الأربعاء 30/أبريل/2025

خطة الاحتلال لتوزيع المساعدات في غزة ..  مراقبة مشددة ومشروع للإذلال

خطة الاحتلال لتوزيع المساعدات في غزة ..  مراقبة مشددة ومشروع للإذلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات الإنسانية كورقة ضغط وأداة للتجويع والابتزاز السياسي، ضمن سياسة ممنهجة تستهدف كسر إرادة الفلسطينيين وفرض الإذلال الجماعي.

وبعد قرابة شهرين من الإغلاق التام للمعابر ومنع إدخال البضائع والمساعدات، وبدلاً من ضمان تدفق المساعدات كحق إنساني أساسي، يسعى الاحتلال إلى تحويلها إلى وسيلة للسيطرة والتحكم، حيث تُوزّع تحت أعين المراقبة وبشروط تُعمّق المعاناة وتُقيّد الكرامة.

وفي أحدث فصول هذا النهج، تطرح سلطات الاحتلال-وفق مصادر مطلعة- خطة جديدة تحمل طابعًا “إنسانيًا” في ظاهرها، لكنها تخفي في جوهرها نظامًا مركزيًا للتحكم والإخضاع، يعيد تشكيل العلاقة بين الجوع والسيادة على حساب حقوق الإنسان الأساسية.

ووفق مصادر مطلعة فإن سلطات الاحتلال تسعى إلى اعتماد آلية جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من المقرر أن تبدأ مطلع مايو/أيار المقبل، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية خطيرة وتأكيد بأن الاحتلال يسعى لاستخدام المساعدات كأداة للسيطرة والإذلال.

وبحسب المعلومات التي نشرها الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، والتي تتقاطع مع تقارير إعلامية دولية، فإن الاحتلال أبلغ جهات دولية معنية بنيته استئناف إدخال المساعدات إلى القطاع عبر خطة مركزية تنفذها مؤسسة دولية يُشار إليها بـ”R”، والتي ستُمنح صلاحيات توزيع المعونات داخل غزة.

تتمثل أبرز ملامح الخطة، وفقًا للمصدر، في إنشاء محطات كبرى لتوزيع المساعدات، يُرجح أن تكون في منطقة بين شمال رفح، على أن تكون نقطة الانطلاق الوحيدة لتسليم المساعدات إلى المدنيين، دون إيصالها إلى الأحياء أو المخيمات، وسيتعين على السكان التوجه بأنفسهم إلى تلك النقاط لاستلام احتياجاتهم.

وسيفرض الاحتلال رقابة مشددة على عمليات التوزيع، تشمل إخضاع العاملين في المؤسسة الدولية للفحص الأمني، وتحديد مواصفات المساعدات بدقة، مثل ألا يتجاوز وزن الطرد الواحد 20 كيلوغرامًا. كما ستُراقب عمليات التوزيع عن بعد، دون تواصل مباشر مع المستفيدين.

وتتضمن الخطة اشتراط أن تكون جميع البضائع الموزعة إسرائيلية المنشأ، مع حظر إدخال أي بضائع من مصر أو الأردن أو دول أخرى. كما سيتوجب على المؤسسات الإنسانية الدولية دفع ضريبة مضافة بنسبة 17% مقابل السماح بإدخال المساعدات.

في المقابل، لم يُحسم بعد موقف الاحتلال من السماح بدخول الوقود، وهو ملف لا يزال قيد الدراسة.

وعبر الكاتب وسام عفيفة عن مخاوفه من أن تكون الخطة وسيلة جديدة لفرض مزيد من الهيمنة والسيطرة على السكان، وعدّ أنها تُسوّق كحل لأزمة المساعدات، بينما تخفي وراءها نوايا لفرض الإذلال الجماعي وتجميل صورة الاحتلال أمام المجتمع الدولي.

وأوضح أن المشروع يسعى لنفي الاتهامات باستخدام التجويع كسلاح ضد السكان من خلال الإيحاء بأن الاحتلال “يسمح بإدخال المساعدات”، في حين أن الواقع يُظهر نظامًا معقدًا يُخضع السكان للمراقبة والإذلال مقابل احتياجاتهم الأساسية.

ويأتي طرح الخطة في وقت بدأت المجاعة تتفشى في قطاع غزة، نتيجة استخدام إسرائيل الطعام كسلاح في حرب الإبادة الجماعية.

ويؤكد عفيفة وجود تساؤلات حقيقية بشأن قدرة سكان شمال ووسط القطاع على الوصول إلى المحطات الجنوبية، في ظل ما تعانيه المنطقة من حصار خانق ودمار واسع وانعدام وسائل النقل. كما اعتبر أن النظام المقترح لا يراعي الكرامة الإنسانية ولا الاحتياجات الفعلية، ويحول المعونات إلى أدوات خاضعة لمنطق “المنّة” والمراقبة الدقيقة.

ولم تحظَ الخطة الجديدة بموافقة المؤسسات الدولية المعنية، وسط تزايد الأصوات المطالبة بضمان وصول المساعدات بشكل كريم وآمن إلى جميع سكان القطاع، دون شروط سياسية أو قيود أمنية.

وسبق أن أكدت الأونروا رفضها أن تكون جزءًا من خطة الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات المشروط، أو الذي يفرض على سكان قطاع غزة التوجه إلى منطقة تحت سيطرة الاحتلال، مؤكدة أن المطلوب هو تسهيل إدخال البضائع والمساعدات للقطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...