الخميس 01/مايو/2025

الخذلان.. القاتل الأكبر لأهل غزة مع استمرار حرب الإبادة

الخذلان.. القاتل الأكبر لأهل غزة مع استمرار حرب الإبادة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

ربما تستغرب عزيزي القارئ من عنوان التقرير، لكنك ستعلم مما ستقرأ لاحقاً أن هذا هو الإحساس الحقيقي لسكان قطاع غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية غير مسبوقة، وسط خذلان عربي وإسلامي وحتى فلسطيني غير مسبوق أيضاً.

ومع تجدد الحرب وعودتها بشكل إجرامي أكثر في أعقاب الغدر الصهيوني، ونقض الاحتلال الاتفاق الموقع مع المقاومة الفلسطينية برعاية الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين، ورفضه الالتزام بمتطلبات المرحلة الأولى، والدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق رغم التزام المقاومة بكل جوانب الاتفاق، عادت مشاهد القتل والموت وسبقها الجوع والعطش والبرد لتتصدر عناوين الأخبار في شهر رمضان المبارك، لكن دون أن يحرك ذلك أحدا.

يبدو أن الغزيين توقعوا أن يكون لهم ظهير ونصير إسلامي وعربي خاصة أن الإبادة تعود في شهر الخير والرحمة، شهر رمضان المبارك، لكنهم صدموا كثيراً من حجم الخذلان الذي تعرضوا له.

فلا مواقف جدية ولا مظاهرات مليونية، ولا احتجاجات شعبية، ليس من المجموع العربي فحسب، بل حتى في النصف الآخر من الوطن في الضفة الغربية المحتلة، التي لم تنجح دعوات كثيرة أطلقت في الحشد لمسيرات مؤثرة أو يمكن الإشارة إليها.

بينما نسير في سوق النصيرات، وقف المسن “أبو سامر” عاجزاً عن إيجاد ما يمكن شراؤه لأجل الفطار له ولعائلته، علا صوته وهو يقول “حسبي الله ونعم الوكيل على كل عربي ومسلم، حسبي الله على من خذلنا وتخلى عنا، ماذا فعلنا حتى يتركنا كل المسلمين والعرب في شهر رمضان نجوع ونعطش ونقتل دون أن يتحرك لهم ساكن”.

بدا واضحاً على “أبو سامر” الغضب والقهر في نفس الوقت، وما أن طالبه من حوله بالهدوء حتى قال: ” قتل وذبح وقصف وجوع وعطش، وأمة تعدادها مليارات ليس فيهم رجل واحد يدخل لغزة زجاجة مياه، بينما كل العالم ومنهم دول عربية وإسلامية تدعم “إسرائيل” وتقف معها وتساندها بالعتاد والسلاح والأموال”.

“أبو أحمد” أحد الباعة شاطر “أبو سامر” حنقه وغضبه، مؤكداً أن الفلسطينيين في غزة يدفعون ثمن دفاعهم عن قبلة المسلمين الأولى، وعن أرض فلسطين التي هي أرض وقف إسلامي لجميع المسلمين في العالم.

وتساءل، في حديث مع مراسلنا، “هل المسجد الأقصى لأهل غزة وحدهم؟، وهل فلسطين لأهل فلسطين فقط؟، وهل أهل غزة فقط هم من يجب أن يدافعوا عن مقدسات الأمة وأرضها المقدسة؟”.

“أبو أحمد” صمت برهة، وعاد ليتساءل: “هل من حقنا أن نلوم المسلمين والعرب بينما أهل الضفة والداخل الفلسطيني المحتل يصمتون صمت القبور على ما يحدث لنا وكأن الأمر لا يعنيهم؟”، ويقول متابعاً: “ليس لنا إلا الله، نحن خذلنا الجميع وتخلى عنا القريب والبعيد، وما لنا سوى أن يكشف الله عنا ما نحن فيه”.

ورغم كل المؤتمرات الصحفية والبيانات التي تكشف جزءا يسيرا من واقع الحال في قطاع غزة، إلا أن كل ذلك على ما يبدو لا يجد له أي صدى في محيط غزة الفلسطيني والعربي والإسلامي.

فالواقع في غزة أصعب من أن تصفه وتكشف عنه البيانات والمعطيات لكنها تعطي مؤشرات على خطورة الحالة في قطاع غزة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائم ممنهجة بشكل يومي ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في القطاع، عبر سياسات إغلاق المعابر والتجويع والتعطيش والإبادة البطيئة، متجاهلة بشكل صارخ كل القوانين الدولية والإنسانية.

وأضاف في بيان له أمس الاثنين، أن الاحتلال يواصل لليوم الثالث والعشرين على التوالي، جريمته المتمثلة في إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية الضرورية، حيث يتم منع دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً، إلى جانب 50 شاحنة وقود، وهو ما أدى إلى كارثة إنسانية خانقة في مختلف القطاعات الحيوية، خصوصًا الصحية والخدمية.

وشدد أن الاحتلال يمعن في فرض سياسة التجويع القسري على أهالي قطاع غزة، ما تسبب في انتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، وإغلاق عشرات المخابز بسبب انعدام غاز الطهي واقتراب نفاد الطحين بشكل كامل، فضلًا عن تدمير أكثر من 700 بئر مياه، مما أدى إلى تفاقم أزمة المياه وتزايد معدلات الأمراض المرتبطة بتلوثها».

وبين أن الاحتلال تعمد منع إدخال الأدوية والعلاجات الأساسية، إضافة إلى منع وصول المستلزمات الطبية وقطع الغيار للمولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفيات، ومنع إدخال مئات الجراحين والوفود الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى، خصوصاً في ظل تعطل العديد من الأجهزة الطبية الحيوية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، وفق البيان.

ولفت “الإعلامي الحكومي” إلى أن قطع الاحتلال للكهرباء عن محطة تحلية المياه في دير البلح تسبب في توقف توريد 20,000 كوب من المياه يوميًا لمحافظتي الوسطى وخان يونس، وهو ما يُهدد بتفاقم أزمة العطش، وزيادة انتشار الأمراض المُعدية والجلدية، في ظل بيئة صحّية مُتدهورة ونقص فادح في الخدمات الطبية.

وطالب كل دول العالم بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم وفتح المعابر وإدخال المساعدات فوراً وقبل فوات الأوان، قائلًا إن «استمرار الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم كافة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وجرائم حرب تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي».

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات الحقوقية والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري والضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات والوقود، ووقف هذه السياسات الإجرامية التي تهدد حياة أكثر من 2,4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة.

يعلم الفلسطينيين أن هذه الدعوات والبيانات عجزت وستبقى عاجزة عن تحريك الضمير العربي والإسلامي والعالمي، ولا يرون فيها وسيلة يمكن لها أن تخفف من آلامهم، أو توقف المذبحة التي يتعرضون لها، فالخذلان أصبح سمة أساسية من سمات الشخصية العربية والإسلامية والعالمية حين يتعلق الأمر بغزة وأهلها.

لكنهم في المقابل موقنون أنهم هم الفئة التي لا يضرها من خذلها ولا ما أصابها من آلام وجراحات، مصداقاً لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك هم عازمون على البقاء على العهد في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حتى يأذن الله لهم بالفرج والنصر والتمكين، وما ذلك على الله بعزيز.

ووسط هذه الوحشية، لا تزال أصوات الفلسطينيين تطالب بالعدالة، متسائلة: إلى متى سيبقى العالم صامتًا أمام هذه الجرائم؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...