرر، والمعاناة لا تبرر التخلي عن القيم. غزة، رغم الجراح، تستحق أن تُصان كرامتها وأن يبقى نسيجها المجتمعي متماسكاً في وجه الظلم والخراب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...