الجمعة 02/مايو/2025

من بين ركام غزة.. الكيان الصهيوني يسقط في امتحان الإنسانية

كارم الغرابلي

لم تعد غزة مجرد جغرافيا تقاتل عن كرامة الأمة، بل تحولت إلى مرآة كاشفة لعالمٍ يدّعي الحضارة بينما يغضّ الطرف عن جريمة إبادة جماعية ترتكب أمام أعين الجميع.

على مدار الشهور الماضية، سقطت آخر أقنعة “الديمقراطية” الزائفة التي طالما ارتدتها دولة الكيان الصهيوني في المحافل الدولية. فمجازر غزة لم تعد مجرّد أرقامٍ تتناثر على شاشات الأخبار، بل تحوّلت إلى وقائع دامغة فضحت الكيان أمام ضمير البشرية، وأسقطته في هاوية العار الدولي.

لم تعد الشعارات الصهيونية عن “الدفاع عن النفس” تجد آذاناً صاغية. تقارير نيويورك تايمز والغارديان ولو موند، والمشاهد القادمة من رفح وجباليا وخان يونس، حطّمت سرديات الاحتلال وأظهرت للعالم طفلاً رضيعًا يحمل جثمانه الممزق بيد مسعف يرتجف غضبًا.

جامعات كبرى من هارفارد إلى كامبريدج أصبحت ساحات لاعتصامات تطالب بمقاطعة إسرائيل أكاديميًا واقتصاديًا. نقابات عمالية، كنائس، برلمانات، شخصيات رياضية وفنية عالمية.. كلهم توحدوا خلف شعار: “أوقفوا الإبادة”.

وحدها غزة، بأشلائها ورمادها، استطاعت أن تكسر الصمت وتعيد تعريف العدل في زمن الخذلان.
اليوم، دولة الإحتلال التي كانت تتباهى بأنها “واحة الديمقراطية” وسط الشرق الأوسط، تقف مدانة أمام محكمة الضمير العالمي كدولة فصل عنصري ترتكب جرائم إبادة جماعية بشهادة محكمة العدل الدولية، وبملفات رسمية تقودها دول مثل جنوب إفريقيا.

عواصم عالمية مثل بوغوتا ولا باز تخلّت عن العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال. سياسيون في أوروبا وأميركا اللاتينية يرفعون أصواتهم متهمين تل أبيب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. حتى داخل الولايات المتحدة، شقّ الغضب الشعبي جدران الدعم التقليدي الأعمى.

ليس ذلك فقط؛ بل إن دولة الإرهاب خسرت ما هو أخطر: سمعتها كأسطورة أمنية وعسكرية واقتصادية.
فقد سقطت “هيبة” جيشها الذي لا يُقهر في السابع من أكتوبر، عندما تمكنت المقاومة الفلسطينية من اجتياح التحصينات وكشف هشاشة المؤسسة الأمنية بكل فروعها.
وسقطت كذلك صورة الكيان كوجهة استثمارية آمنة مع فرار رؤوس الأموال وتراجع التصنيف الائتماني.

لم يعد بالإمكان ترميم هذه الصورة المشوهة مهما أنفقت تل أبيب من ذهبها وأموالها على حملات الدعاية.
فالعالم، أو على الأقل شرفاؤه، أدركوا الحقيقة:
أنّ غزة المنتفضة تحت الركام أنبل من كل دعايات الاحتلال، وأن دماء أطفالها أشرف من كل سرديات تزييف الوعي.

في عالمٍ تهشمت فيه الأقنعة، تظل غزة، رغم النزيف والأنقاض، تنتصر على القاتل بسلاح واحد لا يمكن هزيمته: الحق الواضح كالدم، والصمود الصلب كالجبال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...