الأربعاء 30/أبريل/2025

أم الجدايل.. أيقونة الوجع الجديد ترتقي وتلعن عجز العالم بوقف الإبادة

أم الجدايل.. أيقونة الوجع الجديد ترتقي وتلعن عجز العالم بوقف الإبادة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لطالما كانت “الجدايل” فلسطينيًا وعربيًا رمزًا للبراءة منذ الصغر، وللفرح والأعراس عند الكبر، تجللها الزغاريد، وتحيط بها الابتسامات والرقصات، وتزينها “الحنّاء” لتجعلها “شقراء” مبهجة، لكنّها في هذه المرة امتدادٌ لقصة الوجع والقهر والعجز في غزة التي كتبتها “حرب الإبادة” بصواريخ الإجرام وقذائف الغدر الصهيو-أمريكية، جعلت من الطفلة الفلسطينية الشهيدة “أم الجدايل” أيقونة وجعٍ جديدةٍ تلعن الصمت والعجز العالمي إزاء مجازر الاحتلال في فلسطين منذ أكثر من عامٍ ونصف.

زغردي يا “أم الجدايل” زغردي

                       وزيني “فخر الاصايل” بالودع

وازرعي الحنة على الصدر الندي

                     واربطي عصبة على كل الوجع

زغردي يا “ام الجدايل” زغردي

                    وانطري هالموسم لو أنه يطول

واشعلي سراجك عالعالي ورددي

                    ظلم الليالي والظالم لازم يزول

بهذه القصيدة والكلمات الجميلة المؤثرة التي يغنّيها الفلسطينيون في أعراسهم، تداول الموجوعون والمقهورون بمواقع التواصل الاجتماعي على جريمة قتل الطفلة “أم الجدايل” بقصف صهيوني غادر، لم يسلم منه أحدٌ في غزة، بعد أن خرق العدوّ المجرم وقف إطلاق النار وعاد لحرب الإبادة مجددًا.

مشهد الوالد المكلوم كذلك، وهو يداعب جديلة طفلته الصغيرة، لعلّ شيئًا من الأمل يسري في تلك الجديلة فتعود وتفتح عينيها من جديد، وتعانق والدها بجمال جدائلها، لكنّ غدر الاحتلال سبق لقطف روحٍ جديدة وعصفورٍ من عصافير غزة التي أمعن في إزهاق ارواحها الإجرام الصهيوني أمام صمتٍ عالميٍ غير مسبوق.

حجم الوجع دفع الكاتب أحمد حسن الزعبي لوصف تلك الجديلة بـ “سلّم السماء”، فهو الذي استفزه مشهد ارتقاء الشهيدة أم الجدايل وسيطر على كينونته، فقال: منذ ارتقائها أو سقوطنا (لا فرق) وأنا أتأمل تلك ” الضفيرة ” .

وتابع الزعبي حديثه في مقالة رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: كنت أعود الى الصورة في مخزن الصور بين الحين والآخر ، فهي  تطاردني ،  تقول لي تأمّل.. أنا ابنتك الصغيرة انا ذات الضفيرة، أنا شجرة الكستناء  المرقّطة بالدماء ، هل تأملت ملابسي، هل أبكتك الجروح  أسفل شفتي.

ويضيف: لا بأس يا أبتي …هذه “الجديلة ” صارت  سلّم السماء، بعد ان كانت حبلا من أحلام،   كانت احلامي تصعد من ضفيرتي الي رأسي ، أتخيّل الغيمة قطعة حلوى ، أو وسادة طرية ، او فستان عيد ..كنت ازرع بها زهر الربيع ، تركض خلفي ان هرولت عائدة من المدرسة ، و أواري بها خجلي ..

ويقول الزعبي: في الصباح الأخير جدلتها أمي وهي تغني لي، كان شعري رطبا وناعماً ، لعبت ،ضحكت ، ولم أكن أعرف أنني سأترككم جميعاً وشعري رطبٌ بالدماء…” حبل الأحلام لن  ينتهي أبداً ولن ينقطع أبداً  سنبني وطنا هناك فوق الغيوم ..

ويختم حديثه قائلا: “اخيراً أرجوك، أرسل لي دميتي عبر “سلم السماء” فأنا أشتاقها جدّاً.

وقال النشطاء في حقها “أم الجدايل” طفلة من غـزة خطفها القصف الإسرائيلي، لكن جديلتها بقيت رمزًا للألم والبراءة المسلوبة.

وتداولوا مقطع الفيديو لوالدها ووصفوا المشاهد المؤثرة، مرددين الأغنية الفلسطينية التراثية: “جدّلي يا أمّ الجدايل جدّلي و افرحي و اتهني و خلّي الجدّ الي”.

كما وصفوها بأنّها “عصفورة جنّة عند الرحيم الكريم، شهيدة في عليين بجدائلك اللامعة طفلة تمرحين”.

وتوجهوا بالدعاء إلى الله “صبّر الله والدك و انتقم لدمك الطّاهر الزّكيّ”.

وتسابق رسامو الكاريكاتير والفنّانون لرسم الألم والوجع الذي تركته تلك الجدائل التي قضت بالغدر الصهيوني، وكيف أنها سيأتي يوم وتثأر من قاتليها وتعلقهم على “جدائل المشانق”، مهما طال الزمن.

ونشر أحد الحسابات قائلا: ماتت “أم الجدايل” قتلها الحقد الصهيوني كما أزهق حيوات عشرات الآلاف، أطفالًا وطفلاتٍ ونساءً ورجالًا وشيوخًا، في غزة.

وأضاف: بدمٍ بارد، وصقيعٍ عالمي، تُذبح الطفولة يوميًّا في فلسطين، والذنب: “هذه أرضنا.”

وتابع: هذه “أم الجدايل” تلعن عجزنا، والعجز قاتل.

وباسم ملامحها الذابلة، وأصابع والدها في وداع الجديلة، باسم الطفولة المنكوبة في قطاع الصبر #غزة، نلعن كل صامتٍ ومتآمرٍ، ونلعن الموت والحرب، ونلعن أبدًا الصهيونية.

قرابة 49 ألف شهيد/ة، قتلتهن/م الصهيونية منذ بدء عدوان أكتوبر 2023، والإجرام الإسرائيلي -كما الصمت العالمي- مستمر.

وقال حسابٌ آخر: يا ام الجدايل سلام عليك ورحمة وعلينا كل هذا العذاب والعار هل غارت أرحام الأمهات عن ولادة الرجال أين الشهامة والتآخي أين من اذا تداعى عضو تداعت له سائر الأعضاء.

وأضاف: أقله اعلان الاستنكار وأقله الاستنفار هل حقا” نحن من أمة المليار.

وتابع بالقول: “آخ يا جدايل كانت تتراقص براءة خذلناك ويا صاحبة البراءة تبت أيدينا عن نجدتك”.

وفي حساب لأحد النشطاء قال مع صورة لها وهي ترتدي ثياب الصلاة، وبعد استشهادها يقول: “فرق ليلة واحدة بين الصورتين الأولى في صلاة القيام والثانية في ذمة الرحمن”.

وختم بترديد النشيد: “جدلي يا أم الجدايل عارنا من ذلنا ما حمينا صغارنا.. جدلي يا أم الجدايل خوفنا  يا حيفنا من الجاي يا حيفنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات