من هم قادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل منذ بدء حرب الإبادة على غزة؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

منذ تأسيسها في عام 1987، واجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استهدافًا مكثفًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي سعى إلى تصفية قياداتها عبر عمليات اغتيال ممنهجة. وقد شكّلت هذه الاغتيالات جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إضعاف الحركة وعرقلة أنشطتها السياسية والعسكرية. ورغم ذلك، استمرت حماس في تعزيز وجودها داخل الساحة الفلسطينية، مستفيدة من حالة التضامن الشعبي ومن قدرتها على إعادة ترتيب صفوفها.

ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فقدت حماس 14 عضوا من أعضاء مكتبها السياسي العام وفي غزة، 5 منهم قضوا بعدما استأنف الاحتلال الحرب في 18 مارس/ آذار الجاري بعد تنصله من استحقاقات المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار.

يعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ونائبه الشيخ صالح العاروري، ورئيس المكتب السياسي لغزة يحيى السنوار من أبرز الأسماء التي اغتيلت في الحرب. فقد اغتيل هنية في نهاية يوليو/ تموز 2024 بالعاصمة الإيرانية طهران؛ وسبقه بأشهر العاروري، الذي اغتيل في بيروت في يناير/ كانون الثاني من العام ذاته.

ولحق بهما السنوار، الذي كان رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، ثم أصبح رئيساً عاماً للحركة خلفاً لهنية، في اشتباكات مع قوة من جيش الاحتلال لم تتعرف عليه إلا بعد رحيله في حي تل السلطان في رفح بجنوب القطاع في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.

البردويل وبرهوم

واغتال الاحتلال هذا الأسبوع عضوين بارزين من أعضاء المكتب السياسي لحركة “حماس” في غزة، هما صلاح البردويل وإسماعيل برهوم.

وكان البردويل (1959) من أبرز القيادات التي شاركت في إدارة الملف السياسي للحركة، وله دور كبير في توجيه الأنشطة السياسية والإعلامية للحركة في الداخل والخارج.

وقبل انقضاء 24 ساعة على اغتيالها البردويل، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي زميله في المكتب السياسي القيادي إسماعيل برهوم.

وهو عضو آخر في المكتب السياسي لحركة حماس، والذي اغتيل أثناء تلقيه العلاج في “مجمع ناصر الطبي” بعد إصابته في غارة إسرائيلية سابقة.

برهوم كان قد تعرض لإصابة خطيرة في غارة جوية استهدفته في مدينة رفح قبل أن يتم استهدافه مجددًا أثناء فترة علاجه.

ويعتبر إسماعيل برهوم من الرعيل الأول لحركة حماس منذ تأسيسها إبان الانتفاضة الأولى عام 1987. وعرف عنه أنه من رواد العمل الخيري ورجال الإصلاح المجتمعي بالمدينة، وكانت مواقفه السياسية والإستراتيجية هدفا دائما للاحتلال الإسرائيلي.

عصام الدعاليس

يعد الدعليس أحد القيادات البارزة في حركة حماس، وشغل عدة مناصب قيادية، حيث كان مستشارا سياسيا لرئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية، ورئيسا لدائرة الإعلام في الحركة قبل أن يتم تعيينه رئيسا للجنة متابعة العمل الحكومي في غزة في يونيو/حزيران 2021.

وكان الدعليس عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس، وله دور كبير في إدارة شؤون القطاع خلال فترة حكمه.

أما محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة، فقد شغل منصبا محوريا في إدارة الشؤون الأمنية للقطاع.

وكان أبو وطفة يشرف على العمليات الأمنية، خاصة في فترات التصعيد العسكري، وهو شخصية بارزة في الحفاظ على استقرار الأمن والنظام في القطاع.

أبو سلطان والحتة

يعد بهجت أبو سلطان، المدير العام لجهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة، والذي كان مسؤولا عن توفير الأمن الداخلي في القطاع والتنسيق بين الأجنحة الأمنية المختلفة لحركة حماس.

أبو سلطان كان شخصية محورية في تعزيز الأمن واستقرار غزة في مواجهة التحديات التي فرضتها الحروب المتواصلة.

أما المستشار أحمد الحتة، فقد شغل منصب وكيل وزارة العدل في قطاع غزة منذ ديسمبر/كانون الأول 2021.

وكان للحتة دور مهم في إدارة النظام القضائي في غزة، ويُعرف بمساهماته في تعزيز القوانين الفلسطينية في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع. وقد استشهد الحتة مع زوجته وأبنائه، في واحدة من مئات الحوادث المأساوية التي سجلتها الحرب لعملية محو عائلات بأكملها من السجل المدني.

أبو معمر وأبو شمالة

سبق هذه الأسماء، زكريا أبو معمر، وجواد أبو شمالة، اللذان استشهدا في 10 أكتوبر 2023، بعد ثلاثة أيام فقط من عملية طوفان الأقصى، حيث اغتيلا في قصف استهدف بناية كانا بها في خان يونس بجنوب القطاع.

وكان أبو معمر مسؤول ملف العلاقات الوطنية في المكتب السياسي لحركة «حماس» داخل قطاع غزة، وعضواً في المكتب العام، بينما كان جواد أبو شمالة عضواً بالمكتب السياسي بغزة فقط، وكان يدير ملفات أمنية.

وفي 19 من ذات الشهر، اغتالت إسرائيل جميلة الشنطي، عضوة المكتب السياسي بغزة وكذلك المكتب العام، إثر قصف استهدفها شمال مدينة غزة. كما اغتيل في ذات اليوم أسامة المزيني، عضو المكتب السياسي عن قطاع غزة ورئيس مجلس الشورى العام في القطاع، إثر قصف شقة سكنية كان بداخلها في حي تل الهوى.

عيسى ومشتهى

وفي مارس 2024، اغتالت إسرائيل مروان عيسى، عضو المكتب السياسي عن غزة، وكذلك العام، بعد ضربة استهدفته في نفق بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وكان عيسى، المصاب بالسرطان، بمثابة حلقة الوصل بين المستويين السياسي والعسكري بصفته نائباً لقائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

وفي أغسطس/ آب 2024، اغتيل روحي مشتهى، وسامح السراج، العضوان بالمكتب السياسي عن غزة. وكان مشتهى مقرباً جداً من السنوار، وكانت له مهام سياسية وإدارية بالحركة، فيما كان السراج مسؤولاً عن ملفات أمنية.

وبعد هذه الاغتيالات، يبقى من أعضاء المكتب السياسي العام من سكان قطاع غزة، خليل الحية، ونزار عوض الله، ومحمود الزهار، وغازي حمد، وفتحي حماد، وسهيل الهندي، فيما يتبقى من أعضاء المكتب عن غزة، إبراهيم صبرة، وكمال أبو عون.

ولم تكن حماس يوما حديثة عهد في قدرتها على امتصاص الضربات الإسرائيلية الرامية إلى ضرب البنية التنظيمية للحركة بإحداث هزات في هرمها القيادي يخرجها عن المشهد السياسي والميداني، فقد بدأت سلسلة الاغتيالات باغتيال شخصيات بارزة مثل الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة، ومن بعده رئيس الحركة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ومن قبلهما إسماعيل أبو شنب، ود. إبراهيم المقادمة مرورًا بالعديد من القادة السياسيين والعسكريين داخل فلسطين وخارجها.

ورغم الخسائر التي لحقت بالحركة جراء هذه الاغتيالات، إلا أنها لم تؤدِّ إلى تفكيكها، بل عززت من تماسكها التنظيمي وأدت إلى إعادة تشكيل قيادتها مرارًا. كما أن هذه العمليات أسهمت في زيادة التأييد الشعبي للمقاومة، ما جعل الصراع بين الاحتلال وحماس أكثر تعقيدًا واستمرارية.