الجمعة 02/مايو/2025

نهاية ثلاثة عقود من الأسر.. القائد عبد الناصر عيسى يعانق الحرية

نهاية ثلاثة عقود من الأسر.. القائد عبد الناصر عيسى يعانق الحرية

المركز الفلسطيني للإعلام

في فجر هذا اليوم، ومع إشراقة الحرية التي تهزم قيود الاحتلال، احتفل الفلسطينيون ومعهم الأحرار في كل مكان بتحرر الأسير القائد عبد الناصر عيسى، ضمن الدفعة السابعة من صفقة “طوفان الأحرار”، ووصل إلى القاهرة بعد أن أمضى ثلاثة عقود في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

الأسير القائد عبد الناصر عيسى، ابن مدينة نابلس، عانق الحرية اليوم، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 1995 بعد عام من المطاردة، وتعرض لتحقيق قاسٍ استمر لفترة طويلة، ليصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة، في رحلة اعتقالية امتدت لأكثر من 30 عامًا داخل السجون.

ورغم ظروف القهر، استطاع عيسى أن يحوّل أسره إلى رحلة إنجاز علمي، فحصل على عدة شهادات في البكالوريوس والماجستير، وأصبح من أبرز الأسرى الفاعلين ثقافيًا وأكاديميًا، ما جعل السجن يتحول على يديه إلى منارة علمية.

عبد الناصر الذي لم يستطع إنهاء دراسته الجامعية في جامعة النجاح التي كان أميرها في يوم من الأيام، أنهى شهادة البكالوريوس والماجستير في الجامعة العبرية، والتحق في أحد برامج الدكتوراه خارج البلاد فهو من عشاق القراءة والعلم والمعرفة.

خلال سنوات اعتقاله، فقد عبد الناصر عيسى والديه دون أن يتمكن من وداعهما، حيث توفي والده عام 2006، بينما رحلت والدته عام 2017، لتبقى الحسرة حاضرة في ذاكرته، لكنها لم تكسر إرادته الصلبة.

كان عبد الناصر يأمل أن ينال الحرية في صفقة وفاء الأحرار 2011، ليحظى بلقاء أخير لوالدته وهي على كرسيها المتحرك لكن الاحتلال رفض ذلك، ففاضت روح والدته بعد أن توفي زوجها وهُدم منزلها من الاحتلال.

منذ ولادته في أزقة مخيم بلاطة شرق نابلس بعد عامين من نكسة 67، نشأ عبد الناصر عيسى في بيئة مقاومة، لم تعرف الاستسلام يومًا. عُرف بذكائه الحاد وعقليته الفذّة، حيث استطاع إتقان اللغة العبرية بصورة أذهلت حتى المختصين الإسرائيليين، وكان من أكثر الأسرى شغفًا بالقراءة والمعرفة، إذ يقضي يومه بين الكتب والدوريات العالمية.

أما في ميدان المقاومة، فقد برز كأحد القادة العسكريين المبدعين، حيث اتُّهم بتخطيط وتنفيذ عمليات فدائية نوعية، منها عملية القدس الاستشهادية عام 1995 التي أدت إلى مقتل 9 إسرائيليين وإصابة أكثر من 107 آخرين، بينهم ضباط وجنود. هذا الإنجاز جعله هدفًا رئيسيًا لمخابرات الاحتلال، لكنه صمد أمام محققي الشاباك بأسطورية نادرة، ما أكسبه لقب “قاهر الشاباك”.

يذكر أن القائد عبد الناصر، كان كاتبا وسبق أن خص المركز الفلسطيني للإعلام بعشرات المقالات، وكان يكتب تحت اسم ناصر ناصر.

اليوم، ومع تحرره من قيود السجن، يعود عبد الناصر عيسى إلى ساحات الحرية التي لم تغادر قلبه يومًا، ليكمل مسيرة النضال والعطاء. إن الإفراج عنه ليس مجرد حدث، بل هو انتصار جديد يضاف إلى سجل الإرادة الفلسطينية، ورسالة واضحة بأن الحرية قادمة رغم أنف الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...