رد حماس على مقترح الوسطاء.. هل يوسّع الهوّة بين أمريكا والاحتلال؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
محطة جديدة يمرّ عليها قطار المفاوضات الجارية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية – مصرية – قطرية، تمثل في مقترح قدّمه الوسطاء، وقامت حركة حماس بالرد عليه، وذلك ضمن تفاهمات الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الـ 19 من يناير/كانون أول 2025.
وكان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أكد أن واشنطن قدمت اقتراحًا “يُضيّق الفجوات” لتمديد وقف إطلاق النار في غزة، موضحًا أنه يتضمن تمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد رمضان وعيد الفصح اليهودي، وأن التمديد المقترح يتيح الوقت للتفاوض على إطار عمل لوقف إطلاق نار دائم.
وجاء رد حركة حماس -وفق مصادر لوكالات أنباء- متمثلاً في ربط موافقتها على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية، بأن يكون ذلك في إطار التجسير لاستكمال الاتفاق واستئناف استحقاقات المرحلة الأولى والبدء فورًا بالتفاوض على المرحلة الثانية، مشددة على أن يبقى الملحق الذي قدمته للوسطاء كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، لا أن يمهد لاتفاق جديد كما يريد الاحتلال.
وبموجب الملحق المقدم من الحركة فإنه بمجرد الإفراج عن الأسير ألكسندر والجثث الأربع، سيتم الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يتم الاتفاق على أعدادهم.

تمهيدًا للمرحلة الثانية
وأكدت الحركة على بدء مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين في اليوم التالي تحت رعاية الوسطاء الضامنين لتنفيذ شروط المرحلة الثانية، بما في ذلك الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة، إضافة إلى التوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال 50 يومًا.
كما اشترطت الحركة أن يتم فتح المعابر ودخول المساعدات والإغاثة والتجارة فور الاتفاق على هذا المرفق. وتضمن المرفق أيضا، التأكيد على استمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود، ووقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران واستمرار عمل مؤسسات الأمم المتحدة ووكلائها والمنظمات الأخرى وإعادة تأهيل البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي واتصالات وطرق في جميع مناطق القطاع.
وقد جاءت مسودة الاتفاق -وفق الوسطاء- على النحو التالي:

شروط أخرى
وخلال هذه المرحلة، سيتم إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لإيواء السكان الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب، بما يشمل 60 ألف بيت مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة، إضافة إلى إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال المعدات المدنية لإزالة الركام والسماح لسكان القطاع بالسفر والعودة من الخارج عبر معبر رفح دون أي قيود.
كما أكدت الحركة ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل خلال هذه المرحلة من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) وإلغاء نقطة الفحص على شارع صلاح الدين محور نتساريم، إضافة إلى الانتهاء من إعداد الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار.
ونص المرفق على أن يضمن الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر استكمال المفاوضات المشار إليها للوصول إلى الاتفاق بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل باقي الأسرى.
وختمت الحركة بالتأكيد على أن هذا المرفق يعتبر جزءا لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين والذي تم التوقيع عليه في العاصمة القطرية الدوحة في 17 يناير/كانون الثاني الماضي.
الرد الإسرائيلي
في المقابل، جاء الرد الإسرائيلي بالمطالبة بإطلاق 11 أسيرًا إسرائيليًّا من الأحياء من بينهم عيدان ألكسندر، إضافة إلى رفات 16 أسيرًا، وسيكون ذلك مقابل الإفراج عن 120 أسيرًا فلسطينيًّا من المحكومين بالمؤبد و1110 أسرى إضافة إلى رفات 160 أسيرًا من غزة.
وتضمن الرد الإسرائيلي الشروع مباشرة بعد عملية التبادل بمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
كما سيتم الاتفاق على مفاتيح وشروط تبادل باقي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة، على أن تستكمل هذه المفاوضات خلال 40 يوما. وتابع الرد الإسرائيلي أنه عند الاتفاق سيتم إطلاق سراح باقي الأسرى الأحياء والأموات لدى المقاومة.
تعهدات إسرائيلية
وتضمن الرد الإسرائيلي القبول بمطالب حركة حماس فيما يتعلق باستمرار الترتيبات المتفق عليها في المرحلة الأولى من اتفاق الدوحة والمتعلقة بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية ووقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران والبدء بإعادة تأهيل البنية التحتية ودخول مستلزمات ومتطلبات إيواء النازحين، على أن يتم “وضع آلية متفق عليها للتأكيد من أن المساعدات سيتم استلامها من المدنيين فقط”.
واشترطت إسرائيل أنه مع الشروع بالمفاوضات غير المباشرة لا بد لها من “الحصول على إشارات حياة وتقارير طبية” عن أسراها في القطاع، على أن يتم مقابلة ذلك بالمثل فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
حماس: تعاملنا بإيجابية
وتعليقًا على ما تم، أكد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، أنَّ الحركة صنعت أجواء إيجابية في مسار المفاوضات الجارية وتعاملت بمسؤولية عالية وقبلت مقترح الوسطاء، مشيرًا إلى أنّ الكرة الآن في ملعب الاحتلال، وأن وفد حماس المفاوض عاد مجددًا للقاهرة أمس الجمعة ويتابع مع المسؤولين المصريين مستجدات المفاوضات الجارية ومناقشة المقترح المطروح.
وقال القانوع في تصريحات صحفية، اليوم السبت، أنّ موافقة الحركة على إطلاق سراح ألكسندر تعبير عن مرونتها وتعاطيها الإيجابي في المقترحات التي يطرحها الوسطاء، لافتًا إلى أنّ قبول حماس بمقترح الوسطاء ليس بديلاً عن المرحلة الثانية وإنما يمهد لبدء المفاوضات فيها وصولا لإنهاء الحرب والانسحاب.
وأضاف، أن “رد الحركة الإيجابي على مقترح الوسطاء جزء من اتفاق وقف إطلاق النار والمفاوضات الجارية لإتمام مراحله الأخرى”، مشددًا على أن حماس تدعم أي مقترح يصلها عبر الوسطاء وتتعامل معه بمرونة كبيرة وإيجابية عالية، وأن الحركة لم تضع شروطًا تعجيزية وإنما هي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال ببنوده وبضمانة الوسطاء.
ولفت إلى أنّ الإشكالية في إصرار نتنياهو على المماطلة لإنقاذ مستقبله السياسي، مؤكدًا أنّ الاحتلال خرق المرحلة الأولى بوقفه البروتوكول الإنساني ومحاصرة غزة للأسبوع الثاني.

الكرة في ملعب الاحتلال
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد إن المقترح الذي قبلته حماس لم يكن الأول من نوعه، بل سبقته عروض إسرائيلية أخرى، كان أولها عرضًا يتضمن الإفراج عن 10 أسرى أحياء ونصف عدد جثامين الأسرى القتلى مقابل تمديد الهدنة، فردّت حماس بالرفض، فخفّضت إسرائيل مطالبها في العرض الثاني متمثلة في الإفراج عن 5 أسرى أحياء و10 جثامين أسرى، وهو ما رفضته حماس أيضًا.
وأضاف زياد في مقابلة مع “الجزيرة” أن حماس لم تشأ أن تذهب المفاوضات إلى حالة انسداد، فأرادت استباق سردية الاحتلال (التي كانت تهدف إلى إظهار تعنت حماس في المفاوضات، وأن المفاوضات المباشرة التي حدثت بين حماس والإدارة الأمريكية لم تفضِ إلى شيء)، فقطعت الحركة الطريق على هذه السردية وألقت الكرة في ملعب الاحتلال بأن وافقت على المقترح الأمريكي الذي قدمه المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بولر، لكن ضمن شروط الذهاب للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وأكد زياد أن رد حماس سيضع الاحتلال -بشكل كبير- في مواجهة مع الإدارة الأمريكية، لأن إسرائيل لم توافق على هذا العرض، بالإضافة إلى رفضها للمفاوضات المباشرة بين حماس والأمريكان، وأن هذا العرض يمثل إغراءً للإدارة الأمريكية من حيث أن حماس وافقت على مقترحها، وأنها معنية بنجاح المفاوضات.
وتابع أن الرد الحمساوي يشكل ضربة معنوية في المجتمع الإسرائيلي الذي يرى أن الأسرى مزدوجي الجنسية يتمتعون بامتيازات لا يمتلكها الإسرائيليون، تتمثل في وجود دولة أخرى تدافع عنهم وتهتم لإطلاق سراحهم، لافتًا إلى أن هذا ليس في صالح كيان الاحتلال، وهو ما من شأنه الدفع بدخول المرحلة الثانية من المفاوضات نحو الأمام.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يستهدف مجموعات شرطية أثناء ملاحقتها عصابات لصوص بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد وأصيب عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة...

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...

حماس: الاحتلال يسعى لكسر إرادة شعبنا بكل السبل وسط غياب الضمير العالمي
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد الرحمن شديد، الجمعة، إن قطاع غزة يواجه اليوم واحدة من أسوأ...

المقاومة تعلن تفجير جرافة وقنبلة برتل لآليات الاحتلال شرق غزة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي " سرايا القدس" عن تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية وقنبلة من مخلفات الاحتلال...

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...

ايرلندا تدعو “إسرائيل” لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات
دبلن – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت ايرلندا من استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، وأنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من ثمانية...