من بين ركام غزة.. الكيان الصهيوني يسقط في امتحان الإنسانية

لم تعد غزة مجرد جغرافيا تقاتل عن كرامة الأمة، بل تحولت إلى مرآة كاشفة لعالمٍ يدّعي الحضارة بينما يغضّ الطرف عن جريمة إبادة جماعية ترتكب أمام أعين الجميع.
على مدار الشهور الماضية، سقطت آخر أقنعة “الديمقراطية” الزائفة التي طالما ارتدتها دولة الكيان الصهيوني في المحافل الدولية. فمجازر غزة لم تعد مجرّد أرقامٍ تتناثر على شاشات الأخبار، بل تحوّلت إلى وقائع دامغة فضحت الكيان أمام ضمير البشرية، وأسقطته في هاوية العار الدولي.
لم تعد الشعارات الصهيونية عن “الدفاع عن النفس” تجد آذاناً صاغية. تقارير نيويورك تايمز والغارديان ولو موند، والمشاهد القادمة من رفح وجباليا وخان يونس، حطّمت سرديات الاحتلال وأظهرت للعالم طفلاً رضيعًا يحمل جثمانه الممزق بيد مسعف يرتجف غضبًا.
جامعات كبرى من هارفارد إلى كامبريدج أصبحت ساحات لاعتصامات تطالب بمقاطعة إسرائيل أكاديميًا واقتصاديًا. نقابات عمالية، كنائس، برلمانات، شخصيات رياضية وفنية عالمية.. كلهم توحدوا خلف شعار: “أوقفوا الإبادة”.
وحدها غزة، بأشلائها ورمادها، استطاعت أن تكسر الصمت وتعيد تعريف العدل في زمن الخذلان.
اليوم، دولة الإحتلال التي كانت تتباهى بأنها “واحة الديمقراطية” وسط الشرق الأوسط، تقف مدانة أمام محكمة الضمير العالمي كدولة فصل عنصري ترتكب جرائم إبادة جماعية بشهادة محكمة العدل الدولية، وبملفات رسمية تقودها دول مثل جنوب إفريقيا.
عواصم عالمية مثل بوغوتا ولا باز تخلّت عن العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال. سياسيون في أوروبا وأميركا اللاتينية يرفعون أصواتهم متهمين تل أبيب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. حتى داخل الولايات المتحدة، شقّ الغضب الشعبي جدران الدعم التقليدي الأعمى.
ليس ذلك فقط؛ بل إن دولة الإرهاب خسرت ما هو أخطر: سمعتها كأسطورة أمنية وعسكرية واقتصادية.
فقد سقطت “هيبة” جيشها الذي لا يُقهر في السابع من أكتوبر، عندما تمكنت المقاومة الفلسطينية من اجتياح التحصينات وكشف هشاشة المؤسسة الأمنية بكل فروعها.
وسقطت كذلك صورة الكيان كوجهة استثمارية آمنة مع فرار رؤوس الأموال وتراجع التصنيف الائتماني.
لم يعد بالإمكان ترميم هذه الصورة المشوهة مهما أنفقت تل أبيب من ذهبها وأموالها على حملات الدعاية.
فالعالم، أو على الأقل شرفاؤه، أدركوا الحقيقة:
أنّ غزة المنتفضة تحت الركام أنبل من كل دعايات الاحتلال، وأن دماء أطفالها أشرف من كل سرديات تزييف الوعي.
في عالمٍ تهشمت فيه الأقنعة، تظل غزة، رغم النزيف والأنقاض، تنتصر على القاتل بسلاح واحد لا يمكن هزيمته: الحق الواضح كالدم، والصمود الصلب كالجبال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد شاب برصاص الاحتلال في بيتا جنوب نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الشاب علاء شوكد أحمد اخضير، مساء اليوم الخميس، إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة...

القسام يعلن عن كمين محكم لقوات الاحتلال في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية مركبة ضد قوات الاحتلال الصهيوني في...

مجزرة هدم جديدة.. الاحتلال يخطر بهدم أكثر من 100 مبنى في مخيمي طولكرم ونورشمس
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام أخطر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بهدم عشرات المنازل في مخيمي طولكرم ونور شمس في طولكرم بالضفة الغربية...

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...

مستوطنون ينصبون خياماً استيطانية جديدة على أراضي سنجل شمال رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأقام المستوطنون اليوم الخميس، خيمة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين في بلدة سنجل شمال رام الله. وقال أهالي...

تحذير من قتل ممنهج يتعرض له الأسير حسن سلامة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر مكتب إعلام الأسرى من تعرض الأسير القيادي في حركة حماس حسن سلامة لتعذيب ممنهج في سجن مجدو الإسرائيلي، بهدف القتل....

3 شهداء بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاث أشخاص، اليوم الخميس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان. وأفادت وكالة...