الجمعة 02/مايو/2025

شهداء مؤسسة الخير.. عندما تصبح “الإغاثة” هدفًا حربيًّا للاحتلال

شهداء مؤسسة الخير.. عندما تصبح “الإغاثة” هدفًا حربيًّا للاحتلال

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لا تزال قوافل الشهداء تتوالى في قطاع غزة رغم إعلان وقف إطلاق النار منذ قرابة شهرين بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلية، والذي كان بموجبه التوقف الكامل للعمليات العسكرية من الجانبين، إلا أن الاحتلال منذ الساعات الأولى للاتفاق وهو يقوم بخرقه في كل بند من بنوده، وعلى رأسه استمرار استهداف المواطنين في كافة أراضي القطاع المدمر.

ففي مجزرة جديدة، استُشهد تسعة شبان، بينهم عدد من الصحفيين والعاملين في مجال الإغاثة، أمس السبت، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت طاقمًا إعلاميًّا وإنسانيًّا خلال توثيقهم لأنشطة إغاثية في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت مركبتين كانتا تقلّان طواقم من مؤسسة “الخير الدولية”، أثناء قيامهم بمهام إغاثية ميدانية شمال قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء تسعة شهداء، ووصوله إلى مستشفيَي كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي شمال القطاع.

وقال محمد حسنة، مسؤول في مؤسسة الخير الدولية، إن قوات الاحتلال قصفت مركبتين كانتا تقلان طواقم عمل توزيع مساعدات شمال قطاع غزة.

وأكد مركز حماية الصحافيين الفلسطينيين (PJPS) أن “إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة بقتلها ثلاثة صحفيين خلال توثيقهم لأعمال إنسانية شمال غزة للمتضررين من حرب الإبادة، معتبرًا أن الاستهداف المتعمد للصحفيين يمثل “جريمة حرب” تستهدف حرية الصحافة والعاملين في مجال الإعلام والإغاثة.

وأضاف المركز أن هذا الاعتداء هو جزء من سياسة ممنهجة لإعاقة تدفق المعلومات ومنع المجتمع الدولي من الاطلاع على الواقع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، داعيًا إلى تحقيق دولي عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة.

وبحسب المصادر، فإن أسماء الشهداء الذين ارتقوا في الغارة الإسرائيلية هم:

بلال أبو مطر – صحفي
محمد الغفير – ميداني
محمود السراج – مصور
بلال عكيلة – مصور
حازم غريب

محمود البسوس – مصور درون

من جهته قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي، الدكتور إسماعيل الثوابتة، إن جيش الاحتلال يرتكب مجزرة وحشية مروعة في منطقة بيت لاهيا راح ضحيتها 9 شهداء يعملون في مؤسسة خيرية كانت تقوم بأعمال إنسانية في مراكز الإيواء والنزوح.

وندد الثوابتة -بأشد العبارات- بالجريمة الوحشية النكراء التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد عاملين في مؤسسة خيرية كانت تقوم بأعمال إنسانية في مراكز الإيواء والنزوح خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن استهداف المدنيين العزل، خاصة أولئك الذين يعملون في خدمة الإنسانية وتقديم المساعدة للنازحين والمشردين، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني.

وأضاف أن القصف المدفعي المباشر ثم القصف الجوي الوحشي في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة الذي قام به جيش الاحتلال، أسفر عن استشهاد 9 أفراد من العاملين في هذه المؤسسة الخيرية، والذين كانوا يؤدون واجبهم الإنساني في ظروف مأساوية، لافتًا إلى إن هجوم الاحتلال يشير إلى تصعيد غير مبرر في عدوانه العسكري ضد الأبرياء ويعكس قسوة الاحتلال وتجاهله التام لحقوق الإنسان.

وأكد مدير “الإعلامي الحكومي” أن هذه الجريمة النكراء لن تمر دون محاسبة، داعيًا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، وكذلك الوسطاء إلى التدخل الفوري واتخاذ إجراءات رادعة ضد هذه الانتهاكات الفاضحة.

وحمل الثوابتة الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم ضد الإنسانية التي تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات، وتأتي امتدادا لجريمة الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها أكثر من 61,000 شهيد ومفقود، مطالبًا بوقف العدوان الغاشم على قطاع غزة، وفتح تحقيق دولي محايد وشفاف في هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال، وتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكمة والعدالة.

ونعى مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي الشهداء التسعة، اليوم، راجين لهم من الله أن ينالوا ثواب أجر إغاثة الملهوف وإطعام الجائع وعيادة المرضى، ومؤكدين أنه هؤلاء الشهداء كانوا يؤدون واجبهم اليوم الإنساني منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

يقول أحد المغردين: “كان الشهداء قد اتفقوا على تسليم مخيم بيت لاهيا بعد أن أتمّوا تجهيزه بنحو ألف خيمة تركية، إلى جانب البنية التحتية اللازمة،، كانوا يسابقون الليل بالنهار، ليؤمّنوا للناس مأوى يحميهم من العراء وقسوة الشتاء. كانوا يحدوهم الأمل في إتمام ما بدأوه، لكن الاحتلال، قاتله الله، عاجلهم بصواريخه وادعاءاته الكاذبة. لهم أجر إغاثة الملهوفين، وإفطار الصائمين، وغوث المحتاجين، وعيادة المرضى، فلم يتركوا بابًا للخير إلا طرقوه، ولم يتوقفوا عن أداء واجبهم منذ اليوم الأول لهذه الإبادة، رغم استشهاد رفاقهم من قبل”.

وكتب آخر: “يتعاهدون على الموت.. يسيرون على جمر المخاطر.. يمضون ولا يُبالون” مشيرًا إلى اللحظات الأخيرة التي قاموا بتصويرها قبيل انطلاقهم لمهمتهم الإغاثية في بيت لاهيا، خاتمًا بالقول: “قاتل الله الاحتلال”.

وتنفذ قوات الاحتلال عمليات قصف جوي وإطلاق نار بشكل شبه يومي منذ انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في الأول مارس/ آذار الجاري، ما أسفر عن العديد من الشهداء والجرحى.

ومنذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، ارتكب جيش الاحتلال زهاء 1000 خرق، أسفرت عن نحو 155 شهيدا، ومئات الإصابات عدا عن عمليات قصف جوي وتجريف أراض وهدم منازل وتوغل دبابات، وفق معطيات رسمية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...