بُحّت حناجرنا ونحن نستصرخكم أننا نُباد.. نداء الشهيد شبات الأخير بلا مُجيب

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
“لقد بُحت أصواتنا وحناجرنا ونحن نستصرخكم ونناشد العالم بأننا نباد”، بصوتٍ امتلأ قهرًا وحزنًا وبُحّ من شدة الألم لإسماع صوت فلسطين وغزة للعالم، كان يبعث الشهيد الصحفي حسام شبات بـ “رسائله الأخيرة” للعالم الصامت.. للعالم المتآمر مع الاحتلال في إبادته الجماعية للفلسطينيين، مؤكدًا أنّ “هذه المجازر يجب أن لا تمر مرور الكرام، فنحن نباد.. نحن نقتل.. ونحن نذبح في شمال غزة”.
وحال الشهيد حسام شبات، كحال مائتين وثمانية من الصحفيين الفلسطينيين الذين ارتقوا شهداء، في تغطيتهم للجريمة الصهيونية، ونقلهم للحدث للعالم أجمع بثا حيًا ومباشرًا على الهواء، لعالم قرر بملء إرادته إغماض عينيه عن الإجرام الصهيوني، بل أكثر من ذلك تمادى في “إطلاق العنان” للكيان في حربه الظالمة على غزة ودعمها بالمال والسلاح والموقف السياسي كما عبر الساسة الامريكيون مؤخرًا وبكل صراحة لا تختلف كثيرا عن “الوقاحة” المعتادة في الاستهانة بالدم الفلسطينيّ.
والله لن يثنينا شيء
الشهيد الصحفي حسام شبات، ترك إرثًا كبيرًا من الشجاعة، وهو الذي أكد في مراتٍ عديدة أنّ الإجرام الصهيوني وكل من أرتقى من إخوانه وزملائه الصحفيين أمام عينيه، لن يثنيه أبدًا عن الاستمرار في أداء رسالته، وإيصال صوت شعبه المظلوم المقهور لكل العالم مهما كان الثمن ومهما بلغت التكاليف.
وبالفعل، نال ما تمنّى في أداء رسالته وقدّم أغلى ما يملك “روحه” رخيصة من أجل قضيته، وترك خلفه رسالة للعالم الظالم الشريك في الجريمة، ليعلن أنّه بذل كل ما في وسعه برواية القصة الفلسطينية، حتى أصبح هو القصة المحكية والخبر الذي يُروى، كأروع ما يبذل ابنٌ بارٌ لقضيته العادلة في وجه أسوأ آله صهيونية للإجرام وللقتل والقهر والظلم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
استمروا في رواية القصة حتى التحرير
وكتب الصحفي الفلسطيني الشهيد حسام شبات، في رسالته الأخيرة التي وجهها للشعب الفلسطيني والعالم، أنه على مدار 18 شهراً من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة تحمل الأهوال لكنه مع ذلك لم يفارق شعبه أبدًا، وطالب بأن يستمر العالم برواية قصص الشعب الفلسطيني حتى تتحرر فلسطين.
واستهل “شبات”، رسالته التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي بعد استشهاده، اليوم الاثنين، وحصلت “وكالة سند للأنباء” على نسخة منها، بالقول “إذا كنتم تقرأون هذا، فهذا يعني أنني قُتلت – على الأرجح مستهدفًا – على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
وتابع القول بأنه عندما بدأت الحرب على قطاع غزة قبل 18 شهراً كان في الحادية والعشرين من عمره طالبًا جامعيًا لديه أحلام كأي شخص آخر.
وبين الصحفي الشهيد “شبات”، أن كرّس كل لحظة من حياته لشعبه، ووثّقت الأهوال في شمال غزة دقيقة بدقيقة، مصممًا على أن يظهر للعالم الحقيقة التي حاولوا دفنها.
ولفت إلى أنه نام على الأرصفة، وفي المدارس، وفي الخيام وأينما استطاع، وأضاف “كان كل يوم معركة من أجل البقاء. تحملت الجوع لشهور”.
ثم تابع القول “والله، لقد أدّيت واجبي كصحفي. خاطرت بكل شيء لأنقل الحقيقة، والآن، أخيرًا استرحت – وهو أمر لم أعرفه خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية”.
وأشار الشهيد الصحفي “شبات”، أنه فعل كل هذا إيمانًا بالقضية الفلسطينية، وإيماناً بأن هذه الأرض للشعب الفلسطيني ولا حق للإسرائيليين فيها، وأضاف “وكان أسمى شرف في حياتي أن أموت دفاعًا عنها. هي وخدمة أهلها”.
ثم ختم بتوجيه رسالة إلى الفلسطينيين والعالم “أسألكم الآن: لا تتوقفوا عن الحديث عن غزة. لا تدعوا العالم يُشيح بنظره عنها. استمروا في النضال، واستمروا في رواية قصصنا – حتى تتحرر فلسطين – للمرة الأخيرة، حسام شبات، من شمال غزة”.
إرثٌ من المحبة
لم يكن حسام شبات صحفيا اعتياديًا، بل كان استثنائيا في خدمة قضيته ومحبته لأهل غزة صغيرهم وكبيرهم، فكان له من المحبة والودّ حتى بين أطفال غزة الذين كانوا يبكونه لمجرد شائعات تحدثت عن استشهاده، فيما شعر أقرب زملائه له بشدة الألم ولوعة الفقد بعد أن اغتالت آلة الغدر الصهيونية واحدًا من الكفاءات الصحفية المشهود لها في قطاع غزة.
سعيٌ صهيونيٌ لإرهاب الصحفيين وثنيهم عن نقل الحقيقة
قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين في قطاع غزة، يهدف إلى إرهابهم وثنيهم عن نقل الحقيقة وفضح مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
واستنكرت حركة “حماس”، في بيان لها اليوم الاثنين، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، الاغتيال المتعمد للصحفي الشهيد حسام شبات، مراسل قناة الجزيرة مباشر، والصحفي الشهيد محمد منصور، مراسل قناة فلسطين اليوم، أثناء تغطيتهما جرائم الإبادة الجماعة بحق الشعب الفلسطيني.
وطالبت الحركة المؤسسات الصحفية والإعلامية الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها في فضح هذه الجرائم، وحماية الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهد منهم بآلة القتل الصهيونية حتى اليوم 208 صحفيين.
وثمنت “حماس”، الدور الذي يقوم به الصحفيون العاملون في قطاع غزة، ومواصلتهم مسيرتهم المهنية وأداء رسالتهم الأخلاقية، بكل شجاعة.
واستشهد اليوم في حدثين منفصلين كل من الصحفي الشهيد حسام شبات، والصحفي الشهيد محمد منصور، إثر استهداف مباشر أدى لاستشهادهما واستشهاد آخرين برفقتهما.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القائد عبد الله البرغوثي يواجه محاولة تصفية ممنهجة من سجاني الاحتلال بسجن جلبوع
المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب إعلام الأسرى أن الأسير القائد عبد الله البرغوثي يواجه محاولة تصفية ممنهجة داخل سجن "جلبوع" الإسرائيلي، حيث وصلت...

6 شهداء منهم طفلان بقصف إسرائيلي على مواصي خانيونس
خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ستة مواطنين، بينهم طفلان، مساء الثلاثاء، في قصف إسرائيلي على خيام النازحين في المواصي خانيونس، ما يرفع...

حماس تطالب بالضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن استمرار حكومة نتنياهو في استخدام التجويع كسلاح في قطاع غزة؛ جريمة حرب، واستخفافٌ بالمجتمع الدولي، وتحدٍّ...

حكومة الاحتلال تتراجع عن إقالة رئيس الشاباك
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام تراجعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، وذلك...

49 صحفيا في سجون الاحتلال.. آخرهم علي السمودي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل في سجونها 49 صحفيا فلسطينيا. اعتقلت قوات...

سلطات الاحتلال تغلق مؤسسة وقفية في القدس المحتلة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارا بإغلاق مؤسسة وقفية فلسطينية في مدينة القدس المحتلة بدعوى ارتباطها بالسلطة...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى بينهم المسعف الناجي من مجزرة تل السلطان
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، عدد من أسرى قطاع غزة، من بينهم المسعف أسعد النصاصرة، الناجي من...