الخميس 01/مايو/2025

وإذا “شام” سُئلت بأيّ ذنبٍ في موجة البرد القارس بغزة استشهدت؟

وإذا “شام” سُئلت بأيّ ذنبٍ في موجة البرد القارس بغزة استشهدت؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

ليست الطفلة شام يوسف الشمباري ذات الستين 60 يوما، وحدها التي قضت تجمدًا، فخمسة عشر طفلا مثلها قضوا هذا الشتاء من البرد القارص، في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية من صناعة البشر، حيث يواصل العدوّ الإسرائيلي تعطيل البروتوكول الإنساني ونقض التزاماته بالالتزام ببنود صفقة التبادل، أمام مرأى ومسمع العالم العاجز عن توفير الحماية أو أساسيات استمرار الحياة في القطاع المنكوب.

يقف يوسف الشمباري مشدوها يعتصره الألم وتفر من عينه الدموع وهو يحمل جثمان طفلته الصغيرة الغضة الطرية التي لم يقوى عودها على احتمال شدة الصقيع، يقبلها تارة ويشمّها تارة أخرى، وينظر بألم لا يحتمل لمن يحفرون قبر الوليدة الصغيرة، وهو لا يتخيّل أنه سيودعها بعد قليل إلى الأبد، ولسان حال الأب المقهور يقول للعالم الظالم الصامت المشارك بالجريمة: وإذا ابنتي شام سُئلت بأيّ ذنبٍ في موجة البرد القارس بغزة استشهدت؟  

يقف بجانب يوسف عمّ الطفلة الشهيدة مواسيًا ومحتضنا، ليخفف شيئا من ألم المشهد، ويصف اللحظات الأخيرة قبل أن تقضي شام من شدة البرد متجمدة.

يقول عمّ شام: ابنة أخي شام يوسف الشمباري، نحن نازحون من بيت حانون مقيمون في مدينة حمد، نعيش في خيام لا تقي من برد الشتاء، والحمد لله هذا أمر الله مكتوبٌ علينا.

ويؤكد أنّ شام لم يكن لديها أي أمراض، وفي منتصف الليل استيقظت والدتها كي ترضعها، ووجدتها “مخشبة من السقعة” (توفيت تجمدا).

ويتابع العمّ المكلوم بالقول: اتصلنا على الإسعاف بسرعة إلى مجمّع ناصر، وحاول الأطباء بعد إجراء الفحوصات اللازمة، ولكنّ الموت كان أقرب لشام.

ويصف مأساة القطاع وما يعانيه أهله: “والله العظيم نحن نعاني بشكل صعب جدا، وشباب وصحتنا جيدة ولم نحتمل هذا البرد، فما بالكم بالأطفال”.

ويختم حديثه قائلا: “نعيش في خيام، وأجواء الحرب، والمعاناة تشتد أكثر فأكثر والحمد لله على كل حال”.

وقال المدير العام في وزارة الصحة د. منير البرش إن ستة أطفال من قطاع غزة قضوا في ظل موجة البرد القارس التي لا زالت تجتاح قطاع غزة خلال الآونة الأخيرة.

وذكر د. البرش أن إجمالي عدد الأطفال الذين قضوا بسبب موجات البرد منذ بداية فصل الشتاء بلغ 15 طفلاً، مشيراً إلى أن مستشفيات قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص مستشفيات الأطفال، باتت غير قادرة على التعامل مع الحالات التي تصل إليها من مضاعفات بسبب البرد إما بسبب تدمير الاحتلال لها أو تدمير المرافق والتجهيزات بداخلها.

وأشار د. البرش إلى أن الاحتلال لم يلتزم بالبروتوكولات الإنسانية ومنها ادخال التجهيزات الطبية وكذلك وسائل التدفئة والخيام والبيوت المتنقلة.

من جانبه، الإعلامي خالد صافي قال معلقا على هذه الجريمة بالقول: “في خيمة مهترئة في مواصي خان يونس الباردة، رحلت الطفلة شام يوسف الشمباري، لم تكمل شهرين من عمرها، لكنها أكملت فصول المأساة التي يكتبها الاحتلال بدماء الأبرياء وحصار التجويع والتنكيل”.

وشدد على أنّه “لم يكن الموت وحده هو القاتل، بل صمت العالم، ومماطلة الاحتلال في إدخال البيوت المتنقلة.. إلى متى؟”.

جددت حركة حماس مطالبتها لوسطاءَ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالتحركِ الفوريِّ لوقفِ انتهاكِ الاحتلالِ للاتفاقِ، وإلزامِه بتنفيذِ البروتوكولِ الإنسانيِّ المرتبطِ به.

وقالت حماس في بيان اليوم الثلاثاء، إن وفاةَ ستةِ أطفالٍ حديثي الولادة في قطاع غزة، نتيجةَ البردِ القارسِ وانعدامِ وسائلِ التدفئة، ووجودِ عددٍ من الأطفالِ في المستشفياتِ بحالةٍ حرجة؛ هي نتيجةٌ للسياساتِ الإجراميةِ لحكومةِ الاحتلالِ الفاشي.

أوضحت أن سلطات الاحتلال تواصل منع إدخالَ المساعداتِ الإنسانيةِ وموادِّ الإيواء لأكثرَ من مليوني مواطن، في الوقتِ الذي يواصلُ فيه المجتمعُ الدوليُّ صمتهُ عن معالجةِ الكارثةِ الإنسانيةِ غيرِ المسبوقةِ التي يشهدُها قطاعُ غزةَ نتيجةَ العدوانِ والحصارِ الصهيونيِّ الإجراميِّ.

وطالبت حماس الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية) بضمانِ إدخالِ مستلزماتِ الإيواءِ والتدفئةِ والمساعداتِ الطبيةِ العاجلةِ إلى أهالي قطاعِ غزةَ، لحمايةِ الأطفالِ فيه، الذينَ قضى منهم أكثرُ من سبعةَ عشرَ ألفًا جراءَ حربِ الإبادةِ الوحشيةِ خلالَ الخمسةَ عشرَ شهرًا الماضية.

ويعيش سكان غزة كارثة إنسانية متصاعدة نع تدهور الأوضاع المعيشية، حيث يفتقر مئات الآلاف من النازحين إلى المأوى المناسب والغطاء الكافي، فيما تتفاقم معاناة الأطفال مع استمرار موجات البرد القارس، وسط غياب شبه كامل للوقود ووسائل التدفئة.

وتسببت الإبادة الإسرائيلية بتهجير مليوني فلسطيني في قطاع غزة، لم يعد لهم منازل تأويهم بعد تدمير الاحتلال أكثر من 70 % من منازل القطاع.

ولا يزال الاحتلال يعرقل إدخال عشرات آلاف الوحدات السكنية المؤقتة والخيام لإيواء النازحين وكذلك يمنع إدخال مواد ترميم المنازل المدمرة جزئيا التي اضطر المواطنون للسكن فيها رغم أنها لا تقي برد الشتاء,

ويعيش آلاف النازحين في العراء أو داخل خيام مهترئة بعد تدمير منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، حيث يواجهون أوضاعًا مأساوية تتفاقم مع كل منخفض جوي، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تزداد سوءًا في ظل استمرار الحصار والتصعيد الإسرائيلي.

على مدار فصل الشتاء، توفي ما يزيد عن 15 طفلا من الرضع بسبب البرد في غزة خلال موجات البرد المتعاقبة، وقد يموت مزيد بسبب البرد ونقص المأوى ومستلزمات الشتاء الأساسية. وفق تحذيرات صادرة عن منظمات أممية وحقوقية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...