الأربعاء 30/أبريل/2025

حتى الفلافل تختفي…المجاعة تتفشى في غزة والعالم يتفرج

حتى الفلافل تختفي…المجاعة تتفشى في غزة والعالم يتفرج

غزة –  المركز الفلسطيني للإعلام

في شوارع غزة الممزقة بين الركام والصمت الثقيل، كان صوت قلي الفلافل آخر ما تبقى من ملامح الحياة الطبيعية.

 الفلافل، الأكلة الشعبية البسيطة، تحولت إلى وجبة النجاة الوحيدة لعشرات آلاف العائلات التي أنهكها الحصار والمجاعة والحرب.

 اليوم، ومع نفاد المواد الأولية وارتفاع أسعارها بشكل خيالي، بدأت محال الفلافل تغلق أبوابها، تاركةً خلفها مزيداً من الجوع وأمواجاً من القلق.

“حتى الفلافل ما عاد فينا نأكلها”، يقول أبو محمود، صاحب أحد أقدم محلات الفلافل في غزة. بعينين يغمرهما الحزن، يروي: “الحمص، الزيت، البهارات… كلها أسعارها نار، وإذا وجدناها، فهي نادرة جداً، لم يعد بإمكاني تحضير الكميات المطلوبة، مضطر أغلق”.

وفقاً لشهادات العديد من أصحاب المحال، فإن أسعار المواد الأولية للقلي، كالزيت النباتي والحمص، ارتفعت بنسبة تجاوزت 600%. ففي ظل الإغلاق الكامل للمعابر ومنع إدخال الإمدادات الغذائية، تحولت الأسواق إلى ساحات يائسة، يبحث فيها الناس عن أي شيء يسد رمقهم، ولو لقمة صغيرة.

تقول أم أحمد، ربة منزل وأم لخمسة أطفال لمراسلنا: “كنا نشتري سندويشة فلافل لأولادي، نضحك ونخفف عنهم، اليوم، السندويشة صارت حلم. لا في فلافل، ولا زيت، ولا خبز حتى”.

رمز الصمود ينهار

لطالما كانت الفلافل رمزاً لصمود الغزيين في وجه الأزمات، رخيصة، متوفرة، مشبعة، وتحمل رائحة البيت والذاكرة، لكنها اليوم، تشهد على مدى عمق الكارثة الإنسانية.

 فاختفاؤها من الأسواق لا يعني فقط غياب وجبة طعام، بل إعلان صريح بأن المجاعة تطرق أبواب غزة بقوة.

المنظمات الإغاثية تحذر من كارثة غذائية غير مسبوقة، وتدعو العالم إلى تحرك عاجل، لكن حتى الآن، تبقى النداءات مجرد كلمات وسط هدير المدافع وصفير الطائرات. في المخيمات والمدن المدمرة، الأطفال ينتظرون شيئاً لا يأتي، والناس باتوا يخشون أن تأتي أيامٌ لا يجدون فيها حتى “رغيفاً من الخبز اليابس”.

بدوره حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، العالم على “التحرك لمنع الانهيار التام للدعم الحيوي المنقذ للحياة في غزة”.

وأكد تورك في بيان الثلاثاء، ضرورة “تضافر الجهود الدولية لمنع هذه الكارثة الإنسانية من الوصول إلى مستوى غير مسبوق”.

وحذر من أن “أي استخدام لتجويع السكان المدنيين كأسلوب حرب يشكل جريمة حرب، وكذلك جميع أشكال العقاب الجماعي”.

وفي هذا السياق أكدت حركة حماس أن استمرار حكومة نتنياهو في استخدام التجويع كسلاح في قطاع غزة؛ جريمة حرب، واستخفافٌ بالمجتمع الدولي، وتحدٍّ للمؤسسات القضائية الدولية، مطالبة بالضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج.

ودعت دول العالم كافة، ومؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن، إلى الانحياز إلى قيم الإنسانية والعدالة، والضغط على الاحتلال لرفع الحصار المطبق المفروض على أكثر من مليونين وربع المليون إنسان في قطاع غزة، وإنهاء جريمة التجويع الممنهج المستمرة أمام سمع وبصر العالم.

كما جددت نداءها إلى الدول العربية والإسلامية وشعوبها، وأحرار العالم، إلى التحرك العاجل لإغاثة شعبنا في القطاع، والتحرك على جميع المستويات لفرض فتح المعابر وإدخال المساعدات ومواد الإغاثة، ودعم وإسناد صمود شعبنا على أرضه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات