الأربعاء 30/أبريل/2025

رمضان تحت الحصار في غزة .. الفلافل بديل اللحم على موائد الصائمين

رمضان تحت الحصار في غزة .. الفلافل بديل اللحم على موائد الصائمين

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

مع انتصاف شهر رمضان، يعيش سكان قطاع غزة واحدة من أقسى الأزمات المعيشية في تاريخهم، حيث أدى استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم إلى نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع جنوني في الأسعار، مما حرم آلاف العائلات من تأمين الحد الأدنى من احتياجاتها اليومية.

في السابق، كانت مائدة الإفطار في غزة تضم اللحم، الدجاج، والخضروات الطازجة، لكن اليوم، أصبح الفلافل هو سيد الموقف، بعد أن صار شراء اللحم حلماً بعيد المنال لمعظم الأسر، نظرا لفقدانه من الأسواق.

تحت إحدى مظلات السوق الشعبي في حي الشيخ رضوان، يقف أبو أحمد سليم، وهو رجل خمسيني، أمام عربة فلافل ينتظر دوره.

يقول بحسرة: “زمان كنا نشتري كيلو لحم في رمضان، اليوم بالكاد نقدر نشتري سندويش فلافل، كيلو اللحم صار بـ100 شيكل، من وين نجيب؟ الفلافل آخر خيار إلنا”.

تؤكد أم خالد الأسطل، وهي أم لخمسة أطفال، أن مائدة الإفطار في منزلها لم تشهد وجود اللحم منذ أسابيع.

مضيفةً: “كنا نأمل أن يكون رمضان مختلفاً، لكن الوضع ازداد سوءاً، حتى الدجاج غير متوفر، وما تبقى في السوق سعره خيالي، لا نجد سوى الفلافل، صرنا نفطر عليه ونتسحر عليه”.

أصبح السوق الغزي يعاني من حالة شلل شبه تام، حيث اختفت العديد من السلع الأساسية، بينما ارتفعت أسعار المتبقي منها بشكل غير مسبوق. وصل سعر كيلو السكر إلى 15 شيكلاً، والأرز إلى 20 شيكلاً، في حين أن أسعار الزيوت النباتية تضاعفت، ما جعل إعداد أي وجبة عادية يتطلب ميزانية كبيرة.

يقول محمد عبد الرحمن، صاحب محل لبيع المواد التموينية في سوق الزاوية: “الوضع صعب، الناس تأتي للسؤال عن الأسعار ثم تذهب دون شراء. كرتونة البيض وصلت إلى 80 شيكلاً، ومن يستطيع تحمل ذلك؟ الحصار قتل الحركة التجارية وحرم الناس من أبسط حقوقهم”.

أما أصحاب مطاعم الفلافل، فقد زاد الضغط عليهم بشكل غير مسبوق، رغم أنهم أنفسهم يعانون من نقص المكونات وارتفاع تكاليف الإنتاج. يقول أبو سامر، وهو صاحب مطعم في حي الرمال: “الفلافل أصبحت وجبة الفقراء والأغنياء معاً، لكن حتى نحن لم نعد قادرين على توفيرها كما في السابق، الزيت غالي، الطحينة غالية، والبقوليات أسعارها ارتفعت. إذا استمر الوضع هكذا، قد يأتي يوم لا نجد فيه حتى الفلافل!”.

في ظل استمرار إغلاق المعابر، تبدو الحياة في غزة أشبه بكابوس طويل. المنظمات الإنسانية تحذر من كارثة غذائية، والمواطنون يتساءلون يومياً: “ماذا سنأكل غداً؟”.

يختصر أبو محمود نصر، وهو رجل ستيني، المعاناة بقوله: “الحصار لم يترك لنا شيئاً، لا طعام، لا عمل، لا حياة. لم يعد السؤال عن نوع الطعام، بل عن وجوده أصلاً”.

بينما تستمر أزمة الغذاء في التصاعد، تبقى موائد رمضان في غزة شاهدة على معاناة شعب محاصر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...