الجمعة 02/مايو/2025

مواصي خان يونس .. المنطقة الآمنة تتحول لساحة إبادة ليلية

مواصي خان يونس .. المنطقة الآمنة تتحول لساحة إبادة ليلية

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في جنوب قطاع غزة، وتحديداً في مواصي خان يونس، لم يعد الليل يمثل لحظة هدوء أو راحة. بل بات عنواناً للرعب، وصار الظلام ساتراً تقتنص من خلاله آلة الحرب الإسرائيلية أرواح المدنيين النازحين.

ففي كل مساء، تتكرّر مشاهد الدم والنار والصراخ، في وقت تغيب فيه إمكانيات الإنقاذ، وتغلق فيه الأمل نوافذه.

تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تكثيف قصفها الجوي والمدفعي خلال ساعات المساء والليل، حيث تنعدم القدرة على التحرك أو الاستجابة السريعة من قبل الطواقم الطبية وفرق الإنقاذ، ما يزيد من أعداد الشهداء والمصابين.

الظلام الدامس، إلى جانب نقص الإمكانيات، يفاقم من معاناة النازحين ويجعلهم عرضة للموت تحت الأنقاض، أو النزف حتى الشهادة على قارعة الطريق.

قبل يومين فقط، استهدف الاحتلال خياماً للنازحين في شارع أصداء بمواصي خان يونس، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

كما تسبب قصف بطائرة مسيّرة في منطقة البشير، باستشهاد وإصابة أكثر من 15 شخصاً من عائلة الطهراوي، بعضهم احترقوا وهم نيام.

محمد الأسطل (33 عاماً)، أحد النازحين في المنطقة، يروي اللحظة التي حوّلت ليل المواصي إلى كابوس حيّ: “استيقظت على انفجار ضخم تبعه صراخ النساء والأطفال، خرجت لأجد الجثث على الأرض، بعضها محترق وممزق. كان المنظر يفوق الوصف، ولحظات لاحقاً، اكتشفت أن ابني الصغير أصيب بشظية في قدمه، حملته والدماء تنزف منه لأقف في طابور الألم بانتظار الإسعاف”.

أما محمد خليفة (45 عاماً)، فيصف ليلة دامية خسر فيها شقيقه، ويقول إن انفجارا قويا أيقظني من النوم، وجدت أمي وأخواتي مصابات بشظايا، بينما كان شقيقي غارقاً بدمائه، إصابة في الرأس أودت بحياته رغم نقله للمستشفى. الخوف يسيطر على الجميع، خاصة النساء والأطفال، ولا أحد يشعر بالأمان هنا.

روان الحمايدة (25 عاماً)، وهي نازحة من رفح، تؤكد أن النزوح إلى المواصي لم يجلب الأمان: “خيمتنا اهتزت بقوة الانفجار، وسمعنا صراخاً مدوياً. عم زوجي استشهد، وأُصيبت أسرته بجراح خطيرة. لم نعد نعرف إلى أين نذهب. حتى المناطق التي يُقال إنها إنسانية، هي أهداف في نظر الاحتلال”.

رغم إعلان الاحتلال بأن منطقة المواصي هي “منطقة آمنة”، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد عكس ذلك تماماً، الاستهدافات الليلية باتت شبه يومية، وتحولت الخيام إلى قبور جماعية، وصار الأطفال ينامون وهم يضمّون أمهاتهم خوفاً من أن تكون ليلتهم الأخيرة.

علي الأغا (40 عاماً)، أحد الناجين من قصف ليلي، يقول: “الانفجار كان هائلاً، استشهد خمسة بينهم طفل، وأُصيب آخرون. صوت الانفجار وحده يكفي لزرع الرعب في قلوب الجميع، وتضررت عشرات الخيام، بعض العائلات أصبحت دون مأوى. كيف تكون هذه منطقة إنسانية؟! إنها مجرد كذبة إعلامية”.

منذ الثامن عشر من آذار الماضي، استشهد 1,691 مواطناً، وأصيب 4,464 آخرون، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية. وبلغ عدد الشهداء في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حوالي 51,065 شهيداً، وأكثر من 116,000 جريح، فضلاً عن آلاف المفقودين تحت الركام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...